كل عام وأنتم بخير.. اليوم يطل علينا شهر رمضان الكريم بنفحاته ومنحه الربانية المباركة ليبدأ الناس صفحة جديدة من اليوم مع الله ومع انفسهم ومع الغير يتقربون الى ربهم بالأعمال الصالحة من صوم وصلاة وزكاة فضلا عن أعمال البر والخير التى تتضاعف بشكل ملحوظ فى الشهر الكريم.. ومع كل هذه النفحات تسود حالة التسامح بين الناس وينسى الجميع الاحقاد والصراعات على الاقل خلال شهر رمضان.. وتتزامن ايام رمضان وصيام المسلمين مع مناسبات مقدسة للاخوة المسيحيين حيث يصومون ايضا فى مشهد انسانى دينى روحانى يتكرر خلال السنوات الاخيرة مايقرب بين الشعوب ويجعلها تنصهر جميعا فى بوتقة واحدة هى الانسانية مع اختلاف الديانة والعقيدة وتزداد اواصر العلاقات بين الشعوب والامم.. وقد تواردت أنباء مؤخرا ان الملك تشارلز وزوجته يجمعان كميات كبيرة من التمور لتوزيعها على الصائمين المسلمين فى لندن والتى اعتادت شوارعها على التزين بزينة رمضان كل عام مثل باقى العواصم الاسلامية التى تحتفل برمضان بشكل خاص مع ظهور هلال الشهر المبارك..وفى مصر نعيش هذه المشاهد منذ فجر الاسلام حيث اعتاد الاخوة الاقباط على مشاركة المسلمين فرحتهم بشهر رمضان ويقدمون للصائمين المشروبات والاطعمة عند انطلاق مدفع الافطار.. فضلا عن موائد الرحمن العامرة التى يقيمها المسيحيون للصائمين المسلمين فى مواقع عديدة فى انحاء مصر المحروسة .
مشهد اخر للتسامح بين المسلمين والمسيحيين فى العالم يتعلق هذه المرة برأس المسيحية فى العالم حيث ابتهج العالم بالانباء السارة الصادرة عن الفاتيكان حول الحالة الصحية للبابا فرنسيس وتأكيد الفاتيكان رسميا ولأول مرة منذ تعرض البابا لوعكته الصحية الاخيرة بأن الحالة الصحية للبابا فرنسيس تواصل التحسن من الالتهاب الرئوى المزدوج، ولكن هناك حاجة إلى أيام إضافية لاستقرار حالته.. وأوضح الفاتيكان انه يتم تناوب العلاج بالأكسجين مع استخدام قناع التنفس.. واقترب البابا من ممارسة حياته بصورة طبيعية حيث يقضى وقته فى الصباح بممارسة العلاج الطبيعى التنفسى والراحة، وبفترة ما بعد الظهر يكرس نفسه للصلاة وأنشطة العمل.
زعماء وقادة العالم تضامنوا بصورة رائعة مع بابا الفاتيكان واعلنوا انهم يدعون ويصلون من اجل شفاء البابا واستعادة عافيته من جديد..
وجاء الرئيس عبد الفتاح السيسى فى مقدمة قادة العالم الذين تفاعلوا بتعاطف كبير مع البابا وتوجه الرئيس السيسى بأصدق التمنيات بالشفاء العاجل لقداسة البابا فرنسيس إثر الوعكة الصحية التى ألمت به.
وكتب الرئيس السيسى عبر حساباته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي: «أتوجه بأصدق التمنيات بالشفاء العاجل لقداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، إثر الوعكة الصحية التى ألمت بقداسته، داعياً الله سبحانه وتعالى أن يمنح قداسته الشفاء والصحة والعافية، وأن يعود سالماً إلى الملايين من محبيه ليواصل رسالته النبيلة فى تعزيز قيم المحبة والسلام والتسامح بين الشعوب».
فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، تربطه بالبابا فرنسيس علاقة اخوة وصداقة قوية وقد عملا معا فى مناسبات عديدة واتفقا فى ازمات ومواقف عالمية كثيرة ولهما مبادرات ومواقف مشتركة رائعة حول القضايا العالمية ومنها القضية الفلسطينية وحرب غزة الاخيرة.. إمام المسلمين وجه رسالة رقيقة تحمل مشاعر اخوية وانسانية نبيلة إلى بابا الفاتيكان بمناسبة مرضه جاء فيها : أدعو الله أن يمنَّ على أخى العزيز البابا فرنسيس بالشفاء العاجل، وأن يمتعه بالصحة والعافية؛ ليستكمل مسيرته فى خدمة الإنسانيَّة.
الرئيس الفلسطينى محمود عباس – رغم دقة وصعوبة الموقف الذى يواجهه شعبه حاليا والاعتداءات الاسرائيلية المتواصلة على الشعب الفلسطينى فى الضفة الغربية وحتى فى غزة رغم سريان وقف اطلاق النار.. قال فى رسالة حب لبابا الفاتيكان : «نواصل دعواتنا لله تعالي، كما يفعل محبوك فى جميع أنحاء العالم، من أجل أن يمنّ عليكم بالشفاء التام والعاجل، وبالعمر المديد لتبقى رسالتكم كما كنت دائمًا، نبراسًا للأمل والتسامح والمحبة بين الناس».. وأكد ابومازن تقديره العميق للدور الإنسانى والروحى الذى يقوم به البابا فرنسيس فى تعزيز قيم التسامح والمحبة والسلام بين الشعوب، وقال أن جهوده تشكل مصدر إلهام لملايين الأشخاص حول العالم، وتحظى العلاقة بين دولة فلسطين والفاتيكان بتاريخ طويل من التعاون والتنسيق، حيث لطالما عبر البابا فرنسيس عن دعمه لتحقيق السلام العادل، مشددا فى مناسبات عدة على أهمية احترام الحقوق الإنسانية للجميع.
ويعانى البابا من أزمة تنفسية ربوية طويلة الأمد، الأمر الذى تطلب أيضا استخدام الأكسجين عالى التدفق، وفقًا للتقارير الطبية الرسمية وكشفت «فحوصات الدم التى أجريت عن نقص الصفائح الدموية «الصفائح الدموية فى الدم بكمية أقل من الطبيعي» مصحوبة بفقر الدم، ما استدعى نقل الدم».. وأكد الأطباء فى مستشفى جيميلى فى روما أن «البابا ليس خارج دائرة الخطر».
ما احوجنا الى ان تسود حالة التسامح والسلام أرجاء العالم وتتوقف الحروب وتنتهى الصراعات العسكرية والجيوسياسية ويعيش العالم فى هدوء وسكينة ويعلو صوت العمل وتدور عجلة البناء والتنمية والتعمير فى كل مكان من اجل توفير حياة كريمة للانسان – كل انسان واى انسان – فى اى بقعة على وجه البسيطة فكل الناس يعودون الى اصل واحد وأب واحد.. فكلنا ابناء آدم وحواء حتى وان اختلفت ألواننا وعقائدنا ولغاتنا ويجب ان يسعى الجميع الى نشر السلام ونبذ الحرب لانها لاتحمل للبشرية الا الخراب والدمار وسفك الدماء..