رغم ما نراه ونعيشه اليوم وأمس، القريب والبعيد، ما زال البعض يستبعد المؤامرة ومنطقها على مصر.. لا أحد يريد قراءة التاريخ.. تتغير الأوقات وتتتابع الحقب.. تتشكل القوى الاستعمارية وتتبدل أنظمة الحكم ومع ذلك تظل المؤامرة متجددة وتتكشف أبعادها أمامنا بعد أن كانت عصية على فهمها آنذاك.. نعم المؤامرة موجودة دائماً وإن تعددت أشكالها، والهدف واضح ومحدد وهو تحجيم دور مصر، بالحصار تارة واستنزاف القوى أحياناًَ، وحروب فى أحيان أخري، وقد يصل الأمر فى نهاية المطاف إلى احتلال كلي، أو جزئي.
> فى العصر الحديث.. أيام المشروع النهضوى الكبير لمحمد علي، الذى هم بمصر وشعبها ليسودوا أهم جزء فى العالم القديم، وعندما اقترب الحلم من أن تكون مصر رقما مهما فى العالم وقتها، تحالفت ضده القوى الكبرى آنذاك إنجلترا وفرنسا..والباقى تعرفونه…
> عندما حاول بعده الخديوى إسماعيل تحديث مصر مرة أخرى عمرانيا وفنياً، أغرقوه فى الديون ثم تكالبوا عليه حتى تم إبعاده ليتم بعدها احتلال مصر.
> وحين جاء عبدالناصر تكرر الأمر أكثر من مرة فى سنوات قليلة بمحاولة عرقلة مشروعه النهضوي، تارة بالعدوان الثلاثى لمنعه من بناء السد العالى المحرك الأساسى للصعود، وحين نجح وأصبح قاب قوسين أو أدنى من التحول إلى قوة كبرى صناعياً، ووصل بأكبر معدل للتنمية الحقيقية بنحو 7٪ دبرو له حرب 1967 لكى يوقفوا قطار النهضة!
> والآن وبعد أن نجح الجيش المصرى بقيادة الرئيس السيسى فى الحفاظ على مصر والمنطقه عام 2013 من الانهيار وضع المخططات الغربية كلها فى مأزق بعد فشل المخطط.
> والآن وبعد القضاء على ضلعى مثلث القوة العربية» الجيش العراقى والجيش السورى «، تحولت الأنظار كلها على الجيش المصرى وقائد مصر، وفى مسرح رسم وأعد بدقة، بحيث تكون مصر بلا ظهير إقليمي، أو دولي، والمشكلة ان لا أحد يريد التعلم من دروس التاريخ ومما يدور على خشبة مسرحه الآن.
> يتغافل الكل عن البطل الحقيقى فى المواجهة وهو الشعب المصرى الذى يحتار فيه الجميع، لأنه ببساطة لا يستطيع أحد فك شفرته.. شيء غامض لا تستطيع أعتى أجهزة المخابرات الغربية معرفة كلمة سره.
> نعم.. يحاولون استغلال أزماته الاقتصادية، لكن لا يدركون أن الوطن عنده أغلى مما يتصورون،، ولا يقارن بأى ثمن رغم كل المغريات، لأنه ببساطة صاحبه وليس مهجراً إليه أو مستوطنا به، فقد يهاجر المصرى أويذهب إلى حيث العمل والمال أو الحياة الرغدة أو العلم أو لأى سبب، لكن يظل الحبل الذى يربط بينه وبين الوطن عصيا على الانقطاع!
> نعم الهدف ثمين، درة التاج هى الهدف، إذا سقطت سقطت المنطقة، ومع ذلك نجد حولنا من يتسابق نحو الهاوية، ومصر صامدة قيادة وشعباً.
> محاولات لا تنتهى لجر مصر إلى صراعات وأزمات، محاولات حصارها لاتنتهى ويشترك فيها العدو والحبيب، بداية من بناء السد الإثيوبى إلى تشغيله، ورمى سنارة الطعم لجرنا لحرب إقليمية.
* فى الغرب، ومحاولات جر مصر إلى ليبيا بتصدير الإرهاب منها، وحصارها بطوق النار!!
> فى الجنوب ومحاولات جر مصر إلى السودان، الفناء الخلفى للمحروسة، ليس اليوم فقط، ولكن من أيام الرئيس البشير وسيطرة جماعة الإخوان، ومحاولة اغتيال الرئيس الأسبق حسنى مبارك فى اثيوبيا وبأيد إخوانية، نعم المحاولات لا تنجح، ذهب البشير وكل من استهدف مصر سيذهب، وستبقى مصر.
> فى الشرق ومحاولات جر مصر إلى نيران غزة منذ 7 أكتوبر 2023 وماقبلها، وجر شكلها حين وضعت الحرب أوزارها بمحاولة إشراكها فى جريمة تهجير الفلسطينيين من أرضهم للقضاء النهائى على القضية الفلسطينية من ناحية، واقتصاص جزء من جسدها فى سيناء للوطن البديل، وتناسى الجميع عدة حقائق فى مقدمتها أن المصرى لايفرط فى أرضه أبداً، لأنه أبن حضارة زراعية تغرس أولادها فى أرضها، ولا يمكن اقتلاعهم منها إلا بالدم والموت، بعكس من جاء مستوطنا فى أرض من الأساس ليست له!
فى قلب المتن
> بريطانيا زرعت إسرائيل بوعد بلفور.. وأمريكا ترعاها الآن وتحاول اقتلاع أصحاب الأرض التى زرعت فيها..!!
> كانت السرقة واللصوصية والبلطجة فى عز النهار من الخيال.. حتى جاء من يحاول تطبيقها نهاراً أمام العالم كله.. والسرقة ليست ما لا يمكن إخفاؤه، بل اغتصاب وطن وطرد أهله وإجبار جيرانهم على توطينهم وتخصيص أراض لهم، لم يصل خيال هوليود إلى ما وصل اليه خيال الكاوبوى الآن، لكن مهما طال الزمن.. صدقوني.. النهاية قريبة جدا.. حقا ويقينا بتدبير الخالق!
> شوفوا البلطجة وصلت إلى أين؟.. النتن ياهو يقول قبل وصوله لوشنطن للقاء الكاوبوي.. سأبحث فرض السلام بالقوة، يعنى بالسلاح والتهديد.. والسلام من وجهة نظره غير السلام المعروف.. السلام عنده يعنى كل شيء لإسرائيل.. مقابل الحياة فى كنف الكاوبوي.. يارب أنت القوي..واثقون من قدرتك
> أعيش الوحدة بين قلوب أسكن بينها ووجوه أشعر أنها مرت بى يوما ما، أحاول الاقتراب منها لكن بلا جدوي.. أصواتها تأتى من بعيد، ولكن لا تدخلنى وتمرق بسرعة بعيداً.. بمفردى أمر بصعوبة وأتوقع داخلي.. ولا أحد!!