سيظل التوأم حسام وإبراهيم حسن نموذجا نلجأ إليه عندما نتحدث عن الاصرار والتحدي، كان التوأم داخل الملعب شعلة نار فى الأداء تتوهج وتضيء المكان بالأهداف وان لم يكن فى الأداء القوى الرجولى مهما كان المنافس.
الآن فى دنيا التدريب أصبحت المسئولية مضاعفة.. فاللاعب عندما يخطئ فى لعبة ما أو يضيع هدفا.. فهذا وارد ومسموح لأن اللاعب مهما كانت مهاراته وإمكاناته فمن المستحيل أن يسجل فى كل الفرص ومن المستحيل أن يجيد فى كل كرة مشتركة.. لكن حسام حسن أصبح هدافا تاريخيا بالأداء والروح والتحدى والاصرار والأهداف.
وهو أيضاً حسب التاريخ اللاعب المصرى الوحيد الذى سجل هدفين فى مرمى منتخب كرواتيا عندما التقى المنتخبان فى عام ٩٩٩١ فى بطولة ودية دولية شاركنا فيها وهى كأس كوريا الودية وانتهت بالتعادل.. لكن خرج حسام حسن فى تلك المباراة برصيد كبير من الابداع عندما سجل لمصر الهدفين ويحقق التعادل مع واحد من المنتخبات العالمية القوية… وشارك ابراهيم حسن كمدافع أيضاً فى نفس المباراة.
الآن وكأن التاريخ يعيد نفسه من جديد.. لأن منتخبنا سيواجه كرواتيا فى البطولة الودية الدولية بعد ساعات.. ومنتخبنا يقوده التوأم حسام وابراهيم من خارج الملعب لأن المباراة نهائية وفاصلة فلابد أن تنتهى بفائز ليحمل كأس البطولة.
صحيح ان المنتخبات تغيرت وتبدلت فى الفترة الأخيرة ولم يعد فى الفريقين لاعب واحد فقط ممن لعبوا اللقاء السابق منذ ربع قرن ولكن توأمنا هو الجزء الثابت الذى سيتواجد من المنتخبين.
سيقود حسام الفريق ولكن من خارج المستطيل الأخضر سيلعب هذه المرة لعبة المدرب القائد بنفس الشجاعة والاصرار والتحدى التى كانت تشتعل ولا تهدأ إلا بتسجيل الأهداف ونحن نعرف تماما أن نار حسام لا يخمدها إلا بتسجيل الأهداف حتى وهو مدرب تجده على جانب الملعب مشتعلاً ثائراً يدفع اللاعبين لتقديم كل ما لديهم بإصرار وقوة دفع لا تنتهى حتى يسجل الفريق.
الفارق كبير بين التوأم الذى شارك أمام كرواتيا كلاعبين ونفس التوأم الذى يقف اليوم على خطوط المدربين.. ويحتاج الآن للعقل والحكمة والتروى والهدوء الذى لابد وأن يشتعل فى بعض الأوقات ليزيد قوة الدفع عند اللاعبين فى الملعب.
السؤال الذى يطرحه الجميع الآن.. هل يفعلها حسام حسن ويسجل منتخبنا هدفين بفكر حسام بعد أن سجلهما بمهارته كلاعب من قبل؟!! هل يفعلها حسام ويحقق البطولة ويفرض بها مساحة جديدة من التاريخ الكروى لأنها بطولة مصرية دولية تقام لأول مرة باسم العاصمة الإدارية وسيسجلها التاريخ؟!!
هل يفعلها حسام ويصبح أول مدرب مصرى لمنتخب مصر يحقق لقبا وبطولة ويحمل كأسا فى أول مشاركة للمنتخب تحت قيادته؟!
أنا على ثقة ومن خلال اللقاء الأول مع نيوزيلاندا أن لدينا الآن فريقاً دبت فيه الروح الجديدة للعطاء والإخلاص والتفاني.. لدينا مجموعة جديدة بعضهم يندرج لأول مرة ضمن المنتخب هم ذخيرة جيدة للمستقبل ولدينا خبرة من اللاعبين الكبار الذين تقبلوا أفكار التوأم.. بعضهم يجلس احتياطيا بكل حب ويساند ويشجع من الخارج وكأنه داخل الملعب.. باختصار شديد لدينا فريق جديد يحمل الاصرار والتحدى والرغبة فى الفوز، مجموعة متكاملة على قلب رجل واحد وسيكون اللقب من حقهم بقيادة التوأم الذى عودنا على فعل المستحيل حتى كأس العالم!!