تعد مائدة الإفطار الجماعية فى حى «المطرية» الشعبى بالقاهرة، إلى ظاهرة رمضانية مصرية، حيث تقام المائدة (مساء الخميس) بمبادرة جماعية من أهالى المنطقة، ويحضرها نحو ثلاثة آلاف صائم، وقد وصفها نشطاء بـأنها «أطول مائدة إفطار تقام فى ربوع البلاد»، فيما احتفى آخرون بما وصفوه بـ»حالة البهجة التى حملتها التفاصيل البسيطة التى غلفت المكان، وسيطرت على وجوه الصائمين من أهالى المطرية التى تقع (شرق العاصمة المصرية)».
وعظمة منطقة المطرية ليست وليدة الاعوام القليلة الماضية، وانما لها تاريخ طويل يبدأ من اسمها.
فاسم مطرية جاء من الكلمة اللاتينية mater وتعنى ام، ويقال ان هذا الاسم ارتبط برحلة العائلة المقدسة من هذا المكان ومرور السيدة العذراء وسيدنا عيسى عليه السلام بمنطقة المطرية، وقتها جلسوا تحت شجرة جميز كبيرة حتى يحتموا بظلها، وهذه الشجرة موجودة حتى الآن فى منطقة المطرية.
وهناك رواية اخرى من ايام المصريين القدماء، حيث يقول الاثريون ان تلك المنطقة كانت مهمة جدا للمصريين القدماء لانه بحسب معتقداتهم انه المكان الذى بدأت منه الحياة، وكانوا يطلقون عليها مدينة اون اى مدينة الشمس، وكانت تعد من اقدم العواصم فى العالم القديم، وكانت اكبر مركز لعبادة اله الشمس، وانشأوا فيها جامعة اون التى كانت تدرس علوم الفلك والهندسة والفلسفة، وتخرج فيها اشهر الفلاسفة والمهندسين، لذا فتعد مدينة اون بالنسبة لهم ام العلوم والدين، وحين اتى الرومان لمصر اطلقوا على المدينة اسم mater التى تحرفت فيما بعد الى المطرية.