«عطاء».. معايير عالمية لضمان جودة الخدمة
ياسين ونورين.. تفوق دراسى وبطولات فى السباحة والتنس
فريدة.. تحصد ذهبية كأس مصر
المغربى.. ثالث العالم فى الكاراتيه
أصحاب الهمم احد اهم التحديات التى كانت تواجه الدولة حيث ظلت هذه الفئة مهمشة ومهملة سنوات قبل تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى مقاليد الحكم وكان من اهم المعوقات التى واجهت الدولة هو كيفية تغيير نظرة المجتمع للتعامل مع هذه الفئة على أنها شكل من أشكال التنوع الإنسانى وليس عقبة فى طريق التقدم وكان الاحتفال السنوى لـ «قادرون باختلاف» خير صورة ترسم لهؤلاء المتميزين الطريق نحو دمجهم فى الحياة العامة وتحولهم من التهميش الى التمكين وتذليل العقبات والصعاب التى تقف حائلًا أمامهم وتحقيق الأهداف المرجوة فى مجال دعم وحماية وتعزيز حقوقهم وتحسين قدراتهم والحد من أوجه الاختلاف.
وقد أولت الدولة خلال العشر سنوات الأخيرة اهتماما كبيرا بفئة ذوى الهمم والتى شهدت رعاية شاملة فى كافة المحاور سواء التعليم أو الصحة أو دمجهم فى الحياة الاجتماعية وإعطاؤهم كل الحقوق التى نص عليها الدستور وذلك من خلال بيئة تشريعية ومؤسسية داعمة وكانت البداية مع اطلاق المبادرة الرئاسية لدمج وتمكين متحدى الإعاقة ، ثم إنشاء المجلس القومى لشؤون الإعاقة و تأسيس صندوق «عطـاء» لتقديم الدعم المادى لهم ووضع معايير لضمان جودة الخدمات المقدمة لهـم بكافـة المنشآت الحكومية والسكنية مع دعـم مراكـز اكتشـاف ورعاية الموهوبين رياضيا من القادرين باختلاف وتحسين الفـرص التعليمية المقدمة لهم وتحقيق الدمج التعليمى من خلال خطوات جادة اهمها إصدار قانون حقوق الأشخاص ذوى الهمم رقم 10 لسنة 2018 والذى يهدف إلى حمايتهم وتمتعهم بجميع حقوق الإنسان ومن بينها الحق فى التعليم على قدم المساواة مع الآخرين مع إعلان رئيس الجمهورية عام 2018 عاما لذوى الإعاقة.
كما عملت الدولة على دمج ذوى الهمم فى الحياة المجتمعية من خلال مكاتب التأهيل الإجتماعية المنتشرة على كافة أنحاء الجمهورية بالاضافة الى اطلاق المشروع القومى لإنشاء منظومة موحدة لإنتاج الأطراف الصناعية والأجهزة التعويضية.
وقصص متحدى الإعاقة واقعية وملهمة تظهر التحدى والعزيمة وقوة الإيمان لقادرون باختلاف وهى دليل عملى عما شهدته الدولة فى الآونة الأخيرة من تقدم ملحوظ فى مجال دعم وتمكين الأشخاص ذوى الهمم نتيجة للإرادة السياسية الداعمة والمساندة التى سعت إلى خلق مساحة ومناخ ملائم لتضافر جهود كل شرائح المجتمع من مؤسسات أكاديمية وتشريعية لدعم أصحاب الهمم والقدرات الخاصة باعتبارهم جزءا رئيسا من قوة العمل ومكونا مهما للثروة البشرية الهائلة التى يتمتع بها المجتمع وتسعى الدولة لتعظيم الاستفادة منها فى إطار التوجه الأوسع بالاستثمار فى البشر ليبدأ عصر جديد من الاهتمام والحماية للفئات الأولى بالرعاية و منه الأشخاص ذوو الاحتياجات الخاصة حيث تم توجيه استثمارات عامة لخدمتهم تقدر بمليار جنيه خلال عامين وتستحوذ وزارة الشباب والرياضة على النصيب الأكبر من هذه الاستثمارات تليها وزارة التربية والتعليم لتظهر العديد من النماذج المتميزة علميا ورياضيا وفى مختلف المجالات.
بنظرة يملؤها الرضا والتصالح مع النفس تحدثت سهر عبد العليم قائلة : الإعاقة الحقيقية فى الفكر وليست فى الجسد ولدينا الدليل فى العديد من النماذج الشهيرة من ذوى الهمم الذين استطاعوا بالصبر والتحدى أن يصنعوا من إعاقتهم نافذة تطل بهم نحو المستقبل ليحققوا أحلامهم ويحولوا نظرات الشفقة إلى الانبهار وقد كان الدكتور طه حسين ملهمى فى طريقى الطويل مع ابنى محمد والذى يعانى ايضا من من ضعف شديد بالابصار ومن أول يوم وانا احارب حتى استطيع الوصول به الى اعظم المناصب وبالفعل كان من المتفوقين فى جميع المراحل التعليمية وصولا بالثانوية العامة وجاءت الصدمة بعدم استطاعتنا دخول أى كلية عملية لنلتحق بعدها بكلية التربية قسم علم نفس ونجح ابنى فى استكمال دراسته وحاليا يقوم بدراسة الماجستير بالدراسات العليا ويسعى للحصول على منحة للدراسة فى الخارج.
من أبرز النماذج المشرفة كانت إسراء التى كانت مثالا يحتذى به فى التحدى ودعم ابنائها بكل قوة وارادة ليثبت دائما ان بالسعى تتحقق الآمال فقد رزقها الله فى اول زواجها وهى فى العشرين من عمرها بابنها الاول ياسين من مصابى متلازمة داون ورغم الصدمة الا انها قابلتها بكل عزم ورضا وفى حملها الثانى بطفلتها نورين نصحها الاطباء باجراء الفحوصات اللازمة فى الاشهر الاولى تحسبا لوقوع طفرة جينية اخرى ولكن تأتى الطفلة بنفس المتلازمة وتبدأ رحلتها فى التأهيل والتدخل المبكر والعلاج الطبيعى وتنمية المهارات حيث كانت تقضى يومها بالكامل بين مراكز التاهيل مما اهل اطفالها للالتحاق كاطفال دمج بالمدارس العادية بل ويتفوقون فى دراستهم ويمارسون اكثر من رياضة السباحة والكاراتيه والتنس الارضى واستطاعت الأم ان تجعل من المحنة منحة ومدعاة للفخر ونجاحاً للتحدى وقهر للمستحيل.
أما مروة البكرى فهى والدة البطلة فريدة مصطفى من مصابى متلازمة داون وهى طالبة فى الصف السادس الابتدائى ورغم صغر سنها الا انها استطاعت تحقيق حلم والدتها والتى حاربت من أجله فرغم الدمج الرسمى الذى حققته القيادة السياسية يأبى أن يتقبل المجتمع هؤلاء الذين لا ذنب لهم ويحملون أسرهم ما لا طاقة لهم به ولكن ما حققته فريدة من نجاحات جاء ليخرس المتنمرين ويثلج قلب والدتها فقد حصلت على ميدالية فضية وبرونزية وفى كأس مصرحققت برونزية وذهبية ومركزاً اول فى الاولمبياد.
ومن عشاق رياضة السباحة تتحدث والدة الطفل ياسين المغربى 15 عاماً طالب بالصف الثالث الاعدادى قائلة: كانت البداية عندما لاحظت تأخر استجابة ابنى لبعض الأوامر التى توجه اليه مما اثار داخلى العديد من التساؤلات وجعلنى ابحث له عن طبيب متخصص حتى تم تشخيص حالته بانه من ذوى الاعاقات الفكرية تأخر عقلى وصعوبات تعلم ولكن ومن لطف الله كانت لديه قدرات فائقة فى الرياضة والتى كان يعشقها ولا يفارق التمرين ليل نهار حتى استطاع الحصول على العديد من الميداليات منها ثالث كاس مصر وثانى الجمهورية سباحة وحصل على الحزام البنى وثالث اولمبياد العالم فى رياضة الكاراتيه وعلى الرغم من ذلك مازال يبحث عن المزيد من التفوق الرياضى الذى يشبع روحه.
أما رحاب عاطف والدة الطفلة سلمى عصام وتبلغ من العمر 15 عاما فتقول ابنتى تعانى من التقزم وقد تم دمجها بالمدرسة وهى الآن بالصف الثانى الاعدادى وهى الابنه الثانيه لى وكان لديها قوة ارادة كبيرة نحو تجاهل نظرات الناس لها واحبت ابنتى رياضة السباحة وشاركت فى اكثر من بطولة والحمد الله استطاعت ان تفوز بالميدالية الذهبية فى سباق 50 متر حره والميداليه الفضية فى سباق 100 متر باك فى بطولة القاهرة.
رسالة شكر
وتقول هبة محمد، رزقت بابنى الثانى بعد ابنتى الكبرى بثلاث سنوات وهى لا تعانى من اى امراض وكنت فى الثلاثين من عمرى وزوجى كذلك وكانت شهور الحمل طبيعية جدا حتى يوم الولادة ليبلغنى الطبيب ان الطفل يجب ان يعرض على متخصصين وذهبت بالفعل لمركز البحوث ليتم تاكيد الامر بانه من مصابى متلازمة داون وكانت الصدمة لانى سنى صغير وهذه الطفرة غالبا ما تحدث فى الحمل المتأخر للسيدة وبدات رحلتى طوال 15 عاماً فى علاج وتأهيل ابنى وكانت قاسية لعدم توافر خدمات او دعم باى شكل بخلاف نظرة المجتمع التى كادت تقتلنى وهم ينظرون لى على اننى مختلة انفق اموالى هباء والاجدر ان اهتم بطفلتى السليمة لكن ومنذ حوالى 5 اعوام شعرت ان الاحوال تتبدل واستطعت الحصول على خدمات العلاج الطبيعى والتاهيل هذا بالاضافة الى جلسات التخاطب كل هذا بالمجان فى الجمعيات التابعة لوزارة التضامن.
وتضيف سعاد قناوى، ما يحدث حاليا مع ذوى الاعاقة حلم طالما حلمنا به على مدار اكثر من 20 عاماً فقد انجبت ابنتى الاولى المصابة بشلل سمعى فى الاذن اليسرى وقد كانت الصدمة كبيرة على نفسى ومع ضعف الامكانيات وقلة الخدمات كنت اعانى حتى احصل على ابسط حقوقها حتى مقياس السمع لتجديد السماعة كان يمثل لى رحلة عذاب ومع ذلك فقد كافحت حتى حصلت على دبلوم تفصيل حتى تتمكن من الاعتماد على نفسها بعد وفاتى ولو كان ما يحدث الان من خدمات يتوافر فى السابق لكانت ابنتى فى مكان اخر فقد استطاع الكشف المبكر عن القدرات السمعية عند الولادة انقاذ المئات من الاطفال هذا بخلاف ان زراعة القوقعة للاسف لم تكن موجود وحتى عندما تقدمت له الان اصبح غير مجدى بسبب عدم وجود مرادفات لغوية لديها ولكن من حسن حظى اننى استطعت الحصول على كارت الخدمات المتكاملة الذى يوفر لها العديد من الخدمات المجانية ومن هنا احب ان اوجه رسالة تفاؤل لبعض الامهات ممن قدر لهم هذا الاختبار الصعب انتم فى العصر الذهبى لذوى الهمم.