لم تكن الكلمة العفوية التى قالها وزير الطاقة السعودى الأمير عبد العزيز بن سلمان، وليدة الموقف أو مجاملة عابرة لمصر والمصريين، وإنما هى أخلاق تم ترسيخها فى وجدان كل سعودى وعربى منذ سنوات طويلة لمعرفتهم بأهمية وقدر مصر تاريخيا ومستقبلا ، الأمير السعودى قال» ألف تحية للناس الحقيقية، للناس العشرية، أصحاب أحلى نفسية» .مين فى العالم إلا فى مصر..مصر مش حاجة حلوة بس دى كلها حاجة حلوة»، وهنا أتذكر وصايا الملك عبد العزيز وهو على فراش موته لأبنائه عندما قال: «تطلعوا إلى مصر فإن قامت قمتــم وإذا وقعــت وقعتم»؛ ومن أقوال خادم الحرمين الشريفين عبدالعزيز آل سعود» «لا غنى للعرب عن مصر.. ولا غنى لمصر عن العرب»؛ وتاريخ العلاقات بين مصر والسعودية الشقيقة يشهد بمدى الترابط بين الدولتين ولن يتأثر لأى محاولة لإحداث وقيعة بين البلدين؛ فلنعود بالتاريخ إلى الخلف ونتذكر كيف طالب الملك فيصل العرب بالوقوف مع مصر بعد نكسة 1967؛ وتأمين الدعم السياسى لهم؛ وتخصيص الأموال للصمود ضد إسرائيل؛ كما وصف الملك فهد بن عبدالعزيز مصر بأنها ملء القلب والعين؛ كما جاءت إحدى التصريحات السعودية بأن أمن مصر من أمن السعودية؛ فارتباط مصر والسعودية ارتباط وثيق على مر التاريخ.
وليس ارتباطا سياسيا على مستوى رؤساء الدول فقط؛ بل ارتباط كلا الشعبين؛ فقد قرأت عن تاريخ العلاقات بين مصر والسعودية شعبا ودولة منذ القدم؛ فقد استقبل الشعب المصرى الملك عبدالعزيز فى أول زيارة له للسويس عام 1946 استقبالا حافلا مليئا بالحب والاعتزاز والتقدير والمودة والحب على ظهر يخت المحروسة.
بخلاف تأييد الملك عبدالعزيز قرار تأميم قناة السويس، حيث وضع كل إمكانات المملكة الاقتصادية والجغرافية والعسكرية فى خدمة الصراع ضد المعتدين فى العدوان الثلاثى، كما وضع إمكاناتها من البترول تحت خدمة مصر، معلنا أن البترول العربى السعودى هو للعرب وللدفاع عنهم أولاً وأخيراً.
بخلاف الموقف السعودى الشقيق بعد نكسة 1967، حيث توجه الملك فيصل بنداء إلى الزعماء العرب بضرورة الوقوف إلى جانب مصر، وتأمين الدعم السياسى لهم، وتخصيص الأموال التى تمكنهم من الصمود فى حربهم ضد إسرائيل، واستمرت المساندة السعودية لمصر حتى حرب أكتوبر 1973؛ ولن تنسى مصر موقف السعودية الشقيق خلال حرب أكتوبر وأول من التقى بالرئيس عبدالفتاح السيسى عقب توليه الحكم هو الملك عبدالله رحمه الله.. فالعلاقات بين مصر والسعودية ليست قائمة على التعاون السياسى فقط بل التعاون فى كل المجالات.
بخلاف الزيارات المتبادلة بين رؤساء الدولتين لبعضهما البعض؛ فتاريخ مصر والسعودية الثقافى والتاريخى والعسكرى يشهد على الترابط بين الدولتين ولن يتزعزع ذلك الارتباط مهما حاول البعض إحداث الوقيعة ».
آل سعود» يلتزمون حتى الآن بوصية الملك عبد الله آل سعود رحمه الله؛ وتستمر مسيرة آل سعود فى حب مصر رغم أنف كل حاقد؛ تحيا مصر والسعودية دولة وشعبا.
واختم مقالى بالدعاء للمملكة بمزيد من التقدم والرخاء للمملكة وأهلها، وأن تستمر فى تحقيق رؤيتها الطموحة 2030، التى أصبحت نموذجا يحتذى به فى التنمية والتحديث، متمنية للشعب السعودى الشقيق دوام الأمن والازدهار فى ظل قيادته الرشيدة.