تتوجه أنظار العالم العربى والإسلامى يوم 4 مارس القادم إلى القاهرة حيث يناقش الرؤساء العرب الخطة المصرية لتعمير غزة دون ترحيل قسرى لمواطنيها مع إمكانية إقامة دولة فلسطينية على حدود 4 يونيه 67 وعاصمتها القدس تعيش جنباً إلى جنب فى أمن وأمان مع إسرائيل.
تهدف خطة التعمير المصرية إلى تنفيذ الإعمار خلال فترة تتراوح بين 3 إلى 5 سنوات فى وجود الفلسطينيين دون تهجيرهم حتى لا يضيع حقهم فى وطنهم إلى الأبد وحتى لا يتم تنفيذ تهجير قسرى إلى الدول المجاورة فى سيناء والأردن كما اقترح الرئيس الأمريكى ترامب الذى اصدر فى الفترة الماضية عدة تصريحات تستهدف التهجير القسرى لتوسيع أراضى إسرائيل وبناء ريفيرا الشرق الأوسط على حساب أراضى غزة مع هيمنة أمريكية عليها بصور مختلفة وضياع الحق الفلسطينى على أرضهم.
عاد الرئيس الأمريكى ترامب إلى العدول عن تصريحاته السابقة وقال إنه يوصى بخطته دون الزام بتنفيذ اقتراحه بإقامة ريفيرا الشرق الأوسط مع إمكانية دراسة الاقتراح المصرى لتعمير غزة بعد الرفض القوى من مصر والأردن والسعودية للاقتراح الذى يمثل نكبة جديدة للشعب الفلسطينى بضغط من اللوبى الصهيونى الذى لا يكفيه ما حدث فى نكبة 1948.
تستهدف الخطة المصرية تخصيص أماكن آمنة للفلسطينيين فى غزة مع قيام الجرافات المصرية والمعدات الثقيلة برفع وإزالة الركام الذى خلفته الحرب من غزة وإدخال الخيام والكرفانات لإيواء أهالى غزة حتى يتم بناء مبان لائقة لإيواء الفلسطينيين بتكلفة بين 25 مليار دولار إلى 50 مليار دولار يتم توفيرها من دعم مالى عربى وعالمى ويتم به بناء البنية الأساسية التى تهدمت من مياه شرب وصرف ومستشفيات ومدارس وجوامع وغيرها من مستلزمات الحياة.
أقول إن عودة الاستقرار إلى منطقة الشرق الأوسط يتطلب وقف الحروب والدفع إلى إقامة وطن للفلسطينيين على أراضهم تعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل فى أمن وأمان وعدم الانسياق وراء طموح اللوبى الصهيونى الذى يبغى اشعال المنطقة وقيام حرب عالمية ثالثة لا يعرف مداها وخسائرها غير الله ستأكل الأخضر واليابس.
وها هى إسرائيل تبحث عن ذريعة للعودة إلى الحرب واستمرار حرب الإبادة للشعب الفلسطينى فى غزة والضفة الغربية.
إن العقود الخمسة الماضية منذ حرب 1973 تغيرت فيها التكنولوجيا وظهرت أجيال عديدة من الأسلحة الفتاكة فهناك طائرات شبحية من الجيل الرابع والخامس وصواريخ خلف مدى الرؤية وطائرات مسيرة تقوم بنفس الأعمال القتالية فى خفة وسرعة متناهية وصواريخ وقنابل أكثر فتكاً وما كان غير متاح فى الماضى أصبح متاحاً اليوم من مصادر متعددة.
يجب على القوى الكبرى فى العالم وعلى رأسها «أمريكا» أن تدفع وراء الرأى العام العالمى بإعطاء الشعب الفلسطينى حقه فى بلده والعيش فى كرامة وأمان وإطفاء النيران التى يشعلها اللوبى الصهيونى وتوجيه المؤسسات الأممية إلى عدم الكيل بمكيالين وتقديم الجناة الحقيقيين إلى العدالة الدولية.
إن التهجير القسرى للشعب الفلسطينى لن يحل المشكلة ولن يوقف الهجرة الطوعية للمواطن الإسرائيلى الذى أصبح يفتقد إلى الأمان فى وطن تخرج منه كل لحظة ردود فعل غاضبة لأعمال انتقامية ضد ما يقوم به جنود الاحتلال مع ضرورة ان يتم تغيير الحكومة الإسرائيلية لتستبعد اليمين المتطرف بآخر يرغب فى السلام.