أعـلنت حـركة حمـاس أمســ تســليم جثــامين 4 محتجزين اسرائيليين وذكرت حركة حماس، أن آلية جديدة سيتم تطبيقها بشأن إطلاق سراح الدفعة السابعة ضمن اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة بما يضمن التزام الاحتلال الإسرائيلى بتنفيذ التزاماته فى صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين وفق المرحلة الأولى من الاتفاق.
وأشار بيان حركة حماس إلى أن إطلاق سراح الدفعة السابعة من الأسرى الفلسطينيين الذى كان مقررا يوم السبت الماضي، سيتم بالتزامن مع تسليم جثامين محتجزين إسرائيليين بغزة، وفى المقابل يتم إطلاق سراح النساء والأطفال الفلسطينيين بسجون الاحتلال، لافتا إلى أنه لم يُعرض على الحركة أى مقترح بشأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار رغم جاهزيتها لها وحرصها على المضى قدما فيها لإتمام كل مراحل الاتفاق الثلاث.
يذكر أن مصدرا مصريا مطلعا، قال إن الوسطاء توصلوا لاتفاق للإفراج عن جميع الأسرى الفلسطينيين (602) الذين كان من المقرر الإفراج عنهم السبت الماضي، على أن يتم ذلك بالتزامن مع تسليم جثامين أربعة محتجزين إسرائيليين، وذلك تحت إشراف مصر.
ومن جانبها قالت المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة، إيمى بوب، إن المنظمة الأممية لن تشارك فى أى نوع قسرى من الإخلاء للفلسطينيين من قطاع غزة.
وأضافت بوب فى تصريحات أوردتها قناة «الحرة» الأمريكية،:»قطعنا على أنفسنا التزاما تجاه المجتمعات التى نخدمها بأننا لن نشارك فى أى نوع من أنواع النقل أو الإخلاء القسرى للأشخاص، وكما نرى كان هذا الأمر خطا أحمر بالنسبة لحكومتى الأردن ومصر.
وتابعت: «نحن جهة إنسانية فاعلة، لذا فإننا بالتأكيد لا نشارك فى أنشطة من شأنها أن تشكل خطوطا حمراء لدول أعضاء رئيسية».
كما قال وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف إن تهجير الفلسطينيين لأراضى أخرى يعد قنبلة موقوتة وسيؤدى لأزمة كبيرة ويعتبر تقويضًا لقرار حل الدولتين.
ومن جانبها احتجزت قوات الاحتلال الإسرائيلي، عشرات الفلسطينيين، وحققت معهم ميدانيا، بعد الاعتداء عليهم بالضرب، فى محافظة الخليل جنوب الضفة الغربية.
وأكدت مصادر فلسطينية، أن قوات الاحتلال داهمت بلدتى دورا وبيت كاحل فى الخليل ، واحتجزت عشرات المواطنين فى البلدتين، واعتدت عليهم بالضرب، بعد تفتيشهم، ووضع الأصفاد فى أيديهم وتعصيب أعينهم، وحققت معهم ميدانيا، وما زالت تحتجز عددا منهم، وأطلقت سراح الآخرين.
فى سياق متصل، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، ثلاثة مواطنين من نابلس حيث اقتحمت المدينة من محاور عدة، وداهمت المنطقة الشرقية، وشارع الروضة هناك، ومنطقة زواتا ورفيديا ومخيم العين غربا، والجبل الشمالي، ومحيط المقبرة الغربية.
وأفادت مصادر أمنية بأن قوات الاحتلال اقتحمت مخيم عايدة شمالا، كما واصلت عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ31 على التوالى وعلى مخيم نور شمس لليوم الـ18، وسط تعزيزات عسكرية وإخطارات هدم للمنازل.
وأضــافت أن قـــوات الاحتـــلال أخطــرت بهدم 11 منزلا فى مخيم نور شمس خلال الأيام القادمة، بذريعة شق طريق يمتد من ساحة المخيم باتجاه حارة المنشية، وأمهلت اصحابها ثلاث ساعات بدءا من الثامنة صباح اليوم للدخول الى منازلهم لأخذ مستلزماتهم الأساسية.
وألحقت قوات الاحتلال دمارا كاملا فى البنية التحتية فى مخيمى طولكرم ونور شمس طالت شبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحى والاتصالات، وجرفت مزيداً من الشوارع والطرقات، اضافة الى تدمير للممتلكات من منازل ومحالات تجارية بشكل كامل وجزئي، كما أدى العــدوان المتــواصل الى نزوح ما يقارب من 12 ألف مواطن من مخيم طولكرم وأكثر من 5000 مواطن من مخيم نور شمس.
أكد رئيس لجنة الخدمات الشعبية بطولكرم، فيصل سلامة أن الاحتلال الإسرائيلى يواصل حالة التدمير الهائل ويمارس سلوكياته العنصرية بمخيمى طولكرم ونور شمس شمال الضفة الغربية، من هدم للمنازل والمحلات التجارية وتدمير البنية التحتية.
أكد رئيس لجنة الخدمات الشعبية بطولكرم فى مداخلة مع قناة النيل للأخبار، امس «إن الاحتلال يحاكى المشهد فى قطاع غزة ويطبقه بشمال الضفة الغربية، فيقوم باجتياح لمدة شهر كامل وهدم البيوت السكنية لتوسعة الشوارع وتدمير البنية التحتية والطرقات وشبكات الصرف الصحى والمياه والاتصالات والكهرباء، وتدمير كل الخدمات التى تقدم للسكان.
وأضاف أن حالة النزوح الإجبارى لا تزال مستمرة، فقوات الاحتلال تجبر اللاجئين على الخروج من بيوتهم والنزوح تحت تهديد السلاح، ووفقا للإحصاءات فهناك نحو 20 ألف نازح من مخيمى طولكرم ونور شمس موزعين على مراكز الإيواء والضواحى القريبة، وتلك الحالة تفوق الإمكانات الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية، إلا أنه بتكاتف الجهود الرسمية والشعبية يتم توفير جزء من المساعدات الإنسانية.
وشدد على أن الوضع بحاجة إلى موقف سياسى ودعم لتعزيز صمود الشعب الفلسطينى على أرضه لتوفير المأكل والمشرب والتدفئة والدواء، ودعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» لتقديم خدماتها الصحية والإنسانية.
ونقلت وكالة أنباء «أسوشيتيد برس» الأمريكية عن المتحدثة باسم وكالة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) روزاليا بولين قولها إنه من غير الواضح متى ستتم إعادة بناء أى شيء فى قطاع غزة، فى حين قدر البنك الدولى تكلفة إعادة الإعمار بأكثر من 50 مليار دولار، وهو ما قد يستغرق سنوات لإزالة الأنقاض فقط، فى الوقت الذى يعانى فيه سكان القطاع بسبب الجو شديد البرودة والدمار، مضيفة «ليست لدى أى فكرة تساعد الناس أن يناموا ليلاً فى خيامهم المؤقتة».
ونبهت وكالة أنباء «أسوشيتيد برس»، فى تقرير إخبارى امس، إلى المخاطر الإنسانية التى يتعرض لها سكان غزة، مشيرة إلى أنه من المنتظر أن تنتهى المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار يوم السبت المقبل وقد لا يتم تمديدها. وإذا استؤنف القتال، فمن المتوقع أن ينخفض تدفق المساعدات الإنسانية الحالى بشكل كبير.