تأثرت كثيراً وأنا أستمع لمآسى المصابين وأحوال عائلاتهم.. خلال زيارتى لمستشفى العريش
إسرائيل.. تتعمد إذلال المدنيين بالقطاع ومنع دخول الشاحنات الإغاثية
دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، أمس إلى سرعة التوصل إلى وقف لإطلاق نار فى قطاع غزة، وضرورة سماح إسرائيل بدخول شاحنات المساعدات المكدسة على الجانب المصرى من الحدود مع القطاع.
ووصل جوتيريش إلى مدينة العريش قادماً من القاهرة يرافقه وزير الصحة المصرى د. خالد عبد الغفار، خلال الجولة التى زار خلالها المصابين الفلسطينيين فى مستشفى العريش العام، وتفقد شاحنات المساعدات أمام معبر رفح البري، كما التقى عددًا من العاملين فى المجال الإنسانى فى الجانب المصرى من المعبر.
فى تصريحات للصحفيين، ثمن أمين عام الأمم المتحدة الجهود التى تقوم بها مصر فى استقبال المصابين الفلسطينيين وإدخال المساعدات الإغاثية إلى قطاع غزة.
أشاد الأمين العام للأمم المتحدة بدور الدولة المصرية والشعب فى التضامن مع الفلسطينيين.
قال جوتيريش، خلال مؤتمر صحفى عقده أمام معبر رفح، «أتيت هذا العام فى شهر رمضان إلى معبر رفح لمشاركة المعاناة مع الفلسطينيين فى قطاع غزة لإزالة المعوقات وتسهيل حياتهم، مضيفًا أنه التقى المدنيين المصابين وعائلاتهم فى المستشفى فى العريش وتأثرت بقصصهم وخبراتهم وكل الصعاب التى عانوها.
جدد الأمين العام للأمم المتحدة تأكيده على عدم وجود تبرير لهجمات حماس فى 7 أكتوبر ولا للعقاب الجماعى للشعب الفلسطينى من جانب إسرائيل، مضيفا أن الوقت الحالى هو الوقت المناسب لعمل وقف إنسانى لإطلاق النار.
أضاف جوتيريش أن الأطفال والنساء والكبار داخل قطاع غزة عالقون فى كابوس لا ينتهي، مشيراً أن الفلسطينيين يشاهدون معاناة مستمرة منذ عدة شهور فى قطاع غزة كما أنهم يقضون شهر رمضان تحت قصف الجيش الإسرائيلى المستمر، بالإضافة إلى أن المساعدات الإنسانية لا تزال معلقة.
قال الأمين العام للأمم المتحدة، إن العالم يرى قهر الشعب الفلسطينى من خلال تراكم شاحنات المساعدات فى معبر رفح، ومنع دخولها من قبل إسرائيل، مضيفا أن أى تطورات فى الأوضاع ستؤدى إلى تدهور الوضع للمدنيين من الشعب الفلسطينى وللأسرى ولكل شعوب المنطقة.
أضاف جوتيريش: أن «الوقت قد حان لوقف فورى لإطلاق النار، وأن تلتزم دولة الاحتلال الإسرائيلى بالقانون الإنسانى والقيم الرمضانية، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وهو أيضا وقت الإفراج عن الأسرى المحتجزين.
من جانبه، قال محافظ شمال سيناء اللواء محمد عبدالفضيل شوشة، خلال استقباله جوتيريش، إن هناك جهوداً مصرية كبيرة لوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بالتعاون مع عدد من الدول، مشيراً إلى أن هناك توجيهات بتقديم كافة التسهيلات للفلسطينيين.
أضاف المحافظ أن إسرائيل تقوم بعرقلة إدخال المساعدات إلى غزة، عبر الإجراءات التى تتبعها فى هذا الشأن، أشار إلى وجود نحو 7 آلاف شاحنة بشمال سيناء، تحمل مئات الآلاف من أطنان المساعدات الإغاثية والإنسانية لصالح قطاع غزة.
تأتى زيارة جوتيريش فى الوقت الذى تهدد فيه إسرائيل بشن عملية عسكرية كبيرة فى مدينة رفح جنوب قطاع غزة، على الحدود مع مصر، رغم مناشدات دولية للحيلولة دون القيام بمثل هذا الهجوم.
ويلوذ غالبية سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة بمحيط رفح. وعلى الرغم من أن الظروف أسوأ فى شمال القطاع، فإن محنة المدنيين فى جميع أنحاء القطاع تفاقمت بشكل حاد فى ظل استمرار الصراع.
مع تراجع الآمال فى التوصل إلى هدنة خلال شهر رمضان وتزايد الوضع الإنسانى فى غزة سوءاً، تسعى الولايات المتحدة ودول أخرى إلى استخدام عمليات الإسقاط الجوى والسفن لتوصيل المزيد من مواد الإغاثة.
لكن الوكالات الإنسانية تقول إنه لم تدخل غزة سوى خُمس كمية الإمدادات المطلوبة تقريباً، وأوضحت أن الطريقة الوحيدة لتلبية الاحتياجات فى القطاع الساحلى هى تسريع عمليات التسليم عن طريق البر.
قال رئيس الهلال الأحمر بشمال سيناء خالد زايد، فى بيان، إن 163 شاحنة مساعدات و8 شاحنات وقود دخلت إلى قطاع غزة من معبرى رفح وكرم أبو سالم، وتسلمتها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) والهلال الأحمر الفلسطيني.
أضاف زايد أنه تم تجهيز 170 شاحنة مساعدات وإرسالها إلى معبر العوجة، تمهيداً لإنهاء إجراءات التفتيش ودخولها إلى القطاع، مشيراً إلى عبور 42 مصاباً فلسطينياً، يرافقهم 38 من أقاربهم، معبر رفح إلى الجانب المصري، وجار نقلهم إلى مستشفيات شمال سيناء.