القمة العربية أكدت .. سلامة رؤية الرئيس السيسى فكان هذا الإجماع غير المسبوق
رئيس مصر قدم الحل ولن يتنازل عن بند واحد
أيها المجتمع الدولى.. أرجو أن تفهم:
لا سلام .. بدون حل الدولتين
إلى الساكن فى البيت الأبيض:
نحن لنا مواردنا ولنا إرادة شعبية ويستحيل .. يستحيل أن نخضع أو نركع أمام مخلوق
ونوجه كلامًا محددًا لإسرائيل :
زمان .. كان فرد العضلات مقبولاً ..
الآن كشفنا هذا الجيش المتهاوى
نعم الشجاعة شجاعة.. والجرأة جرأة.. والإيمان بالله كلما تمسك به العباد والمخلوقون فلابد أن يجدوا أنفسهم فى مواقع الصدارة فى شتى المجالات وعندئذ لا يكون أمامهم سوى الاجتهاد والنضال والصبر على البلاء إلى حين..
وهكذا أثبتت الأيام أن رؤية الرئيس عبدالفتاح السيسى هى التى أخذ بها الزعماء العرب الذين عقدوا قمتهم فى القاهرة أول أمس.. الاجتماع هو مفتاح الحل لأبواب القضية الأزلية التى بذلوا هم فى سبيلها الأموال والأرواح وبالتالى يستحيل فى ظل هذه التطورات أن يتنازلوا قيد أنملة عن التصور الشامل والإجراءات التى لن تجد لبسا أو تأويلا..
>>>
منذ اللحظات الأولى التى أعقبت أحداث 7 أكتوبر عام 2023 أدرك الرئيس السيسى خطورة الأمر وبالتالى أيقن أنه لا تسرع ولا مغامرة أو تضييع الوقت فى بيانات إنشائية أو تهديدات تطلق فى الهواء.. كل تلك عناصر لا تقدم ولا تؤخر.
وكم.. أكرر وكم.. أراد المتربصون أو الجالسون على مقاعد قوى الشر وهى بكل المقاييس مقاعد مهترئة وشبه محطمة توريط مصر بإشراكها فى مواجهات غير محسوبة لكن القائد المحنك والذى خبر كل فنون العسكرية ونجح فى ترسيخ قواعد السياسة وأصولها يعلن أن القرارات الصادرة عن مصر هى قرارات غير قابلة للتدخل من أى عناصر داخلية وخارجية وبالتالى ظل يضرب على هذا الوتر الحساس مراجعا وفاعلا ومبديا شجاعة ما بعدها شجاعة.
وهنا اسمحوا لى القول إنه ما أسهل من نشوب حرب أو اشتعال صراع لكن الصعوبة– كل الصعوبة– فى إعادة ترطيب الأجواء التى شهدت حمامات الدم وبقايا الأجساد المتناثرة وكما هائلا من أنقاض المبانى التى أطبقت على رقاب وأجساد الآلاف من الرجال والنساء والأطفال..
وغنى عن البيان أن الرئيس السيسى يعرف تماما بحكم خلفيته العسكرية ورؤاه السياسية أن القاهرة تجد أن الحرب– أى حرب– لن تأتى إلا بمزيد من الخسائر ونزيف الدماء ينهمر دون هوادة وبلا أى تفكير سليم.
إنها الشجاعة بكل معانيها وصورها .. شجاعة القتال والتضحيات وشجاعة الصبر انتظارا لمشاهد وصور قادمة تعكس حلاوة النصر الذى لابد وأن يتحقق دون فقدان المزيد من الخسائر البشرية أو الطبيعية.
نعم.. تعرض لتهديدات وتسريبات من هنا أو هناك تحذره من الاستمرار فى تنفيذ خطته التى تقوم على أساس إعادة غزة للحياة الطبيعية دون أن يغادر أهلها الأرض التى طالما ذادوا عنها والتى لم يترددوا فى حمايتها وبذل الغالى والنفيس فى سبيل بقائها واستمرارها.
حدد الرئيس السيسى كل الأبعاد والزوايا متصورا أن أمريكا ستكون أول من ينضم إلى قافلة السلام باعتبارها الشريك الرسمى فى تنفيذ المبادرة الموجهة للسلام التى انطلقت من المملكة السعودية على لسان الملك عبدالله بن عبدالعزيز عام 2002 والتى قامت على أساس إنشاء دولة فلسطينية معترف بها دوليا وفق حدود 1967 وعودة اللاجئين والانسحاب من هضبة الجولان كل ذلك مقابل اعتراف وتطبيع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل.
وهكذا يعتمد فى حساباته ودبلوماسيته بما يؤكد أن هذه المبادرةمضى عليها أكثر من عشرين عاما تعمدت إسرائيل ترديد رفضها شكلا وموضوعا.
أعود لأقول إن زعيم مصر يدرك تماما أن أى دعوة جديدة لتنفيذ هذه الاتفاقية مآلها إلى الحفظ والتجميد وبالتالى فإن إصراره على إضافة عدد من الأوصاف والتحذيرات والتنبيهات سعيا لأن تعود إسرائيل إلى صوابها فأكد على أن منطقة الشرق الأوسط تواجه تحديات جسيمة تكاد تعصف بالأمن والاستقرار المحلى والإقليمى والدولى فماذا حدث؟
لقد غضت أمريكا كالعادة بصرها عما يجرى وما يقال مع ترديد الرئيس ترامب لما أسماه صفقة القرن والتى بدا أنه سيركز عليها أثناء لقائه بالزعماء العرب فى مكتبه بواشنطن.
وهكذا استشف الرئيس السيسى أن اللقاء خلال تلك المرحلة الساخنة والتى تبدو فيها الهوة شاسعة بين الطرفين أى بين مصر وأمريكا فجاء قراره بتأجيل سفره إلى واشنطن وهو قرار يتسم بالشجاعة واستقلالية الإرادة وثقة كاملة بين الرئيس وشعبه للتغلب على الأصوات الزاعقة المؤيدة لإسرائيل وليس العكس.
>>>
من هنا قد أصبح التعديل واردا وصارت مسيرة التغيير قائمة لتفرض نفسها على الساحة السياسية فماذا كانت النتيجة؟!
النتيجة كما شاهدناها من خلال شاشات التليفزيون أن أصبحت مجاديف الإنقاذ قابلة للاستخدام بما لا يرضى أصحاب البلد الأصليين.
يعنى بدلا من بيع غزة أو تحويلها إلى ريفييرا الشرق أو إقامة قرى سياحية تحت سمائها وكل ذلك الكلام انصرف إلى أساليب مختلفة قوامها إعادة تعمير غزة دون تهجير أهلها مع التأكيد على نفس ما سبق أن أعلنه القائد الشجاع أن مصر لن تشارك فى ظلم ولا تعرف سوى سلام الحق والعدل..
>>>
على الجانب المقابل فإنى أوجه لرئيس وزراء إسرائيل رسالة واضحة أرجو إذا كان حريصا على نفسه وعلى منصبه أن يتأملها جيدا..
رسالتى تتضمن من بين ما تتضمن تنفيذ إسرائيل لقرارات القمة العربية فورا ودون إبطاء .. نعم زمان كانت لا تبالى ولا تهتم بأى قرارات قمة لكن الحال الآن مختلف ومختلف تماما لأن أى تسويف أو تأجيل فى تنفيذ قرارات القمة ستكون له عواقب وخيمة ووخيمة جدا.
>>>
فى النهاية تبقى كلمة:
لقد أثبتت التجارب الإنسانية وعكست العلاقات بين الشعوب أن الحق والحقيقة صنوان .. يعنى أن صاحب الحق إذا كان يدافع عن الحقيقة أو يدعو إلى تثبيت دعائمها وأركانها فلابد أن يكون النصر حليفه بإذن الله لسبب بسيط أن كلا من الحق والحقيقة يبذلان أقصى الجهد لكى يعلنا أمام القاصى والدانى أنهما متلازمان أو بالأحرى صنوان أو وجهان لعملة واحدة.. وهذا ما أردت أن أنبه إليه وأرجو أن أكون قد وفقت بكم ومعكم بإذن الله سبحانه وتعالي.
>>>
و..و..شكرا