ليس غريبا أن تكشر إسرائيل عن أنيابها وتقوم بمنع دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة معترفة بأنها تتخذ أنجع سلاح فى المعارك – أى معارك – وهو سلاح التجويع لاسيما بالنسبة للأطفال الصغار.
فى نفس الوقت يعود سفاح القرن بنيامين نتنياهو مهددا بتحويل قطاع غزة إلى جحيم حيث يستأنف ضربها من جديد من كل الاتجاهات وبكل أنواع الأسلحة التى هى فى الأساس أمريكية مائة x المائة وهى الصفقة التى لا تخفيها واشنطن بل تكرر وتكرر أنها ماضية فى تزويد إسرائيل بأسلحة أمريكية وليس واردا تأجيلها أو منعها تحت وطأة أى ظرف من الظروف.
أعود لأقول إن هذا الهوس يتزايد مع عقد اجتماعات القمة العربية بالقاهرة رغم كراهية سفاح القرن بنيامين نتنياهو للعرب جميعا لاسيما وأن كراهيته لمصر تزداد مع كل يوم يمر وإن كان يعترف بأن العرب الآن مختلفون عما سبق فهم متضامنون ومتآزرون مع بعضهم البعض.
أكثر وأكثر فإن أى مواجهة بين العرب وإسرائيل لابد وأن تأتى فى صالح من يصححون مواقفهم أولا بأول.
>>>
استنادا إلى كل تلك الحقائق فإن مشاعر الحماس التى غمرت قلوب وعقول القادة العرب سوف تنعكس تلقائيا على تصرفاتهم خلال المرحلة القادمة.
إن هذا الإصرار على منع تهجير الفلسطينيين كسب تأييد الدول والحكومات والشعوب بحيث يمكن القول إنه أصبح دستورا ينبغى احترامه وبات مسئولية يتعهد البشر بالذود عنها وجعلها «وثيقة» أساسية يلجأ إليها كل من هم أعضاء فى الأمم المتحدة وكل من سبق أن منحت حكوماتهم أصواتها للتأكيد على المعانى التى يتضمنها كل قرار صدر مفيداً وشارحاً وعارضاً لردود الفعل الإيجابية والسلبية سواء بسواء.
>>>
وغنى عن البيان أن مصر يحسب لها التمسك بذلك الدستور فى جميع الظروف والمناسبات حتى فيما تحوطه الصعاب والعقبات غير المعهودة مما ساعد بالتالى كل من كانت تنقصه المعلومة أو أصابته الشكوك والاحتمالات حول موعد صدور القرار أو قبل أو بعد صدوره.
ثم..ثم.. هل إسرائيل لديها الاستعداد أو الشجاعة عندما تواجه العرب – كل العرب– ضاربة عرض الحائط بتلك المواقف الجديدة؟!
>>>
دعونى أطرح عليكم الحقيقة برمتها وليس جزءا منها أو أقل أو أكثر.. هذه الحقيقة تقول إن سفاح القرن بنيامين نتنياهو سوف يعمل المستحيل هذه المرة لكى لا يدخل حربا جديدة.. وذلك على عكس ما يراه البعض بعيونهم أو الذين يربطون الأحداث دائما بالتهم الموجهة إليها واحتمالية مغادرة منصبه فى صمت مريب أو علانية متبجحة.
إن زملاء نتنياهو فى الحكومة والذين ضجروا من تصرفات نتنياهو يستعدون الآن ليضربوا ضربتهم والتى تمثل الانسحاب من الحكومةومع هؤلاءرئيس الجمهورية بحيث أصبح نتنياهو ضيفا ثقيلا وليس «حمامة» بيضاء كما كان يزعم سفاح القرن الآن.
وأخيراً.. يأتى الاحتمال الأخير الذى يقوم على أساس قيام رئيس الدولة بإصدار قرار بإقالة نتنياهو وحكومته عسى أن يرطب هذا القرار الأجواء الساخنة التى أوجدها نتنياهو والتى خسر الإسرائيليون بسببها مليارات الدولارات.. والأهم والأهم خسروا سمعتهم وسمعة جيشهم الذى انكشف أمام الصديق قبل العدو.
>>>
فى النهاية تبقى كلمة:
هل هذه القمة ستظل مرتدية ملابسها القديمة أم أن الحال يفرض عليها ضرورة خلعها وتغييرها بملابس تتمشى فى ألوانها وشكلها ونوعية أنسجتها؟
بديهى أن هذه الأيادى المتكاتفة والصوت الواحد والموقف الموحد تشكل بالنسبة للإسرائيليين أعمدة صد جامدة ومتينة متانة تجعلها تزداد صلابة يوما بعد يوم.
من هنا فإنى أعلن تأييدى لكل كلمة وكل عبارة وكل شريط فيديو شهدته قاعة الاجتماعات التى طالما تعرضت للهجوم لكنها نجحت فى أن تصد هجمات العارفين وغير العارفين.
>>>
و..و..شكراً