فى ظل الأزمات الاقتصادية الراهنة بسبب الأحداث العالمية، يتعاظم دور الأفراد والتجار فى دعم الطبقات الأقل حظّاً فى المجتمع، حيث يُعد الاهتمام بالمحتاجين وتقديم المساعدة لهم ليس فقط واجباً اجتماعياً بل عبادة متكاملة، تعكس جوهر تعاليمنا الدينية، فالشرع الإسلامى يحث على العدل، الرحمة، والتكافل الاجتماعي، خصوصاً فى شهر رمضان المبارك، ونثمن تقديم البعض شنط رمضان وغيرها من المساعدات، إيماناً بأن دعم المحتاجين والعناية بهم يُعد من أرقى العبادات التى تعزز الترابط والتكاتف بين أفراد المجتمع، تأكيدا لعناية الشرع بمساعدة الفقراء والمحتاجين والابتعاد عن الممارسات الجشعة، كما فرضت الشريعة مناهج مساعدة على التيسير فى فرائض الزكاة وفضائل الصدقة بما يسهم فى تحقيق مصلحة الفقير ، انطلاقا من كون التيسير ورفع الحرج وإزالة الضرر عن المكلفين، جوهر الشريعة، وعموم مقاصد الأدلة والأحكام، ومن خصائص الشريعة الإسلامية أنها جاءت لكل المكلَّفين على اختلاف قدراتهم، ولكن فى الوقت ذاته وردت تكاليفها بما هو مقدور للإنسان وفى استطاعته، كما أن الأخذ بالرخص فى الشرع ليس تفلتاً من التكليف ولكن بسبب الانتقال من حكم إلى حكم بسبب الأحوال الطارئة؛ فالتيسير نوع من إعمال القواعد العلمية المدروسة والمقننة بعنايةٍ من قِبل علماء الإسلام وأئمة الفقه، ولهذا فلا يخرج حكمه عن الندب أو الوجوب بحسب ما يقتضيه الواقع