إنّ البيئة التعْلِيميّة التى نستطيعُ أن نمْلأها شغفًا نحو موضوع التَعلّمِ، ونُوظّفُّ من خلالها ما قد يتوافر من تِقْنياتٍ مساعدةٍ فى تحقيق الأهداف التى نُخطط لها، ونوفر فى أنشطتها مجالًا للمشاركة عبر مهمة محددة لكل متعلم، ونسْتعينُ باستراتيجيات تدْريسيّةٍ مَرِنةٍ تتناسب مع موضوع التَعلّمِ، وخصائص البيئة التعليميّة، ونهْتمُّ بتقويم خبرات التَعلّمِ بصورةٍ مُسْتدامة؛ فإنّ تلك البيئة قادرة على خلْق الإِلْهَام لدى كلٍّ من المعلم، والمتعلم على حدّ سواءٍ.
وهذا المناخُ التعليميُّ يحقق ماهية الرضا عما يقوم به طرفا العملية التعليمية بصورة مُنظّمة تقوم على الإدراك التام لطبيعة المهام المكلفين بها، وهنا نتحدث عن خواطر إيجابية من شأنها أن تساعد على عمق التعلم، بل، وتضع الفرْدَ على أعتاب الابتكار بمستوياتها المتنوعة؛ ومن ثم نستطيع أن نُلاحظَ أداءً تدريسيًا متفردًا، وأفكارًا تعليمية مُلْهِمة فى مكنونها من قِبل من نُربّى.
والإِلْهَامُ التربويُّ لا يمْنعُ ما يعرف لدينا بالمحاولة، والخطأ فى اكتساب مفرداتٍ، أو مكونات الخبرة التى نقدمها إلى المتعلم، بل يسمح للمتعلم أن يسْتفيدَ من نجاحاته عند أداء المعلم؛ حيث يتولد لديه شَغَفُ الرْغبة فى المواصلة، وهنا نتوقَّعُ أن تتبادر لديه أنماطُ الأفكار المُلْهِمة، سواءً ارتبطت بالجانب المعرفى لديه، أم المهاريّ، أم الوجدانيّ، وفى المقابل عند ما يقع فى الخطأ فإنه يستطيع إصلاح مسار تعلّمه بتواتر المزيد من الخواطر التى من شأنها أن تمكنه من إتقان المهمة التى يُكلَّفُ بها فى نهاية المطاف.
والأداءُ التدْريسيّ الذى يقوم على الإبداع من قِبل المعلم يرتبط بالطبع بفلسفة الإِلْهَامِ التربويّ؛ حيث يتفكر المعلم فى مكْنونِ ما يقدم من خبراتٍ، ويتمعّنُ فيما لدى المتعلمين من استعداداتقد تُسْهم فى اكتساب تلك الخبرات المتنوعة، وهنا يمكنه أن يحدد المدْخل المناسب للتدريس، وما يشْمله من استراتيجيات، وطرائق تناسب الموقف التعليميّ، ولا تفارقه فكرة تعزيز استجابات المتعلمين الصحيحة، وتصْويبِ الخطأ منها على الفوْر، ناهيك عن التفاعل اللفظيّ، وغير اللفظيّ، وطرائق التواصل الفكريّ المتعددة.
وأودُّ الإِشَارةُ إلى أن البيئة التعليمية التى لا يجدد فيها المعلم على مستوى تنظيم المتعلمين، وتنويع استراتيجياتهم، وطرائقهم التدريسيّة وأساليب التفاعل مع المستهدفين، وأنماط التهيئة، والتعزيز، والتغذية الراجعة، وغير ذلك من المهارات التدريسيّة اللازمة لإيصال الفكرة، وإكْساب الخبرة؛ فإن هذه البيئة توصف من وِجْهةِ نظرى بالرتيبة، وأعتقد أنها لا تخْلقُ الإِلْهَامَ التربويّ الذى نتطلع إليه فى حقولنا التعليميّة قاطبةً.
إنّ التجْديدَ يفْتحُ مساراتٍ للابتكار، ويمْنحُ المقْدرةَ على الإِلْهَام الذى أشرنا إلى توصيفه، كما أنه يتخلّصُ من عوامل الملل، وضعف شغف التعلم، والشُرُودِ الذهنيّ، والاتجاهات غير الإيجابيّة نحو المحتوى التعليميّ، والمعلم، بل، والمؤسسة التربويّة بكامل مكوناتها؛ لذا تقوم فنيّاتُ التدريس المبتكرة على هذا العامل المُهِمّ الذى يُخلّصُنا من شوائبَ قد تُعِيقُ تحقيق ماهيّة التعلم للإِتْقان فى جُمْلتِه.. ودى ومحبتى لوطنى وللجميع.