من فوق تلال ومرتفعات ولاية أوهايو جنوب غرب الولايات المتحدة الأمريكية والمعروفة بحزام الصدأ او الولايات الصدئة ولد جى دى فانس نائب الرئيس الأمريكى الحالي، كانت تلك التلال عنوانا للفقر والتراجع وعدم الاستقرار وفقا للعديد من العوامل الاقتصادية والسياسية، ففى وقت شهد العالم فيه رواج صناعات الصلب والفحم إلى زمن أصبحت فيه تلك الصناعات جزءاً من الماضي، وكما كان سكان تلك التلال جزءاً من هذا الصعود اصبحوا أيضا جزءا من الضعف والاضمحلال، فى هذه الظروف ولد فانس فى أسرة فقيرة تمثل السواد الأعظم من الأيدى العاملة البيضاء المهمشة.
>>>
تعرض فانس لظروف شديدة القسوة فى طفولته وصباه، فوالدته انفصلت عن والده وادمنت الكحول ثم الهيروين وحاولت الانتحار اكثر من مرة ثم تزوجت بعد ذلك مرتين وفى كل زيجة كانت تصطحب ابنها فانس ليعيش مع زوجها الجديد، فكان شاهدا على كل الخلافات التى كانت تنتهى برحيله إلى بيت جديه لامه، كانت جدته تدفعه إلى التعليم والانطلاق وتحقيق الحلم بالخروج من مجتمع التلال إلى آفاق الحلم الأمريكى الذى يؤمن أن العمل والجد والتميز سيكون هو طريق تحقيق هذا الحلم ، كان جده مدمنا للكحول ايضاً مثل والدته، وكانت جدته تثير العديد من المشاكل معه حتى يتوقف عن هذا الإدمان.
>>>
وحذرته ذات مرة بأنه إذا عاد مخمورا ستقتله، وبالفعل وصل ذات ليلة وهو يترنح اثر تناوله كميات كبيرة من الخمور، فقامت بسكب البنزين عليه واشعلت فيه النيران، لكن تم انقاذه قبل ان تلتهمه النيران، ولا ينسى فانس ذلك الموقف الاصعب عندما حاولت أمه الانتحار أثناء قيادتها سيارة جديدة وكان يجلس بجوارها، فقررت أن تنتحر وتقتل ابنها معها فاصطدمت عمدا بأحد الأعمدة وتم انقاذها واقتادتها الشرطة قبل أن يتم تبرئتها بشهادة ابنها فانس المزورة والذى انكر فيها انها تعامله بقسوة وتعتدى عليه وبانها حاولت قتله، لقد كان يخشى من إيداعه إحدى دور الإصلاح لو تم ادانة والدته، بعدها دخل الجيش الامريكى وخدم فى العراق وكان من ضمن قوات المارينز.
>>>
ثم التحق بكلية الحقوق وكان يعمل فى أعمال هامشية من اجل توفير مصروفات تعليمه، وفى كلية الحقوق شعر بأنه فقير جداً ومن طبقة أبناء التلال! مقارنة بأقرانه الأثرياء من نيويورك وواشنطن وفرجينيا، لكن هذه الطبقية كانت سببا ودافعا له فى بذل كل الجهد للصعود المجتمعى وتحقيق الأحلام المؤجلة، واخيراً تحقق له ما أرادت جدته وأراد هو نفسه، أصبح عضواً فى مجلس الشيوخ ثم نائباً للرئيس الأمريكى وربما يكتمل الحلم ويصعد ليكون ساكن البيت الأبيض خلفا لترامب، فانس كتب مذكراته التى تروى كل تلك التفاصيل فى كتاب بعنوان «مرثية تل بيلي» والذى حقق نجاحا كبيراً وحصل على الأكثر مبيعا، ثم تحول إلى فيلم كاد يحصد جائزة الأوسكار.