تنتشر المفاهيم الصحية الخاطئة فى مختلف المجتمعات حول العالم، وتتفاوت وفقًا للعادات والتقاليد والثقافات المحلية. وغالبًا ما تستمد هذه المعتقدات مصداقيتها من تداولها عبر الأجيال، مما يجعلها تبدو وكأنها حقائق مثبتة، حتى وإن كانت تتعارض مع الثوابت العلمية وأسس الطب الحديث.
فى بعض المجتمعات الهندية، هناك اعتقاد بأن شرب بول البقر يمكن أن يشفى من أمراض مثل السرطان والسكري، وهو نفس الاعتقاد السائد لدى بعض المجتمعات بشأن بول الإبل. وفى بعض القبائل الأفريقية، يظن البعض أن الزواج من فتاة عذراء قد يكون علاجًا لمرضى نقص المناعة المكتسبة (الإيدز)، بينما يعتقد كثيرون فى روسيا أن تناول الفودكا يقى من نزلات البرد والإنفلونزا. أما فى بعض دول الكاريبي، فهناك اعتقاد بأن تناول الحليب مع الموز قد يكون سامًا ويؤدى إلى الوفاة.
تنتشر فى مصر أيضا العديد من المعتقدات الخاطئة المتوارثة، خاصة فى المجتمعات الريفية، ومنها الاعتقاد بأن شرب اللبن بعد تناول السمك مضر بالصحة، أو أن آلام الأرجل وتورمها سببها «الأملاح»، رغم أن الطب لا يعترف بهذا المصطلح بشكل دقيق. ومن المعتقدات الشائعة أيضًا أن ظهور البروتين فى البول أثناء الحمل، ويقال عنه بـ»الزلال»، ينتج عن تناول البيض، فى حين أن هذه الحالة ترتبط بمرض تسمم الحمل.
هناك كذلك اعتقاد خاطئ بأن دم الحيض هو «دم فاسد» يتخلص منه الجسم شهريًا، مما يجعل بعض النساء يعتقدن أن غزارة الطمث أمر صحي، بينما يؤدى ذلك فى الواقع إلى الأنيميا.. والعجيب هنا أن هذه المعلومة راسخة لدى بعض الأطباء والصيادلة كما نشاهد فى الدورات التدريبية.. وكانت موجودة فى كتاب الوزارة وتم تصحيحها.. كما يعتقد البعض أن استحمام الفتيات أثناء فترة الحيض قد يؤدى إلى العقم أو تساقط الشعر، أو أن ممارسة الرياضة وتناول المشروبات الباردة أثناء الحيض أمر ضار، ومن الشائع أيضا القول بإن الفتاة الحائض قد تسبب إنقطاع حليب الثدى إذا زارت إمرأة مرضعه ويقال «أنها كبستها» . كل ذلك معتقدات ليس لها أى أساس علمي
أما فيما يتعلق بالأنيميا، فهناك اعتقاد بأنها تصيب الفتيات النحيفات فقط، وأنه يمكن علاجها بتناول العسل الأسود أو البنجر، رغم أن هذه الأطعمة تحتوى على كميات ضئيلة من الحديد لا يستفيد منها الجسم والذى لايمتص الحديد الموجود فى المصادر النباتية مقارنة بالمصادر الحيوانية.
وتُشكل المفاهيم المغلوطة حول وسائل منع الحمل تحديًا كبيرًا، حيث تؤدى إلى تخوف بعض النساء من استخدامها، مما يؤثر سلبًا على جهود الدولة فى الحد من المشكلة السكانية وبرنامج تنظيم الأسرة. من هذه المعتقدات أن حبوب منع الحمل تسبب العقم بعد التوقف عن تناولها، رغم أن الحمل يمكن أن يحدث مباشرة بعد التوقف عنها. كما يظن البعض أن هذه الحبوب تؤدى إلى احتباس السوائل وزيادة الوزن، فى حين أن الهرمونات الحديثة المستخدمة فى حبوب منع الحمل جعلت هذا التأثير نادر الحدوث.أما الادعاءات بأن حبوب منع الحمل تزيد من خطر الإصابة بالسرطان، فقد أثبتت الدراسات أن هذه الحبوب تحمى من أورام وسرطان المبيض وكذلك سرطان بطانة الرحم، وليس لها علاقة مباشرة بسرطان الثدي. وبالمثل، فإن الاعتقاد بأن اللولب قد «يسرح» خارج الرحم هو مجرد خرافة لا تستند إلى أى دليل طبي.
من الضرورى التصدى بجدية لهذه المعتقدات المغلوطة حول وسائل منع الحمل.. والتى تعمدت بعض الجهات فى ترويجها فى فترة ما.. لابد من دراستها والتعرف عليها.