الثور هو اسرائيل ومتحف الخزف هو عالمنا العربى المهترئ الضعيف الذى تتقاذفه أياد القوى الإقليمية والدولية فى غيبة من العقل والمنطق، القمة العربية التى عقدت فى القاهرة امس كانت بمثابة «نوبة صحيان» او محاولة لإيقاظ الأمة العربية من حالة الاستسلام والتبعية البغيضة، مصر التى دعت إلى أول اجتماع للقمة العربية عام 1946 هى نفسها التى دخلت خمسة حروب متتالية فى 48 و56 و 67 والاستنزاف و73، ثم دخلت معركة كامب ديفيد وتوقيع اتفاقية السلام، ثم نالها من العرب والفلسطينيين ما نالها، لكن استمرت مصر ودون انقطاع داعمة للحق الفلسطينى بصرف النظر عن الذين يتحدثون باسم الفلسطينيين.
>>>
تحملت مصر وما زالت تتحمل الكثير من تبعات مواقفها المبدئية الثابتة، مصر التى دعت الدول العربية منذ عشر سنوات لإنشاء جيش عربى مشترك كانت تعلم ان قادم الأيام ليس على ما يرام، لكن البعض عطَّل هذا المشروع الاستراتيجى لسبب ليس له علاقة بالاستراتيجية، واليوم تتصدى مصر وحدها لكل مخططات التصفية المعلنة للقضية الفلسطينية، تقف مصر وحدها داعمة لعودة العواصم العربية وترميم الدولة الوطنية فى كل من العراق وسوريا ولبنان واليمن وليبيا والسودان والصومال وبالطبع فلسطين ثمانى دول عربية تبدلت ملامحها السياسية والجغرافية وتقف مصر حامية لخطوط الجغرافيا وحارسة لسطور التاريخ، خرجت قمة القاهرة لأجل فلسطين بجملة من المخرجات، أهمها.
>>>
– ان قطاع غزة جزء لا يتجزأ من الأراضى الفلسطينية- محاولة نزع الأمل فى إقامة الدولة من الشعب الفلسطينى أو انتزاع أرضه منه لن تؤتى إلا بمزيد من الصراعات وعدم الاستقرار – ضرورة تكاتف المجتمع الدولى من منطلق إنسانى قبل كل شيء لمعالجة الكارثة الإنسانية التى خلَّفتها الحرب- سيكون من أبرز آثار انهيار وقف إطلاق النار إعاقة الجهد الإنسانى وعملية إعادة الإعمار – هناك أهمية كبيرة للعمل على مقترح تدريجى يراعى الحفاظ على حق الشعب الفلسطينى فى البقاء على أرضه – ضرورة بدء التفكير فى كيفية إدارة المرحلة المقبلة للتعافى المبكر بما يضمن الملكية الفلسطينية- ضرورة التعاطى مع القطاع بأسلوب سياسى وقانونى يتسق مع الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن.
>>>
هناك أهمية لاستمرار جهود السلطة الفلسطينية لاتخاذ مزيد من الخطوات لتطوير عمل المؤسسات والأجهزة الفلسطينية- جار تشكيل لجنة إدارة غزة لتتولى إدارة شئون القطاع فى مرحلة انتقالية لمدة 6 أشهر- لجنة إدارة غزة ستكون لجنة مستقلة مكونة من شخصيات غير فصائلية «تكنوقراط» تعمل تحت مظلة الحكومة الفلسطينية
على الصعيد الآخر هناك ضبابية شديدة بخصوص اتفاقية الهدنة وتبادل الاسري، اسرائيل ترغب فى تمديد المرحلة الاولى وحماس ترفض والولايات المتحدة تقدم مقترحا وحماس ترفضه، لأنه يعنى ببساطة ان تسترد اسرائيل أسراها ثم تعاود الحرب على القطاع مجددا، اسرائيل تصعِّد وتهدد بشن حرب شاملة على غزة، وفى نفس الوقت تواصل اسرائيل ضرباتها الموجعة على الضفة الغربية، تُرى هل يسلم متحف الخزف من ثورة الثيران الهائجة؟