وساويرس وجامعة طنطا..! ونهلة رمضان.. وسيدنا يوسف
نحن نعيش فى زمن غريب وعجيب يعود بنا إلى قانون وشريعة الغاب حيث لا صوت للعقل أو الضمير أو الرحمة أو المبادىء الإنسانية حيث العالم قد أصبح يتصرف بطريقة «ودن من طين وأخرى من عجين».. والكل يتجاهل الأزمات ويعمل على ترحيلها وإبعادها عنه وتصديرها لغيره!!
والعالم لم يعلق ولم يستنكر ولم يشجب ولم يندد ما قاله نائب رئيس الكنيست الإسرائيلى قبل عدة أيام من مطالبته ودعوته لقتل كافة الرجال البالغين فى غزة، معتبرًا أن إسرائيل تتعامل مع سكان غزة بشكل متسامح أكثر من اللازم «أنهم (الفلسطينيون بغزة) منبوذون ولا أحد فى العالم يريدهم يجب فصل الأطفال والنساء وتصفية البالغين»..!
وليست هذه هى المرة الأولى التى يطلق فيها مسئولون إسرائيليون تصريحات من هذا النوع تدعو إلى القتل الجماعى للفلسطينيين فمن قبل دعا وزير المالية الإسرائيلى إلى قتل كل الأسرى الفلسطينيين فى السجون الإسرائيلية والحاخام إلياهو مالى دعا أيضا إلى قتلهم والقوات الإسرائيلية فى هجومها على قطاع غزة كانت تقتل وتدمر فى عقاب جماعى امتد إلى حرب للإبادة.
ويأتى بعد ذلك من يتحدثون عن عقاب الضحايا بدلاً من عقاب القاتل!! ويأتى بعد ذلك من يحاول ابعاد الأنظار عن الذين ارتكبوا جرائم الإبادة والتدمير بالحديث عن التخلص من الضحايا بتهجيرهم بحجة البحث عن مكان وحياة أفضل لهم..!
نحن فى الزمن الصعب.. ولا صوت للضعفاء.. وعندما وقفنا وقفة واحدة قلنا فيها.. لا للتهجير.. لا لتصفية القضية.. لا للمشاركة فى ظلم شعب احترمنا العالم وبدأ يستمع إلينا.. ولعله يكون درسًا فى أن يكون هناك عروبة وأن يكون هناك عرب..!
> > >
ونعود لحواراتنا الداخلية.. والملياردير نجيب ساويرس الذى ذهب يتحدث فى صالون «احسان عبدالقدوس» ومن حقه أن يتحدث وأن يكون المال هو اللسان لمن أراد فصاحة فمن عنده الذهب إليه الناس قد ذهبوا.. ومن ليس عنده الفضة ترى الناس عنه قد انفضوا..!!
وساويرس تحدث عن تبرعه بمبلغ مليار ونصف المليار جنيه للجامعة الأمريكية بالقاهرة وهو أمر لا غبار عليه.. فالجامعة الأمريكية تخدم طلابًا مصريين وهى جامعة وطنية خالصة.. ولكن عندما يخلط ساويرس الجد بالهزل ويتحدث ساخرًا عن جامعة حكومية مصرية تؤدى رسالة علمية خالصة لعشرات الآلاف من طلاب محافظات الدلتا وهى جامعة طنطا فإن هذه ملاحظة يجب أن نتوقف عندها كثيرًا فقد قال ساويرس «أريد التبرع لاسم والدى بأفضل شىء ولما أحط اسم والدى هيكون على جامعة طنطا مثلاً؟ لازم يكون على اسم جامعة تستاهل لأن والدى اعظم شىء فى حياتى»..!
وساويرس أصبح يقدم لنا نصائحه الخالدة من فوق الجبل يسخر بذلك من جامعة طنطا فى عبارة لم يكن لها محل من الإعراب.. فمن حقه أن يتحدث عن تبرعه وعن تخليد اسم والده وهو أمر نقدره كثيرًا ونريد أن يتبعه الآخرون فى ذلك.. ولكن حديثه عن جامعة طنطا يجب أن يتسم بقدر كبير من التقدير لجامعة تتضمن واحدًا من أكبر المستشفيات الجامعية التى تخدم ملايين البشر فى المحافظات.. وجامعة من الجامعات التى تمثل الطريق إلى الحياة لآلاف الطلاب.. جامعة حكومية يتعلم فيها الطلاب بمصروفات مالية متواضعة.. وهم من أبناء مصر الذين يحفرون فى الصخر بأظافرهم لطلب العلم.
> > >
وتألمت كثيرًا من معاناة بطلة مصر والعالم فى رفع الأثقال نهلة رمضان فابنة الإسكندرية التى رفعت اسم مصر وحملت علم مصر تعانى من نفس مرض اللاعب «مؤمن سليمان» وهو المتعلق بضمور فى العضلات وتخضع للعلاج فى مستشفى جامعى بالإسكندرية.
وابنة مصر.. ابنتنا جمعيًا.. البطلة التى ادخلت الفرحة فى قلوبنا عندما فازت بالذهبية فى بطولة العالم لرفع الاثقال لا يجب أن تكون وحيدة فى مرضها.. والموقف الإنسانى المشرف الذى وقفه الجميع مع لاعب كرة القدم مؤمن سليمان هو نفس ما يجب أن يكون عليه الحال مع نهلة.. ونهلة لن تسير وحدها.. ولا وحيدة.. تستحق كل الرعاية والاهتمام.
> > >
ويقول الإعلامى عمرو أديب إن «فيه ناس باعت الجاموسة اللى حيلتها واتنصب عليها من منصة FBC للاستثمار..!
ورغم أننا مع ضرورة حصول الناس على حقوقهم.. وملاحقة الشركة التى نصبت على الناس.. ولكن الذين يبيعون «جاموستهم» للاستثمار عبر منصة الكترونية مجهولة لا يستحقون التعاطف معهم.. جاموسة فى اليد أفضل من مليون عصفور على الشجرة..! حد يفرط هذه الأيام فى جاموسته.. دى ثروة..!
> > >
وناس من نوع آخر.. ناس بتلعب بالملايين لعب.. ناس عندها المليون مجرد رقم بسيط لا يعنى الكثير.. والناس دى ذهبت لشراء رقم لسيارة فى مزايدة على الرقم وصلت إلى 2.2 مليون جنيه للحصول على «البرستيج» بالرقم المميز الذى سيوضع على السيارة ليعكس ثراء وأهمية صاحبها..!! واللى معاه فلوس محيراه يجيب حمام ويطيره..!!
> > >
والبرد ينتقم منا هذه الأيام.. نحن سكان المدن الجديدة لم نعد نخرج من الجحور.. نحن نعيش فترة البيات الشتوى بكل معانيها..!
> > >
وأعيد التذكير بأجمل ما كتب عن دروس ومعانى مستوحاة من قصة سيدنا يوسف وما تعلمناه منها.. «شكرًا لسيدنا يوسف» من قصتك تعلمت أن بعض الناس يكرهوننا لمزايانا وليس لعيوبنا فقد كرهوك لأنك جميل وطيب ولا تشبههم والناس لا يريدون من يذكرهم بنقصهم!! وتعلمت أن الطعنة تأتى أحيانا من حيث لا نحتسب وأنك حين سلمت من الذئب لم تسلم من اخوتك وتعلمت ألا أقصص على الجميع كل خير وهبنى الله إياه لأن البعض عيونهم ضيقة وقلوبهم أضيق ينظرون إلى ما فى أيدى الآخرين أكثر مما ينظرون إلى ما فى أيديهم.
> > >
وأخيرًا:
> الحياة بذكرياتها الجميلة تجعلنا نستنشق حب من يعز علينا.
> وتحية لكل الأرواح التى تبعث فى قلوبنا الحياة وتحية للقلوب التى زرعت فى نفوسنا السعادة.
> ومن لطف الله بك أنه يلهمك الدعاء عند همك فتهدأ نفسك وتطمئن حيرتك وتمتلىء روحك باليقين والأمل.