- تعليم حرفة «السدو» بمدارس الكويت منذ 2012.. وعرضنا التجربة الناجحة أمام «اليونسكو»
- النسيج التقليدي إرث عريق يمكن تطويره في صناعة مفروشات مبتكرة وقطع فنية حديثة
شهد مهرجان “يوم البحّار” التراثي لعام 2025 بدولة الكويت، التي اختتمت فعالياته مؤخرًا، عرض الكثير من الحرف اليدوية والصناعات التراثية الكويتية، ومنها النسيج التقليدي الكويتي، والمعروف باسم “السدو”.
وخلال فعاليات المهرجان التقت “الجمهورية” مع مدربة النسيج التقليدي الكويتي، وموجهة التربية الفنية بوزارة التربية الكويتية، أميمة إبراهيم خليل مال الله، والتي أكدت أهمية الحرف التراثية والصناعات التقليدية، وأن التراث يعكس هوية وتاريخ وأصالة الشعوب، وأن المحافظة عليه واجب ومسؤولية لنقله للأجيال القادمة.
تعليم نسيج “السدو” بمدارس الكويت
أوضحت أميمة مال الله، وهي عضوة في جمعية النسيج الحرفية الكويتية، أنها تعلمت حرفة النسيج التقليدي “السدو” منذ بداية التعاون بين وزارة التربية والجمعية بهدف إدخال مادة النسيج التراثي في المناهج التعليمية، حيث تم إدراجها في مجال التربية الفنية بالصف الثامن “المرحلة الإعدادية”، منذ عام 2012، مضيفة إنه تم تأهيلها عن طريق “ناسجات” من البادية، واللائي ينقلن الحرفة للمتدربات بكافة تفاصيلها، وأنه بعد اكتسابها الخبرة اللازمة تقوم حاليا بتدريب الطلاب في المدارس، والراغبين في تعلم تلك الحرفة التراثية العريقة.
عرض التجربة الكويتية أمام اليونسكو
قالت مال الله لـ”الجمهورية”، إن تجربة تعليم حرفة “السدو” في المدارس الكويتية حققت نجاحا كبيرًا، وأن تلك التجربة الناجحة تم عرضها خلال العام الماضي 2024 في مؤتمر بمنظمة اليونسكو في باريس، حيث تم إقامة معرض بمقر المنظمة يضم أعمال الطلاب الكويتيين من نسيج السدو، وأيضًا تم عرض فيديو لشرح طريقة تدريب الطلاب داخل المدارس، كما أنها نفذت ورشة عمل قامت خلالها بنسج شعار اليونسكو أمام المشاركين بالمؤتمر.
التعريف بالحرف التراثية الكويتية
أوضحت أميمة مال الله، وهي حاصلة على ماجستير من كلية التربية الفنية بجامعة حلوان بالقاهرة، أن الجمعية حريصة على عرض النسيج التقليدي الكويتي في المعارض والملتقيات خارج دولة الكويت من خلال عرض نماذج في المتاحف، وأيضًا في السفارات الكويتية بدول العالم، وذلك للتعريف بالتراث والحرف التقليدية الكويتية.
تراث عريق وصناعات مبتكرة
أشارت إلى أن نسيج السدو يصنع من الصوف الطبيعي، وكان يمثل في السابق حاجة أساسية للمحافظة على حياة الإنسان، فكان البدو في الصحراء يستخدمونه في صناعة الخيام والسواتر داخل الخيام والمفروشات، وأن تلك المنسوجات كان تحمي الإنسان من الحر والبرد، لافتة إلى أن السدو الآن أصبح من الكماليات، حيث يستخدم النسيج كديكور، مثل المفروشات المختلفة، والقطع الفنية التي تعلق على الحوائط، لافتة إلى أنه تم خلال هذا العام إنشاء أول مصنع للصوف الطبيعي في الكويت بمنطقة الشويخ.
الحفاظ على الحرف التراثية
وعن مشاركتها بمهرجان يوم البحار لعام 2025، أكدت أن المشاركة تهدف للتعريف بثقافة النسيج، وجذب أفراد المجتمع لتعلم هذه الحرفة التراثية المهمة، من أجل الحفاظ عليها، خاصة الشباب وطلاب المدارس، مؤكدة أن المتدربين يدرسون الحرفة على الأسس المتعارف عليها، ثم يمكنهم تطوير تلك الحرفة، والانطلاق إلى أعمال مبتكرة حديثة.
مهرجان يوم البحّار
كانت قرية يوم البحّار التراثية على شاطئ الخليج العربي بدولة الكويت، قد شهدت فعاليات مهرجان يوم البحّار، والذي أقيم تحت رعاية وزير الإعلام والثقافة وزير الدولة لشؤون الشباب الكويتي عبدالرحمن المطيري، خلال الفترة من 13- 17 فبراير 2025، وحضره عدد من السفراء العرب والأجانب، وذلك ضمن الاحتفالات باختيار “الكويت عاصمة الثقافة والإعلام العربي 2025″، وفي ختام فعاليات مهرجان القرين الثقافي في دورته الثلاثين، والتي أقيمت خلال الفترة من 3- 12 فبراير الجاري.

أميمة مال الله تعرض قطعًا من نسيج “السدو” التقليدي الكويتي بمهرجان يوم البحَّار التراثي