قناة السويس
افضل ممر ملاحى للتجارة العالمية
كل عام ومصر وشعبها العظيم وهو أكثر أمناً واستقراراً وأكثر قدرة على مواجهة التحديات التى تواجهها فى ظل عالم يشهد تغيرا غير مسبوق، بمناسبة شهر رمضان الكريم هذا العالم يعاد صياغة ملامحه بشكل مختلف عما حدث عقب الحرب العالمية الثانية ليكون متعدد الأقطاب، من خلال الحروب العسكرية، والاقتصادية المحدودة التى تترك أثارها على الدولة المصرية وشعبها.. نعم قد يستغرب البعض هذا الكلام لكن واقع الأمر يشير إلى هذه الحقيقة حيث تأثر الدخل القومى المصرى من قناة السويس نتيجة «حرب غزة».
على سبيل المثال، وغيرها من الآثار السلبية «لكن يتم مواجهتها بكل قوه وعزم»، ناهيك عن عدم الاستقرار الذى تتعرض له دول الجوار «السودان وليبيا»، يضاف إلى ذلك ما يحدث فى سوريا التى تمثل ركناً هاماً للأمن القومى المصرى والعربي.
على مدار السنوات الإحدى عشرة الماضية واجهت القيادة السياسية المصرية وشعبها العديد من الأزمات،والتحديات نتيجة قرار شعبها بإقامة الجمهورية الجديدة ذات سيادة واستقلال وطنى فى قرارها السياسى والاقتصادي، ومواجهة محاولات القوى الدولية لتقسيم البلاد وإضعافها ولم تتوقف تلك المحاولات حتى الآن، وفى الوقت نفسه تستمر تلك المواجهة المصيرية من قبل «المارد المصري» الذى يرغب فى بناء دولته، وهذا جرت مناقشته من خلال المؤتمر الوطنى الذى اقامته جريدة الجمهورية برعاية رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى قبل بدء شهر رمضان مباشرة تحت عنوان «١١عاما من الكفاح والعمل -السيسي… بناء وطن» ومن خلال جلساته المتنوعه يمكن القول بأنه نجح فى تقديم كشف حساب عن تلك الفترة باستعراض حجم التحديات، والصعوبات التى واجهها المصريون خلال تلك الفترة وكيف استطاعت القيادة السياسية بالتعاون مع شعبها ان تواجه وان تعمل على مدار الساعة بخطوات متوازية وبإجراءات واقعية تلك التحديات مستمرة فى ذلك دون كلل، وبقناعة كاملة واصرار من قبل المصريين بمختلف فئاتهم وإيمانهم بأن الرئيس السيسى صادقا فيما وعد منذ توليه مسئولية إدارة البلاد بان تكون «مصر قد الدنيا» مثلما هى «أم الدنيا».
التحديات التى نواجهها قياده وشعباً ليست سهلة، وما يحدث يومياً فى غزة من صراع سياسى والمفاوضات المستمرة والتراجع بين الحين والأخر من قبل إسرائيل عما يتم الاتفاق عليه والمحاولات الأمريكية لتصفية القضية الفلسطينية بتنفيذ التهجير القسرى لأبناء غزة بحجة اعادة أعمارها، والذى ترفضه مصر تماما، وتعمل بكل جهد وقوة مع الدول العربية لمنعه بإطلاق مشروعها بإعادة الإعمار دون تهجير- بين الحين والآخر تتصاعد البدائل لتنفيذ مخطط التهجير ولن يتوقف إلا باستمرار الاصطفاف العربى بالقيادة المصرية- السعودية، وتنفيذ الرؤية العربية لإعادة الإعمار.
المنطقة العربية وفى قلبها الدولة المصرية تواجه مخططات اقتصادية وسياسية كبيرة سواء محاولات التصفية للقضية الفلسطينية وإنشاء مشروع ممر الهند- الشرق الأوسط- أوروبا الاقتصادى (IMEC)، ويهدف تنشيط التجارة عبر منطقة الممر الهندي- المتوسطي، حيث يربط هذا الممر بين اقتصادات المحيط الهادئ والهندى والبحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي، مما يجعله جسراً حيوياً للتجارة العالمية، والربط بين جنوب آسيا والشرق الأوسط وأوروبا، من خلال انشاء طرق نقل أكثر كفاءة للسلع والطاقة والخدمات، وبما يتضمنه من اقامه مشروعات طرق وموانئ تستفيد منها دول المنطقة، وفى القلب منه ميناء غزة كعنصر ربط رئيسي، كما يمثل لمقترحيه بديلاً حيوياً لقناة السويس- التى مازالت تمثل افضل ممر ملاحى للتجارة العالمية بين الشمال والجنوب، ورغم ان الأحداث التى تشهدها المنطقة وتأثر بها المجرى الملاحى الدولى «قناة السويس» إلا انه مازال الأكثر وفرا مالياً واقتصادياً على المستوى العالمي.
الخلاصة يمكن القول بان المخططات لن تتوقف ولكن يمكن للمصريين مواجهتها والتغلب عليها بالإيمان بقدراتهم-تاريخنا يؤكد ذلك على مدار العصور – وتحقيق الاصطفاف الوطنى حول القيادة السياسية، والإيمان بقدرتها على قيادة السفينة إلى بر الأمان- أثبتت السنوات الأخيرة هذه القدرات- وهى كفيلة بأننا نستطيع ان نبنى الجمهورية الجديدة القوية الفتية بشرط تحقق اللحمة الوطنية فهذه اللحمة هى الوحيدة والقادرة على الحفاظ على أمن واستقرار الجمهورية الجديدة.
خارج النص:
مهما استمرّت الضغوط على القيادة والشعب المصرى للاستجابة للمخططات فنحن قادرين شعبا وقيادة على المواجهة لان من يخطط لم يقرأ تاريخ الشعب المصرى جيدا،وعليه ان يعيد القراءة ليعرف من هو الشعب المصرى والمصريين.