
بدأ الموسم الدرامى الرمضانى المصرى الذى ينتظره ملايين المشاهدين من المحيط إلى الخليج، ورغم رسوخ تلك الصناعة منذ نشأة التليفزيون، فإن سنة الحياة فى التغيير تطغى على الأعمال تدريجيا، حيث تتغير التوجهات الإنتاجية وتتنوع الموضوعات و القضايا المطروحة بين الدراما الشعبية والاجتماعية والكوميدية، والأعمال القصيرة، والمسلسلات ذات الطابع السينمائى وتغيير الوجوه التى كانت تسيطر على الأعمال لسنوات ليتحول الابطال التقليديين أصحاب الخبرات منذ عقود لشباب تدب فيهم الروح والحيوية، وكذلك فى عدد الحلقات التى كانت تتوافق مع أيام الشهر الفضيل الـ30، وقد تزيد فى بعض الأحيان لتتحول المسلسلات الطويلة إلى ماض فى هذه المنافسة الدرامية حامية الوطيس وسط سيل البوسترات الترويجية والإعلانية والبروموهات والتصريحات، تصدرت المنصات الرقمية المشهد، مع استمرار نجاح الأعمال التى تتناول القضايا الاجتماعية بقالب حديث، إذ تغيرت الخريطة وتبدلت المقاعد تماماً خلال الأعوام الأخيرة فكيف تبدو خريطة الدراما التى انطلقت بعد غياب وجوه سيطرت لعقود وبزوغ أخرى أكدت نجوميتها وجدارتها واستحقاقها لهذا المكان؟
المشهد الأبرز هو التوسع فى انتاج المسلسلات القصيرة ذات الـ 15 حلقة ، حيث يبرز مسلسل «نصى التاني» من بطولة على ربيع، و»عايشة الدور» لدنيا سمير غانم، كأحد أبرز الأمثلة على هذا الاتجاه حيث تعتمد هذه الأعمال على سرد سريع وأحداث مكثفة، ما يواكب ذوق المشاهدين الذين أصبحوا يفضلون الأعمال المختصرة.
وبعد هيمنة الأكشن فى السنوات الأخيرة، تعود الأعمال الاجتماعية بقوة هذا الموسم فى مسلسل «شهادة معاملة أطفال» لمحمد هنيدى الذى يناقش قضية حساسة بأسلوب كوميدى اجتماعي، بينما يطرح مسلسل «أثينا» لريهام حجاج قضايا المرأة بأسلوب درامى مشوق، كذلك، يبرز مسلسل «عقبال عندكوا» لحسن الرداد وإيمى سمير غانم كعمل اجتماعى يمزج بين الكوميديا والرومانسية.
ورغم التنوع الكبير، تظل المسلسلات الشعبية تحظى بجماهيرية واسعة فى مسلسل «فهد البطل» لأحمد العوضى الذى يجمع بين الأكشن والدراما الشعبية، فى حين يعود مصطفى شعبان بمسلسل «حكيم باشا»، الذى يقدم دراما صعيدية تتناول قضايا النفوذ والصراع بين العائلات.
كما يشهد هذا العام تطورًا ملحوظًا فى مستوى الإنتاج، حيث تدخل الدراما المصرية مرحلة جديدة من الاهتمام بالمؤثرات البصرية فى مسلسل «المداح 4» لحمدى الميرغنى الذى يعكس هذا التطور، حيث يستخدم تقنيات الجرافيكس فى مشاهد الخيال والتشويق، بينما يأتى مسلسل «بابا المجال» لمصطفى شعبان بمؤثرات قوية فى مشاهد الأكشن والمطاردات.
مع هذه التغيرات، يبقى التحدى الأكبر هو مدى تقبل الجمهور لهذه الاتجاهات الجديدة وهل ستنجح المسلسلات القصيرة فى السيطرة على اهتمام المشاهدين؟ وهل تستمر الدراما الشعبية فى تصدر المشهد؟ الإجابات ستتضح مع نهاية الموسم الرمضاني، حيث يحدد الجمهور من سينجح فى سباق المنافسة.