هناك محطات تاريخيّة فارقة ما قبلها اختلف عما بعدها جذريا، اذكر منها فقط ما عاصرته واعيا ومتابعا باكيا أول هذه المحطات المفصلية كان فى الثانى من اغسطس 1990 عندما قامت العراق باحتلال الكويت، والتى يطلق عليها حرب الخليج الثانية وهى الحرب التى عصفت بالعمل العربى وكسرت هيبة العالم العربى ودخل العراق فى النفق المظلم.
ثانى هذه المحطات كانت أحداث 11 سبتمبر 2001
وسقوط برجى التجارة فى امريكا وما صاحب ذلك من خروج المارد الأمريكى للانتقام وتحديد محور الشر والدول المارقة وبداية عودة احتلال الدول لتأديب الجماعات المتطرفة والأنظمة الديكتاتورية.
>>>
المحطة الثالثة كانت فى التاسع من أبريل 2003 وهو تاريخ سقوط بغداد بشكل فاضح واحتلال أمريكا للعراق فى بضع أيام وتبخر الجيش العراقى قبل ان يتم حله بقرار من الحاكم الأمريكى للعراق بول بريمر ، المحطة الرابعة كانت فى الخامس والعشرين من يناير 2011
عندما وصلت احداث الربيع العربى إلى مصر ودخول أكبر دولة عربية فى نفق شديد الظلمة بعدما هبت الرياح المسمومة على شمال أفريقيا فى تونس وليبيا ثم المشرق العربى فى سوريا ولبنان ثم اليمن وما جرى لهذه الدول والشعوب التى مازالت تعانى حتى هذه اللحظة
المحطة الخامسة كانت فى السابع من أكتوبر 2023
حيث وقع هجوم حماس على إسرائيل.
>>>
ثم كان الرد الاسرائيلى غير المسبوق والذى استمرّ 15 شهراً واتسعت معه رقعة الصراع وامتد إلى لبنان واليمن وسوريا وايران وما زالت آثاره جارية امام أعيننا ولم تتح صورة مشهد النهاية بعد المحطة السادسة كانت فى العشرين من يناير 2025
وهو يوم وصول ترامب مجددا للبيت الأبيض وأعلانه قيام «الثورة اليمينية الكبري».
لقد عاصرت تلك الأحداث الكبرى جميعها وأكاد أجزم أنها كانت مخططة ولم تحدث احداها بمحض الصدفة بل كانت خاضعة لعمليات بناء استخباراتى محكم للغاية بحيث يراه الآخرون صدفة ويمرون عليه مرور العابرين.
>>>
الجديد أننى ارى تلك الأحداث مرتبطة بشكل ما وكل منها سبب ونتيجة للآخر فيما يمكن ان أطلق عليه
«مداميك المؤامرة الكبري».
فجميع هذه الأحداث كانت مرتبطة جغرافيا أو سياسيا بالمنطقة والإقليم الذى نعيش فيه، أربعة منها وقعت على ارض الإقليم، احتلال الكويت وسقوط بغداد والربيع العربى والسابع من أكتوبر اما الحدث الخامس فقد وقع بسبب ونتيجة بعض هذه الاحداث وهو احداث 11 سبتمبر، بقيت المحطة الأخيرة وهى وصول ترامب إلى البيت الأبيض وإعلانه ثورة على اليسار الديمقراطى ليس فى امريكا وحدها وإنما فى العالم كله، وما زلنا نعيش الصدمات الاولى لهذه الثورة، بيد ان كتاب التاريخ سيفتح صفحاته لهذه الأحداث، لكن لن يذكر التاريخ ما يربط تلك الاحداث والخط الذى يصل تلك المحطات بعضها ببعض، لن يفعلها التاريخ مثل الكثير من الاحداث التى غيرت مجرى التاريخ ومازال الغموض هو السمة الغالبة عند الحديث عن تلك الاحداث، لذلك ارى ان يكون هناك محاولة فكرية تأريخية لإعادة قراءة هذه الاحداث بشكل مترابط والوصول إلى صانع الألعاب فى كل ما جري.