لن يقف أمام المشاهد الكروية بالأسبوع المنقضى سوى الحريص على واقع ومستقبل الكرة المصرية، والساعى وراء تطورها وملامستها السحاب وسطوعها فى خريطة اللعبة عالميا.. فما بين القاهرة ومدينة مانشستر الإنجليزية حدث ودار الكثير والكثير لمن يريد الاستفادة والتعلم من التجارب.
دعونا فى البداية ننظر إلى أسس التخطيط للمواجهات والتحرك مبكرا، بالإعلان عن طاقم تحكيم لقاء السيتى والريدز مبكراً، رغم إقامته فى اليوم التالى لقمة الدورى المصرى المعروفة والمحددة من فترة طويلة.. بسبب ارتباك الجالسين على مقاعد الإدارة فى 5 شارع الجبلاية، وعدم توصلهم لاتفاق صريح ومباشر مع طاقم أوروبى رفيع المستوي، تنفيذا لطلبات الأهلى المعلنة فى بيان رسمي.. وهو ما يعكس الفوارق الكبيرة فى طريقة التعامل مع المسابقات، وديناميكية خطواتها وقراراتها.
أما على الصعيد الفني، فيكفى تقييمك السلبى لمستويات عدد كبير من لاعبينا فى القمة 129، وتراجع أداء الغالبية منهم لأسباب مختلفة، مقابل التغنى والإشادة بمستويات أخرى تخص بعض اللاعبين العرب خاصة المغاربة ومنهم بن شرقى فى الأهلي، وصلاح الدين مصدق وبنتايج فى الزمالك.. وخروج المساحات الإعلامية المرئية والمقروءة تعقد المقارنات بين الصفقات الأجنبية هنا وهناك، وكيف ساهمت فى تطوير المستوى وتحقيق الفارق.. دون النظر إلى ما تخفيه هذه الحقائق من مخاطر أبسطها ندرة المواهب الصاعدة وحتمية الفجوة الزمنية فى تجهيز وإعداد جيل قوى وقادر على استكمال المسيرة، فى المستقبل القريب.
هناك فى مانشستر، يبرز نوع آخر من الصور المضيئة والتى جمعت بين نجمنا الفرعون محمد صلاح لاعب ليفربول، والموهبة المنطلقة عمر مرموش لاعب السيتي، وكيف أثر الأثنان بقوة فى اهتمامات الجمهور الإنجليزى على مدار أسبوع كامل، وحرصه على إجراء المقارنات بين لاعبين مصريين، صار كل منهما أيقونة لفريقه ومصدرا لتفوقه وظهوره الطيب.. بخلاف صور وفيديوهات أخرى تعكس مدى تعلق أفضل مدربى العالم جوارديولا بنجمنا محمد صلاح، وحديثه الودى معه والذى عكس انهباره بمستواه وعطائه فى الدورى الإنجليزي، فى الوقت الذى ينتقد فيه مدرب مصرى لم يحقق سوى فوز أو اثنين فقط فى مسيرته التدريبية بدورى الدرجة الثانية، نجمنا ويتصيد له المواقف والأخطاء.
لن يتحقق التطوير المأمول فى الكرة المصرية، إلا بالنظرة العقلانية والمجردة للأحداث، والتعلم من الأخطاء والتجارب، وقبول التحديات المحلية والإقليمية والدولية، ومزاحمة المدارس المتطورة كرويا فى الفكر والخطط وطرق التنفيذ الحديثة.. فهل من مستمع؟