الخطر الحقيقى الذى يهدد أى دولة وينذر بسهولة إسقاطها، يتواجد فى داخلها خاصة عدم إدراك قيمة التماسك والاصطفاف، والوعى الحقيقى، وضرورة الاستثمار فى التنوع بدلاً من أن تكون مصدرًا للهدم والفوضى والفتن يمكن أن يكون بسهولة طاقة رضا منه للقوة والقدرة وصلابة الدولة فى مواجهة التحديات والتهديدات إذا انتبه القائمون عليها إلى أهمية بناء الدولة الوطنية ومؤسساتها، والتمسك بدولة القانون والمؤسسات التى تحتكم فقط للمواطنة لا غيرها، فلا تمييز أو تفرقة فيها وجميع مواطنيها متساوون فى الحقوق والواجبات وهى ذات الخلطة المصرية العبقرية التى ضمنت لهذا الوطن البقاء والخلود، فمصر بجميع أبنائها وبالتالى اغلقت مصر بالضبة والمفتاح أبواب الفتن، ورياح الفرقة والانقسام التى تهب دائمًا من قوى الشر والذين يعملون على تأجيج نيران الفتن من خلال استغلال التنوع والتعدد ولكن بشكل سيىء وكارثى، فى حال غفلة الدولة المستهدفة وعدم انتباهها لأهمية انصهار جميع فئات الشعب واطيافه فى بوتقة الدولة الوطنية ومؤسساتها.
الحقيقية إن «مصر ــ السيسى» نموذج عظيم للدولة الوطنية، واصطفاف وتماسك شعبها خاصة أنها تركز على مبادىء لا تحيد عنها فى المساواة والعدالة والمواطنة وعدم التمييز وتكافؤ الفرص، وباتت مثلاً يحتذى به فى دول العالم، وهو سر أسرار قدرتها على مواجهة التحديات والمخططات والتهديدات وعبورها للمحن والشدائد، لأننا فى النهاية أمام شعب على قلب رجل واحد، لأنه يدرك أن هناك خطرًا على هذا الوطن وثوابته وقيمه وأرضه وحدوده وهويته وحضارته وسيادته ينتفض مثل المارد ويكشف عن صلابة نادرة تستطيع أن تتصدى لكل التحديات والتهديدات لن أذهب بعيدًا، أو نحو الفوضى، وقراءة صفحات التاريخ، لعرض ما واجه مصر من حملات استعمارية واطماع واحتلال، ومؤامرات ومخططات وحروب، فيكفينا ما شهدته هذه البلاد العظيمة من يناير 2011 من كافة صنوف وأنواع الشر، فمن لا يعرف مصر ويدرك حجم ما تعرضت له، يقول مستحيل أن تنجو هذه الدولة من تهديدات وتحديات وأزمات متلاحقة خاصة طوفان الفوضى، والانفلات والإرهاب الذى انطلق منذ يناير 2011 وحتى رحيل جماعة الإخوان الإرهابية، والقضاء على إرهابها فى ملحمة وطنية لا تقوى عليها إلا دولة عظيمة فى حجم مصر لذلك علينا أن نقرأ فى صفحات 14 عامًا مرت على مصر، شهدت فيها تحديات وتهديدات ومخاطر ومخططات ومؤامرات، وحملات مسعورة، وحصارًا ومساومات وابتزازًا لا يمكن أن يتوقعة عقل بشر أن تنجو منها مصر ولم تحدث فى أى دولة أخرى، أن تواجه هذا الحجم الهائل من الخطر الداهم، لكن برعاية الله وحفظه لمصر وانه سخر لها قادة شرفاء ومنحهم الحكمة والرؤية والبصيرة للعبور بها إلى بر الأمان.
دفتر أحوال الدولة المصرية خلال الـ14 عامًا الأخيرة حافل بتحديات قاسية، وتهديدات غير مسبوقة، وأتوقف أمام عبارة الرئيس عبدالفتاح السيسى عندما خاطب المصريين «أنتو نسيتوا أن مصر هى الدولة الوحيدة التى نجت» لذلك ربما من الأفضل أن تحاول تصنع دفتر أحوال مصر خلال 14 عامًا لنرى العجب، وكيف تحققت المعجزة فى نجاة مصر من الضياع والسقوط ليس هذا فحسب بل كيف اعتلت مصاف القوة والقدرة بعد أن عبرت وأجهضت جميع سيناريوهات الشيطان التى طبقها لاسقاط وتدمير الدول.
> مصر عبرت مخطط ومؤامرة الفوضى والانقلات فى يناير 2011 والتى حاولت قوى الشر من خلالها تدمير مصر، وأن لا تقوم لها قائمة وانتزاع قوتها، واضعاف قدراتها لتصبح مستباحة ومستكينة، تشيع فيها الفوضى، دولة بلا أنياب أو قل شبه دولة، وكان مطلوبًا الوقيعة بين جيشها وشعبها، إلا أن هذه المحاولات باءت بالفشل خاصة لأن العلاقة بين جيش وشعب مصر أقوى من أى مؤامرة فالقوات المسلحة هى قدس الاقداس تسكن قلوب المصريين، لذلك نجت مصر وهى الوحيدة التى عبرت هذا المخطط، لكن بطبيعة الحال كانت هناك تكلفة وخسائر ودفعت ثمنًا من اقتصادها وأمنها، وأرواح الشهداء من خيرة أبنائها.
> لك أن تتخيل أن يصل تنظيم إرهابى مدعوم من الخارج من أعداء مصر إلى الحكم وهى كارثة بكل المقاييس، لكن مع مصر وشعبها لا تخشى ولا تخاف على هذا الوطن، فسرعان ما استعاد المصريون وعيهم،، وادركوا أنهم أمام جماعة إرهابية عميلة جاءت لتنفيذ مخططات «صهيو ــ أمريكية» وتحريف هوية الوطن والشعب وأمنه وحدوده وأرضه، والتنكيل بشعبه، انتفض المصريون وخرجوا بالملايين واطلقوا النداء التاريخى لجيشهم العظيم، واجيشاه لم يدر هذا الجيش العظيم وقائده التاريخى ظهره للشعب، بل لبى النداء وحمى إرادة المصريين ودافع عنهم، وافتداهم فى مواجهة إرهاب جماعة الإخوان بعد أن اطلقوا هجمة إرهابية نجح أبطال والشرطة فى القضاء على الإرهاب وتطهير البلاد من دنسه، وهناك دول كبرى لم تنجح فى محاربة الإرهاب لأكثر من 20 عامًا ومازالت إلا أن مصر لديها خير أجناد الأرض وقدمت مصر أغلى وأعز الرجال كشهداء أبرار خلال الحرب على الإرهاب.
> أيضا واجهت مصر حروبًا من كل نوع، سواء التقارير المفبركة والمسيسة، لتشويه حقوق الإنسان فى مصر، رغم أنها تتفوق على دول الغرب التى أثبتت التجارب الأخيرة وما حدث من صمت مخزى على حرب الإبادة فى غزة أن الغرب يتأمر ويمارس الابتزاز السياسى بحقوق الإنسان وأن بعض المنظمات تتلقى رشاوى من أجل صياغة هذه التقارير ليس هذا فحسب بل بعض وسائل الإعلام المرتبطة بأجهزة مخابرات دولها تعادى مصر لا تتوقف عن نشر وبث الأكاذيب والأباطيل والتضليل، تعتبر أن القتلة والإرهابين معارضين، وتستضيفهم وتوفر لهم الملاذ الآمن، ومنابر الإفك والكذب، أيضا اختلاق وصناعة الأزمات ومحاولات ضرب الموارد الرئيسية للاقتصاد، أو ممارسة الابتزاز والمساومات على الموارد الوجودية وفى النهاية يكتشف.. أى المواطن أن هذا كله يحاك لمصر يستهدف محاولة اجبارها على تمرير مخططات على حساب أمنها القومى وثوابتها ومبادئها ومواقفها.