أكد المجلس المصري للشئون الخارجية دعمه الكامل لما تضمنه البيان الختامي (بيان القاهرة)، الصادر عن القمة العربية غير العادية التي استضافتها مصر أمس، من مواقف تعكس بوضوح تام التزام الدول العربية بالقضية الفلسطينية ورفضها القاطع لأي شكل من أشكال تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه أو داخلها، وتحت أي مسمى أو ظرف أو مبرر أو دعاوي، باعتبار ذلك انتهاكاً جسيماً للقانون الدولي وجريمة ضد الإنسانية وتطهيراً عرقياً. وكذلك إدانة سياسات التجويع والأرض المحروقة الهادفة إلى إجبار الشعب الفلسطيني على الرحيل من أرضه.
وثمن المجلس الخطة المصرية “العربية الجامعة” للتعافي المبكر وإعادة إعمار غزة، والتي أعدت بالتنسيق الكامل مع دولة فلسطين والدول العربية، واستناداً إلى الدراسات التي أجريت من قبل البنك الدولي وصندوق الأمم المتحدة الإنمائي.
ويدرك المجلس، في هذا السياق، حقيقة أن دعم المجتمع الدولي يظل ضرورياً لوضع الخطة موضع التنفيذ من خلال تقديم “كافة أنواع الدعم المالي والمادي والسياسي، وحث المجتمع الدولي ومؤسسات التمويل الدولية والإقليمية على سرعة تقديم الدعم اللازم للخطة، والتأكيد على أن كافة هذه الجهود تسير بالتوازي مع تدشين مسار سياسي وأفق للحل الدائم والعادل بهدف تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة في إقامة دولته”، وذلك حسبما أكد بيان القاهرة.
ورحب المجلس بدعوة مصر لعقد مؤتمر دولي في القاهرة الشهر القادم للتعافي وإعادة الإعمار في قطاع غزة، بالتعاون مع دولة فلسطين والأمم المتحدة، وحث المجتمع الدولي على المشاركة فيه للتسريع في تأهيل قطاع غزة وإعادة إعماره، والعمل على إنشاء صندوق ائتماني يتولى تلقي التعهدات المالية من كافة الدول ومؤسسات التمويل المانحة لهذا الغرض.
وأعرب المجلس عن اقتناعه الكامل بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قادر على تحقيق السلام في الشرق الأوسط، وأمامه فرصة تاريخيه في هذا الشأن، خاصة في ضوء ما أكدته القمة العربية من رغبة قوية في “الاستعداد للانخراط الفوري مع الإدارة الأمريكية” وكافة الشركاء في المجتمع الدولي، لاستئناف مفاوضات السلام بغية التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية. وقد نوه بيان القاهرة إلى الدور الإيجابي الذي اضطلعت به إدارة ترامب في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة بالتعاون مع مصر وقطر.
وأكد المجلس موقف مصر الثابت في دعم حقوق الشعب الفلسطيني وحقه في تقرير المصير، مشددا على ضرورة استمرار الجهود الدبلوماسية المكثفة لتحقيق سلام شامل وعادل يضمن الاستقرار والتنمية لشعوب المنطقة.