أعلنت حركة حماس الفلسطينية أنها مستعدة لبدء محادثات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة بعد إطلاق سراح عدة مئات من الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية الليلة الماضية مقابل رفات أربعة محتجزين إسرائيليين.
قالت حركة حماس الفلسطينية إن محاولات إسرائيل تعطيل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين المدرجين ضمن صفقة التبادل باءت بالفشل، مشيرة إلى أنها فرضت التزامن بين تسليم جثامين المحتجزين الإسرائيليين وإطلاق سراح الفلسطينيين.
وقالت الحركة ان الفلسطينيين استقبلوا الأسرى بعد مماطلة الاحتلال فى الإفراج عنهم، إضافة إلى عددٍ من الأسرى من الأطفال والنساء فى سجون الاحتلال.وأضافت أنهم فرضوا التزامن فى عملية تسليم جثامين المحتجزين مع إطلاق سراح الأسرى لمنع الاحتلال مواصلة التهرّب من استحقاقات الاتفاق.
وأكدت حماس أنه تم قطع الطريق أمام مبررات إسرائيل الزائفة، ولم يعد أمامه سوى بدء مفاوضات المرحلة الثانية.وجددت الحركة التأكيد على «التزامها الكامل باتفاق وقف إطلاق النار فى قطاع غزة، بكل حيثياته وبنوده، واستعدادها للدخول فى المفاوضات المتعلقة بالمرحلة الثانية من الاتفاق.
وشددت على أن «السبيل الوحيد للإفراج عن أسرى الاحتلال فى قطاع غزة هو التفاوض والالتزام بما تم الاتفاق عليه فقط»، مشيرة إلى أن «أى محاولات من رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو وحكومته للتراجع عن الاتفاق وعرقلته، لن تؤدى إلا إلى مزيد من المعاناة للمحتجزين وعائلاتهم.
يأتى هذا فيما ذكرت مصادر اعلامية اسرائيلية- بحسب قناة القاهرة الاخبارية- أنه من المحتمل أن يتم الافراج عن أسرى اسرائيليين جدد مقابل تمديد وقف اطلاق النار. وذكرت المصادر انه سيتم إطلاق سراح 3 محتجزين كل يوم سبت مقابل وقف إطلاق النار والإفراج عن الأسرى وإدخال المساعدات.
وقالت حركة حماس، إنه جرى الإفراج عن 600 أسير فلسطيني، بينهم نساء وأطفال، بعد مماطلة الاحتلال فى تنفيذ الاتفاق وتأخير الإفراج عنهم الذى كان مقرراً له السبت الماضي.. وكانت إسرائيل أرجأت الإفراج عن 46 من الأسيرات والأسرى الأطفال الذين كان يفترض إطلاق سراحهم ضمن الدفعة السابعة فى المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة.. ورفضت إسرائيل إطلاق سراح الأسرى الـ46 حتى تتأكد من هويات جثث الأسرى الإسرائيليين الأربعة التى سلمتها حماس.
وفى تل أبيب، قال الرئيس الإسرائيلى إسحق هرتسوج إنه تم التعرف على هويات رفات المحتجزين الإسرائيليين الأربعة تساحى عيدان وإيتسيك إلغارات وأوهاد ياهالومى وشلومو منتسور.. وأضاف فى منشور على منصة إكس، نبذل كل ما فى وسعنا لإعادة المحتجزين الأحياء والقتلى من غزة
وفى سياق متصل، زعمت عائلات المحتجزين الإسرائيليين، إن ثلاثة من المحتجزين الذين سلمتهم حماس كانوا على قيد الحياة وكان يمكن إنقاذهم. وطالبت عائلات المحتجزين، رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو بضمان عودة آخر محتجز فى موعد لا يتجاوز اليوم الخمسين من اتفاق وقف إطلاق النار.
وفى وقت سابق، أكد مدير مكتب إعلام الأسرى أنه تم الإفراج عن 1,700 أسير فلسطينى بينهم 700 أسير من أصحاب المؤبدات والأحكام العالية و1,000 أسير من قطاع غزة أفرج عنهم فى إطار المرحلة الأولى من صفقة التبادل. وبانتهاء المرحلة الأولى من صفقة التبادل التى تم الإفراج بموجبها عن 33 محتجزاً إسرائيلياً منهم 8 جثث و5 تايلنديين، يتبقى فى قطاع غزة 59 محتجزاً إسرائيلياً.
فى سياق آخر، أكدت حركة حماس أن تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلى يسرائيل كاتس حول ابقاء إبقاء ممر فيلادلفيا (محور صلاح الدين) الحدودى بين مصر وقطاع غزة منطقة عازلة انتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار فى غزة. كما أشارت إلى أن ادعاءات الوزير الإسرائيلى محاولة لاختلاق الذرائع من أجل تعطيل الاتفاق وإفشاله.
إلى ذلك، حثت الوسطاء على التحرك وإلزام تل أبيب بالتقيد ببنود الاتفاق الذى بدأ سريانه فى 19 يناير الماضي. ونفت اتهام وزير الدفاع الإسرائيلى حول تخطيطها لمهاجمة جنود خلال فترة الهدنة.
أتى ذلك بعدما شدد كاتس بوقت سابق على أن محور صلاح الدين سيبقى منطقة عازلة، فى إشارة إلى عدم انسحاب الجيش الإسرائيلى منه. بينما أكد مصدر إسرائيلى عسكرى أن الجيش الإسرائيلى لن ينسحب من هذا المحور الممتد على طول 14 كيلومتراً (8 أميال).
ميدانيا، أعلنت مصادر طبية ارتفاع حصيلة الشهداء فى قطاع غزة إلى 48,365 شهيدا، منذ بدء العدوان الإسرائيلى فى السابع من شهر اكتوبر 2023.. وأضافت المصادر ذاتها أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 111,780 منذ بدء العدوان، فى حين لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفى الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم. وأشارت إلى أنه انتشل 17 جثمانا من أنحاء متفرقة من قطاع غزة، خلال الساعات الـ48 الماضية.
يأتى هذا بينما استمرت الخروقات الاسرائيلية فى مناطق قطاع غزة. واصيب اثنان من المواطنين برصاص الاحتلال وسط مدينة رفح الفلسطينية جنوب القطاع. وشن طيران الاحتلال ثلاث غارات جنوب وشرق مدينة خان يونس بزعم استهداف مكان أطلق منه صاروخ وسقط فى نفس المكان.
من جانبه، اتهم فولكر تورك، مفوض الأمم المتحدة السامى لحقوق الإنسان، إسرائيل بإبداء تجاهل غير مسبوق لحقوق الإنسان فى عملياتها العسكرية فى غزة. وقال تورك ان مستوى الدمار فى غزة هائل، من المنازل إلى المستشفيات إلى المدارس، والقيود التى فرضتها إسرائيل تسببت فى كارثة إنسانية.
واتهم المندوب الفلسطينى بالمجلس إسرائيل بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية ضد الفلسطينيين، فضلاً عن حرمان القطاع من المساعدات. وقال المندوب الفلسطينى لدى الأمم المتحدة فى جنيف إبراهيم خريشة، للمجلس: «تم منع الخيام والمنازل وقوضت وصول الغذاء والأدوية. كما أدان بشدة عنف المستوطنين والعمليات العسكرية الإسرائيلية فى الضفة الغربية، والتى ورد ذكرها فى التقرير.