الحرب فى قطاع غزة استهدفت تدمير أوجه وسبل الحياة
الشعب الفلسطينى مثال للصمود والتمسك بالأرض واستعادة الحقوق
ترأس أمس الرئيس عبدالفتاح السيسى أعمال القمة العربية غير العادية والتى انعقدت بطلب من فلسطين بالعاصمة الإدارية لبحث تطورات القضية وسبل دعم الشعب الفلسطينى.. القمة التى شارك فيها عدد من القادة العرب.. والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيرش.
أكد الجميع على الثوابت الواضحة، تعمير أرض غزة، والرفض التام لأى مخططات تهجير.. والتشديد على حق الشعب الفلسطينى التاريخى فى أرضه،
وتوافق القادة المشاركون على إقرار خطة الإعمار المصرية الشاملة التى قدمتها للقمة بكل بنودها وطالبوا المجتمع الدولى وجهات ومؤسسات التمويل الدولية بالمشاركة والدعم العاجل لتنفيذ الخطة.
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن العدوان على غزة خلَّف وصمة عار على جبين الإنسانية.
وقال الرئيس إن الحرب على غزة استهدفت تدمير وتفريغ القطاع من سكانه وهو ما تتصدى له مصر ولن تشارك فيه.
وأكد الرئيس السيسى أن مصر لا تعرف سوى السلام القائم على الحق والعدل، موجها الشكر لعاهل البحرين على جهوده المقدرة خلال رئاسة القمة العربية.
وأعرب الرئيس عن ترحيبه بضيوف القمة بلدهم الثاني، مصر، أرض الكنانة، وهنأهم بحلول شهر رمضان الكريم.
وأضاف الرئيس ان مصر تقف دائماً مع الحق والعدل مهما اشتدت الخطوب وعظمت الكروب، مؤكدا أن مشاركةالقادة فى هذه القمة غير العادية، فى خضم أزمة إقليمية بالغة التعقيد، واستجابةً لنداء فلسطين الشقيقة، تؤكد التزامهم الذى لا يتزعزع تجاه قضايا أمتكم المشروعة».
وقال الرئيس انه يجمعنا واقع مؤلم فى ظل ما تواجهه منطقتنا من تحديات جسام تكاد تعصف بالأمن والاستقرار الإقليمي، وتبدد ما تبقى من مرتكزات الأمن القومى العربي، وتهدد دولاً عربية مستقرة، كما تنتزع أراضى عربية من أصحابها دون سند من قانون أو شرع».
وأضاف «إن ذاكرة الإنسانية ستتوقف طويلاً أمام ما حدث فى غزة، لتسجّل كيف خسرت الإنسانية، وكيف خلّف العدوان على غزة وصمة عار فى تاريخ البشرية، عنوانها نشر الكراهية، وانعدام الإنسانية، وغياب العدالة».
وأوضح إن أطفال ونساء غزة، الذين فقدوا ذويهم وقُتل منهم عشرات الآلاف وتيتّموا، ينظرون إليكم اليوم بعيون راجية لاستعادة الأمل فى سلام عادل ودائم».
وقال «إن الحرب الدائرة على قطاع غزة استهدفت تدمير أوجه وسبل الحياة، وسعت بقوة السلاح إلى تفريغ القطاع من سكانه، وكأنها تخيّر أهل غزة بين الفناء المحقق أو التهجير المفروض وهو الوضع الذى تتصدى له مصر انطلاقاً من موقفها التاريخى الداعم لحقوق الشعب الفلسطينى فى أرضه، وبقائه عليها عزيزاً كريماً، حتى نرفع الظلم عنه ولا نشارك فيه».
وقال الرئيس أن الممارسات اللاإنسانية التى يتعرض لها أهلنا فى فلسطين أوهنت عزائم البعض، إلا أنه كان دائما على يقين بثبات وبسالة الشعب الفلسطينى الأبى الذى ضرب مثالا فى الصمود والتمسك بالأرض ستقف عنده الشعوب الحرة بالتقدير والإعجاب .
وأضاف الرئيس السيسى أن عزيمة الشعب الفلسطينى وتمسكه بأرضه هو مثل فى الصمود من أجل استعادة الحقوق، قائلا إنه يستذكر معهم فى هذا الظرف الدقيق أن مصر التى دشنت السلام منذ ما يناهز خمسة عقود فى منطقتنا وحرصت عليه وصانت عهودها حياله لا تعرف سوى السلام القائم على الحق والعدل الذى يحمى المقدرات ويصون الأرض ويحفظ السيادة.
وأشار إلى أن هذا ما ورد بشكل لا يقبل التأويل فى معاهدة السلام التى أبرمتها مصر عام 1979 وألزمت كل طرف باحترام سيادة الآخر وسلامة أراضيه وبما يفرض التزاما قانونيا بعدم خلق واقع طارد للسكان خارج أراضيه كونه يمثل انتهاكا للالتزام باحترام قدسية الحدود الآمنة.
وقال الرئيس إن مصر، من منطلق حرصها على الأمن والاستقرار الإقليميين، سعت منذ اليوم الأول للحرب على غزة إلى التوصل لوقف إطلاق النار بالتعاون مع الأشقاء فى قطر والأصدقاء فى الولايات المتحدة، مضيفا أنه ما كان ذلك ليتحقق من دون الجهود المقدرة للرئيس دونالد ترامب وإدارته والتى نأمل أن تستمر وتتواصل بهدف تحقيق استدامة وقف إطلاق النار فى غزة واستمرار التهدئة بين الجانبين وبعث الأمل للشعب الفلسطينى فى إقامة دولته المستقلة من أجل سلام دائم فى المنطقة بين جميع الشعوب.
وخلال كلمته أعلن الرئيس استضافة مصر مؤتمرا لإعادة إعمار قطاع غزة الشهر المقبل ، ودعا الرئيس السيسي- جميع الدول الحرة للمساهمة فى هذا المسار والمشاركة فى المؤتمر.
وقال مضيفًا إن إعادة غزة للحياة نضال نختار أن نخوضه من أجل حقوق الفلسطينيين
وقال إن مصر عملت بالتعاون مع الأشقاء فى فلسطين، على تشكيل لجنة إدارية من الفلسطينيين المهنيين والتكنوقراط المستقلين؛ توكل إليها إدارة قطاع غزة؛ انطلاقًا من خبرات أعضائها، بحيث تكون هذه اللجنة مسئولة عن الإشراف على عملية الإغاثة وإدارة قطاع غزة لفترة مؤقتة، وذلك تمهيدًا لعودة السلطة الفلسطينية إلى القطاع.
وأضاف السيد الرئيس أن مصر تعكف أيضا على تدريب الكوادر الأمنية الفلسطينية التى يتعيّن أن تتولى مهام حفظ الأمن خلال المرحلة المقبلة، مشيرا إلى أن مصر عملت – بالتعاون مع دولة فلسطين والمؤسسات الدولية – على بلورة خطة شاملة متكاملة لإعادة إعمار قطاع غزة دون تهجير الفلسطينيين تبدأ بعملية الإغاثة العاجلة والتعافى المبكر، وصولًا إلى إعادة بناء القطاع.
ودعا الرئيس إلى اعتماد هذه الخطة فى القمة غير العادية امس، وحشد دعم دولى وإقليمى لها، فهى خطة تحفظ للشعب الفلسطينى حقه فى إعادة بناء وطنه وتضمن بقاءه على أرضه، مؤكدا أن الخطة يجب أن تتزامن مع مسار واضح للسلام، يشمل الجوانب السياسية والأمنية، وتشارك فيه دول المنطقة بدعم من المجتمع الدولي، بهدف التوصل إلى تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية.
كما دعا السيد الرئيس، الدول الحرة إلى المساهمة فى هذا المسار والمشاركة فى مؤتمر إعادة الإعمار، الذى ستستضيفه مصر الشهر القادم».. وقال «فلنجعل جميعًا من توجيه الدعم إلى الصندوق المنشأ لهذا الغرض غاية سامية، وواجبًا إنسانيًا، وحقًا لكل طفل فلسطينى ولكل عائلة فى العيش فى بيئة آمنة وحضارية مثل باقى شعوب العالم».
وقال السيد الرئيس فى خضم الأحداث المتلاحقة – نشدد على إعلان رفضنا القاطع للاعتداءات والانتهاكات التى يتعرض لها الشعب الفلسطينى فى الضفة الغربية المحتلة، بما فى ذلك الاقتحامات العسكرية لمدن ومخيمات الضفة، و الأنشطة الاستيطانية، ومصادرة الأراضي.