قال، خبراء ومحللون سياسيون وإستراتيجيون: إن «قمة فلسطين»، برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي، سجلت عدداً كبيراً من الإيجابيات، فى اتجاه الحفاظ على القضية الفلسطينية، والتأكيد على حقوق الشعب الفلسطيني، من خلال «إجماع عربي» غير مسبوق، حرصت الدبلوماسية الرئاسية المصرية على قوته وعلانيته فى مواجهة محاولات العبث بالقضية الفلسطينية.
وأكدوا، فى تعليقات لـ «الجمهورية الأسبوعي»، أن القمة حولت الخطة المصرية، إلى «خطة عربية» تتوافق عليها، فى ضرورة الإسراع فى إعادة إعمار غزة، وفق آلية مرتبة، وأن تكون بمشاركة دولية، وأن تكون «دون تهجير، دون نقل» للفلسطينيين، وهو أمر شديد الضرورة للحفاظ على القضية الفلسطينية.
وقال اللواء دكتور سمير فرج المفكر الإستراتيجي: إنه لأول مرة تحظى قرارات قمة عربية طارئة على موافقة 22 دولة عربية دون خلاف بينية حول مقرراتها، لأن الجميع أدرك خطورة مخطط تهجير الفلسطينيين وعمليات التطهير العرقى التى يرتكبها العدو الإسرائيلى تجاه أبناء الشعب الفلسطيني.
وأضاف أن أهمية انعقاد هذه القمة، فى هذا التوقيت، تأتى رداً مضاداً على جميع الخطط التى تهدف إلى التهجير والتصفية للقضية الفلسطينية «قضية العرب الأولي» مهما كان مصدر الخطط المضادة وقوته الدولية وتأثيره الإقليمي.
وذكر الدكتور فرج، أن القمة العربية انتهت إلى إقناع حركة المقاومة حماس على عدم الإصرار على الاشتراك فى إدارة النظام فى غزة وأيدت حروبه وتنازلات لصالح القضية الفلسطينية.
مضيفاً، أن القمة أكدت على أهمية الدور المصرى فى تناول القضايا المصيرية التى تمس الأمن القومى العربى ولذا تجلت قدرة مصر فى إدارة الأحداث منذ بدايتها فى أكتوبر 2023 ودورها فى وقف إطلاق النار وإبرام هدنة وتبادل الأسرى واستطاعت مصر إنجاز ذلك لما تملكه من قوة شاملة مكوناتها جيشها وشعبها وموقعها الجيوسياسي.
ويرى الخبير الإستراتيجى أن القمة تمكنت من التركيز على قضية إعمار غزة ودور مصر القادم فى عملية إعادة الإعمار دون تهجير الفلسطينيين أو نقلهم لأماكن خارج غزة.. على أن تكون خطة الإعمار فى بدايتها إزالة الركام والتطهير من الألغام والمتفجرات وبناء كرفانات سابقة التهجير لاستيعاب أكبر قدر من الفلسطينيين بجانب الخيام الآدمية، على أن توكل جميع عمليات الإعمار لمصر، نجحت مصر فى سد الثغرات التى كانت من الممكن عرقلة إنشاء صندوق إعادة الإعمار الذى تم الاتفاق عليه والمقرر أن تموله الدول العربية ليكون تحت سيطرة وإشراف الأمم المتحدة منعاً لأى شبهات.
وقال اللواء دكتور سمير فرج، إن الاقتراح المصرى باحتمال وجود قوة طوارئ دولية من الأمم المتحدة، يعزز أى اتفاقية سلام مستقبلاً، لأنه سيراقب أى اختراق لوقف إطلاق النار، إضافة إلى تنفيذ القمة الدور المصرى فى تدريب الكوادر الفنية والأمنية والشرطية الفلسطينية التى ستقوم بعملية تأمين قطاع غزة بعد جلاء إسرائيل وانسحابها.
ويرى أهمية موافقة القمة على إرسال مندوب يمثل العالم العربى للتباحث مع صناع القرار فى الولايات المتحدة وإقناعهم بضرورة توفير الإمكانيات لتنفيذ الخطة المصرية لإعادة الإعمار دون الحاجة لتهجير أهل القطاع، وأنه لم يبق سوى عنصر واحد ترك للتفاوض وهو إصرار العدو الإسرائيلى على نزع سلاح حماس وهو الأمر الذى لن يكون مقبولاً من المحيط العربي.
قال نائب المدير العام للمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية اللواء محمد إبراهيم الدويري، إن مصر قادت بنجاح القمة العربية الطارئة غير المسبوقة،
مضيفاً أن نتائج القمة العربية الطارئة جاءت معبرة تماماً عن موقف عربى جماعى قد يكون غير مسبوق منذ فترة طويلة من حيث تأكيد التكاتف والتضافر العربى فى مواجهة مشروعات تهجير الفلسطينيين من أراضيهم والرفض المطلق لكافة المقترحات المتعلقة بهذا الشأن، وهو الامر الذى يؤكد القدرة العربية على التصدى للمخاطر التى تحيط بالمنطقة والتى لا تصب إلا فى مصلحة اسرائيل التى تتحرك دون اى وازع أو مسئولية وتضرب بعرض الحائط القوانين والمواثيق والاعراف الدولية.
قال أن من الجوانب الايجابية ان الدول العربية لم تكتف فقط برفض مقترحات او مشروعات التهجير بل كانت على مستوى المسئولية عندما طرحت بديلاً عملياً قابلاً للتنفيذ من خلال اعتمادها لخطة اعادة الاعمار المقدمة من مصر بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية، ومن ثم اصبح لدى العرب خطة عربية متكاملة متوازنة المراحل تؤكد على مبدأ إعمار قطاع غزة دون تهجير مع حث المجتمع الدولى ومؤسسات التمويل الاقليمية والدولية على تقديم الدعم اللازم لخطة الأعمار.
ومن جانبه قال السفير دكتور محمد حجازى مساعد وزير الخارجية الأسبق إن القمة العربية جاءت فى توقيت شديد الخطورة والحساسية ومرحلة مصيرية تمر بها القضية الفلسطينية، بجانب تهديد للأمن القومى العربى والمصرى حيث تتقدم مصر بخطة كاملة وشاملة لإعادة إعمار غزة دون مغادرة الفلسطينيين أراضيهم تحت شعار «تعمير والفلسطينيين على أرضهم».
ومن جانبه أشاد الدكتور طارق فهمى أستاذ العلوم السياسية بالنجاح الكبير للقمة العربية على عدة مستويات، منها القرارات التى تم اتخاذها، والبيان الختامي، والرسائل الواضحة فى كلمات رؤساء الوفود، والأهم المشروع المصرى المتكامل برفض التهجير وتقديم بديل عملى لحماية الحقوق الفلسطينية وفق حل الدولتين. وقال فهمى «نجحت هذه القمة على عدة مستويات، أولها التنظيم الجيد، وثانياً تمهيد الخطوة التالية فى القمة السعودية ثم قمة القاهرة، وبناء هذا الاستحقاق الذى نشير إليه الآن بخطة متكاملة الأركان لإعادة الإعمار».
وأضاف: تم الاستجابة للشروط الرئيسية المهمة ومنها تشكيل حكومة تكنوقراط، والانتقال تدريجياً إلى تسويق المشروع المصرى العربي. وأهم ما يمكن الإشارة إليه هنا هو التوافقات العربية الكبيرة والإقرار بالحق العربى والتأكيد على حل الدولتين.
ولفت الدكتور فهمى الانتباه إلى التوافق العربى الذى شهدته قمة القاهرة، قائلاً: هناك مناخ جديد يتشكل فى إطار العلاقات العربية ـ العربية يمكن البناء عليه باعتبارات تتعلق بالمشهد السياسى بأكمله خاصة ما يتعلق بالتأكيد على حاجة الفلسطينيين إلى مشروع وطنى يمكن أن يؤسس لتطبيق حل الدولتين.. وأكد على أن المشروع الوطنى الفلسطينى يجب أن يتم فى إطار عربى عربى وحسابات عربية ـ عربية.
قال: تبنت الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة، والبيان الختامى «لقمة فلسطين» فى القاهرة، اقتراح نشر قوات حفظ سلام دولية تابعة لأمم المتحدة فى القطاع، وهو من المطالب التى تتجدد باستمرار منذ عقود، وليست وليدة اليوم ولا مرتبطة فقط بالسياق الراهن فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، وإنما كان محور مقترحات عدة، قبل أن تعيد طرحه جامعة الدول العربية فى ختام القمة العربية الـ 33 التى انعقدت بالمنامة فى مايو 2024، والتى دعت إلى نشر قوات حماية وحفظ سلام دولية تابعة للأمم المتحدة فى الأراضى الفلسطينية إلى حين تنفيذ حل الدولتين.
كما أشاد الدكتور ايمن الرقب استاذ القانون الدولى بجامعة القدس بدور القاهرة البارز فى إنجاح القمة العربية وكذلك الخطة المصرية فى إعادة الإعمار والتى تشمل على 90 صفحة ومن الواضح أنه تم إعدادها من كبار المتخصصين والأكاديميين الذين يعلمون كل شيء عن القطاع.
واضاف أن القمة حملت عدة رسائل أولا إلى الشعب الفلسطينى بأن الدول العربية مساندة وداعمة ولم تتركه يواجه مصيره بنفسه وكذلك رسالة إلى الاحتلال والامريكان باحترام حقوق الشعب الفلسطيني
وعن ردود الأفعال أكد أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت متسرعة فى رفض المبادرة المصرية وكذلك الوقاحة التى تتمتع بها دولة الاحتلال فى التشكيك والهجوم غير المبرر على مصر على الجانب المقابل كان هناك ترحيب من روسيا والصين.
أضاف الدكتور الرقب أن بنود البيان الختامى بها 18بنداً من 21خاصة بفلسطين والقطاع واهمها الذهاب الى مجلس الامن لوقف الممارسات التى ترتكبها اسرائيل تعد انتهاكاً لاتفاق وقف إطلاق النار والقانون الدولى والقانون الدولى الإنساني؛ بما فى ذلك اتفاقية جنيف الرابعة، معربة عن رفض استخدام إسرائيل لسلاح الحصار وتجويع المدنيين لمحاولة تحقيق أغراض سياسية.
أشاد محمد غريب رئيس مكتب فتح بالقاهرة بمخرجات القمة العربية غير العادية والتى تهدف إنهاء هذا الصراع وتخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطينى ومن أهم بنودها عقد مؤتمر دولى فى القاهرة خلال هذا الشهر لتقديم مساهمات الدول فى إعادة الإعمار وحثت المجتمع الدولى على المشاركة فيه للتسريع فى تأهيل قطاع غزة وإعادة إعماره بعد الدمار الذى تسبب به العدوان الإسرائيلي، والعمل على إنشاء صندوق ائتمانى يتولى تلقى التعهدات المالية من كافة الدول ومؤسسات التمويل المانحة، بغرض تنفيذ مشروعات التعافى وإعادة الإعمار.
واوضح غريب بأهمية الدور المحورى للدولة المصرية فى إعداد الخطة لإعادة الإعمار وتقديم المساعدات الإنسانية وعلاج الجرحي.
واوضح أن الأهم من ذلك لابد من مزيد من التواصل مع الإدارة الأمريكية فى المرحلة المقبلة والتأكيد لها أن اليمين الإسرائيلى المتطرف خطر على مصالحها بالمنطقة.
أشاد الدكتور باسل عادل رئيس حزب الوعى ورئيس كتلة الحوار بالقمة العربية ومخرجاتها الداعمة للقضية الفلسطينية والرافضة لتهجير أهالى قطاع غزة، والتى أكدت نجاح الجهود المصرية وقدرة القيادة السياسية على تحقيق الإجماع العربى لخطة الإعمار والتأكيد على الثوابت فى القضية لمخاطبة الرأى العام العالمى بصوت عربى واحد، مؤكداً على تجاوز الاختلافات العربية والفلسطينية فى وجهات النظر وفى التناول، لتعزيز الموقف الموحد، من خلال توحيد الرؤية حول دعم صمود الفلسطينيين ومواجهة الضغوط الدولية، ومعالجة الانقسام الفلسطينى وإعادة إطلاق حوار فلسطينى فلسطينى برعاية عربية لضمان التنسيق السياسى والميدانى بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس، والعمل على استيعاب حماس فى منظومة سياسية فلسطينية شاملة، بما يضمن عدم استخدامها كذريعة لاستمرار العدوان الإسرائيلي، وبحث صيغ توافقية تمكن السلطة الفلسطينية من ممارسة دورها فى إدارة القطاع، مع إيجاد آلية لضمان مشاركة الفصائل ضمن منظومة الحكم.
أكد النائب محمد راضى أمين سر لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب على أهمية ما قامت به مصر من تقديم خطة بديلة تواجه مخطط التهجير وتحفظ الحق التاريخى للشعب الفلسطيني، مضيفاً أن الخطة مدروسة وواضحة وفق جدول زمنى محدد وبالأرقام لإعادة الإعمار دون تهجير الفلسطينيين.
وأكد على أهمية الخطة المصرية التى تقوم على التنسيق مع الفلسطينيين، من خلال تشكيل لجنة مستقلة لإدارة غزة تعمل على تيسير شئون القطاع تمهيداً لعودة السلطة الفلسطينية، بما يحفظ للشعب الفلسطينى حقه بإقامة الدولة الفلسطينية، مطالباً المجتمع الدولى بدعم الخطة المصرية احتراماً للقانون الدولى والإنساني.
وأكد على أهمية دعوة الرئيس السيسى كافة الدول للمشاركة فى مؤتمر إعادة إعمار غزة الذى تستضيفه مصر الشهر القادم بخلاف إنشاء صندوق لدعم خطة الإعمار، مشدداً أن الخطة المصرية توجه جميع الجهود المبذولة نحو حل نهائى ودائم وعادل للقضية الفلسطينية.
أكدت الدكتورة ألفت كامل عضو مجلس النواب أن اعتماد القمة بالإجماع خطة مصر لإعادة إعمار غزة والاتجاه نحو حل الدولتين يؤكد الرؤية الثاقبة لمصر لإنهاء الصراع التاريخى بين الفلسطينيين والإسرائيليين والذى استمر لعقود طويلة.
الإعلام الدولى يبرز موافقة الدول العربية على خطة مصر بشأن إعادة إعمار غزة
واشنطن بوست: جهود الإعمار ورفض التهجير تحظى بتأييد عربى
نيويورك تايمز: العرب بدأوا فى وضع رؤيتهم الخاصة بفلسطين
يورو نيوز: خطة مصر تسمح لمليونى فلسطينى بالبقاء على أراضيهم دون تهجير
سلطت صحيفة /واشنطن بوست/ الأمريكية الضوء على إقرار القادة العرب لخطة إعادة اعمار غزة ما بعد الحرب ،والتى تسمح لنحو مليونى فلسطينى بالبقاء فى أراضيهم، وذلك كبديل لمقترح تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة .
وذكرت الصحيفة، فى سياق تقرير نشرته، امس أن خطة مصر، التى تبلغ قيمتها 53 مليار دولار، حظيت بموافقة القادة العرب فى قمة القاهرة، مما شكل رفضًا لمقترح ترامب. وقد لاقت نتائج القمة ترحيبًا من جانب حركة حماس، فيما رفضتها إسرائيل، فى حين جاء رد فعل إدارة ترامب فاترا.
ونوهت الصحيفة الأمريكية بانتقاد وزير الخارجية الدكتور بدر عبد العاطي، رفض إسرائيل للخطة ووصفه بأنه «غير مقبول»، مؤكدًا أن الموقف الإسرائيلى «متعنت ومتطرف». وقال: «لن يكون هناك سلام لإسرائيل أو للمنطقة دون إقامة دولة فلسطينية مستقلة وفق قرارات الأمم المتحدة».
وأفادت «واشنطن بوست» بأن حماس رحبت بنتائج القمة، معتبرة إياها «بداية لمرحلة جديدة من التوافق العربى والإسلامى مع القضية الفلسطينية»، وأكدت رفضها لأى محاولات لنقل الفلسطينيين من أراضيهم فى غزة والضفة الغربية المحتلة .
وأعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أن البيان الختامى للقمة يدعو مجلس الأمن الدولى إلى نشر قوة حفظ سلام دولية فى غزة والضفة الغربية المحتلة. وقال: «السلام هو الخيار الاستراتيجى للعرب»، مشيرًا إلى أن البيان رفض تهجير الفلسطينيين وأيد خطة إعادة الإعمار المصرية .
كما نص البيان على أن مصر ستستضيف مؤتمرًا دوليًا بالتعاون مع الأمم المتحدة لإعادة إعمار غزة، وسيتم إنشاء صندوق ائتمانى تحت إشراف البنك الدولى لتلقى التعهدات المالية لتنفيذ خطة الإعمار المبكر. وتقضى الخطة بتخلى حماس عن السلطة لصالح إدارة مؤقتة من شخصيات غير فصائلية، حتى تتمكن السلطة الفلسطينية المُصلحة من تولى الحكم. وقد حضر القمة الرئيس الفلسطينى محمود عباس، الذى يعارض حماس.
إلا أن إسرائيل رفضت أى دور للسلطة الفلسطينية فى غزة، وطالبت، إلى جانب الولايات المتحدة، بنزع سلاح حماس. وفى المقابل، قالت حماس إنها مستعدة للتنازل عن السلطة لصالح جهات فلسطينية أخري، لكنها لن تتخلى عن سلاحها إلا فى إطار قيام دولة فلسطينية مستقلة.
وأعادت الصحيفة الأمريكية إلى الأذهان أن ترامب أثار صدمة فى المنطقة الشهر الماضى عندما اقترح إعادة توطين الفلسطينيين من غزة فى دول أخري، قائلاً إن الولايات المتحدة ستتولى ملكية القطاع وتعيد تطويره ليصبح «ريفييرا الشرق الأوسط». فيما رحب رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو بالخطة، إلا أنها قوبلت برفض واسع من الفلسطينيين والدول العربية وخبراء حقوق الإنسان، الذين اعتبروا أنها قد تشكل انتهاكًا للقانون الدولي.
أبرزت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية رد الدول العربية على اقتراح الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بطرد الفلسطينيين من غزة وتحويلها إلى وجهة سياحية بحرية، من خلال تقديم رؤيتهم الخاصة، والتى تدعو إلى الإبقاء على السكان فى القطاع، وإعادة إعماره ودمجه فى دولة فلسطينية مستقبلية ولكن دون مشاركة حماس فى الحكومة.
وذكرت الصحيفة، فى سياق تقرير نشرته أن ملامح المقترح العربى ظهرت خلال قمة طارئة عقدت فى القاهرة، حيث وافقت الدول العربية على خطة مصرية لإنفاق 53 مليار دولار لإعادة إعمار غزة دون أن تشمل تهجير الفلسطينيين من القطاع.
وأضافت أن القادة العرب بدأوا فى وضع رؤيتهم الخاصة للفلسطينيين فى القطاع، فى محاولة لمواجهة دعوة ترامب لـ»تطهير» غزة.. قائلة : إن هذا التحرك يأتى فى وقت تتزايد فيه الضغوط على القادة العرب لوضع خطة عملية لإعادة إعمار غزة وتأمينها وإدارتها، وسط حالة من التوتر بشأن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن إحدى القضايا الأكثر تعقيدًا هى مسألة نزع سلاح حماس، التى لا تزال القوة العسكرية الأبرز فى غزة بعد 15 شهرًا من الحرب.
سلط تقرير لموقع «يورونيوز»الإخبارى الضوء على خطة مصر لإعادة أعمار قطاع غزة، والتى تبلغ قيمتها 53 مليار دولار وأقرها الزعماء العرب بقمة القاهرة أمس ،تسمح لنحو مليونى فلسطينى فى غزة بالبقاء فى أراضيهم فى الجيب دون نزوح .. واستشهد التقرير بما كتبه السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى فى منشور على وسائل التواصل الاجتماعى بعد الاجتماع: «نرحب بأى مقترحات أو أفكار من المجتمع الدولى لضمان نجاح هذه الخطة، والتى يتعين تنفيذها جنبا إلى جنب مع خطة أكبر للسلام».
وأشار التقرير إلى أن الرئيس السيسى أعرب عن الرغبة فى اعتماد خطة تهدف إلى تسوية شاملة وعادلة للقضية الفلسطينية، وتنهى الأسباب الجذرية للصراع الإسرائيلى الفلسطيني، ومن شأنها تضمن أمن واستقرار شعوب المنطقة وتؤسس للدولة الفلسطينية،
كما أعرب عن حرصه على التعاون مع الرئيس الأمريكى ترامب والدول العربية الأخرى والمجتمع الدولي.. ووفقا للتقرير تتوقع الخطة التى طرحتها مصر – والتى تسمى أيضا الخطة العربية – إعادة بناء غزة بحلول عام 2030 دون إزالة سكانها.
وتشمل الخطة إعادة تشكيل القطاع بالكامل وبناء مساكن ومناطق حضرية «مستدامة وخضراء» بالطاقة المتجددة فى السنوات التالية. كما تعمل على تجديد الأراضى الزراعية وإنشاء مناطق صناعية ومناطق حدائق كبيرة.