شدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيرش على ضرورة تجنب «بأى ثمن» استئناف الأعمال «العدائية» فى قطاع غزة التى «من شأنها أن تغرق الملايين مرة أخرى فى هاوية المعاناة وتزيد من زعزعة الاستقرار فى المنطقة»، ودعا إلى استئناف المفاوضات الجادة لوقف إطلاق النار بجميع جوانبه دون تأخير.
ودعا جوتيريش- فى كلمته أمام- إلى إطلاق سراح جميع الرهائن «فورا ودون شروط وبطريقة كريمة»وإلى الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين «وفقا لشروط الصفقة وبطريقة كريمة أيضا».
وشدد على ضرورة إزالة جميع العقبات التى تحول دون إيصال المساعدات المنقذة للحياة بشكل فعال، مضيفا أن «المساعدات الإنسانية غير قابلة للتفاوض؛ يجب أن تتدفق دون عوائق، ويجب تمويل الاستجابة بشكل كاف، ويجب حماية المدنيين- بمن فيهم العاملون فى المجال الإنساني؛ وقال : لقد أثبتت الأمم المتحدة وشركاؤها- لاسيما الهلال الأحمر المصرى – أن الاستجابة التى تتم بتنسيق منها يمكنها أن توفر المساعدة التى يحتاجها الناس، إذا أتيح لها الوصول».
وفى معرض دعوته للأطراف للتمسك بالتزاماتها وتنفيذها بالكامل، حث جوتيريش، الدول الأعضاء على استخدام كل ما لديها من نفوذ لدعم ذلك، خاصة مع مجيء شهر رمضان المبارك.
وشدد على أن إنهاء الأزمة الحالية لا يكفي، بل إن هناك حاجة إلى «إطار سياسى واضح يرسى الأساس لتعافى غزة وإعادة إعمارها واستقرارها الدائم»، ويستند إلى مبادئ القانون الدولى واحترامه.
وأكد ضرورة معالجة مخاوف إسرائيل الأمنية المشروعة دون بقاء وجود عسكرى لها طويل الأمد فى غزة، وأن تظل غزة جزءا لا يتجزأ من دولة فلسطينية مستقلة وديمقراطية وذات سيادة، «دون أى تقليص لأراضيها أو ترحيل قسرى لسكانها».
كما أكد أمين عام الأمم المتحدة ضرورة أن تكون غزة والضفة الغربية- بما فيها القدس الشرقية- موحدة سياسيا واقتصاديا وإداريا من قبل السلطة الفلسطينية التى تحظى بقبول الشعب الفلسطينى ودعمه، مشددا على ضرورة أن تكون أى ترتيبات انتقالية مصممة لتحقيق حكم فلسطينى موحد ضمن إطار زمنى محدود ومتفق عليه.
ورحب جوتيريش، بالجهود التى يقودها العرب لحشد الدعم لإعادة إعمار غزة، مؤكدا استعداد الأمم المتحدة للتعاون الكامل فى هذا المسعي.
ووصف الوضع الذى يتكشف فى الضفة الغربية على أنه «مثير للجزع»، والتى تشهد أكبر عملية تهجير منذ عقود وسط استخدام الغارات الجوية والدبابات من قبل القوات الإسرائيلية لأول مرة منذ أكثر من عقدين من الزمن، بينما عنف المستوطنين فى تزايد.
وشدد على ضرورة أن تتقيد إسرائيل- بصفتها السلطة القائمة بالاحتلال- على نحو صارم بجميع التزاماتها بموجب القانون الدولي، بما فى ذلك القانون الدولى الإنساني، داعيا إلى دعم السلطة الفلسطينية لكى تباشر مهام الحكم بفعالية، ولكى تقوم بذلك وفقا لالتزاماتها بموجب القانون الدولي.
وأضاف: «لن يكون هناك مستقبل مستدام لغزة إلا كجزء من دولة فلسطينية قابلة للحياة، ولن يكون هناك تعافٍ إلا إذا انتهى الاحتلال، ولن تكون هناك عدالة إلا إذا جرت المساءلة عن انتهاكات القانون الدولي، ولن تكون هناك إعادة إعمار مستدامة إلا مع أفق سياسى واضح ومحكوم بمبادئ».
وأكد جوتيريش أن الشعب الفلسطينى له الحق فى أن يحكم نفسه بنفسه، وأن يرسم مستقبله ويعيش على أرضه فى حرية وأمان.. وقال إنه يجب القيام الآن بخطوات «لا رجعة فيها نحو تحقيق حل الدولتين- قبل فوات الأوان»، بوصفه الطريق الوحيد للسلام الدائم.