قرار الرئيس منذ اللحظة الأولى من حرب غزة بإعلان مصر لرفضها المطلق للتهجير القسرى
لا يمكن ان نتابع ملف ما يحدث فى المنطقة العربية خاصة ملف غزة، دون رصد لاجتماعات وزيرى خارجية روسيا وأمريكا الذى عقد الأسبوع الماضى بالعاصمة السعودية الرياض، وكلنا نعلم النتائج المعلنة للاجتماع والمتوقع ان تظهر آثارها قريبا، ورغم انها كانت تتعلق بمستقبل العلاقة بين البلدين بعد فترة من الصراع بينهما بسبب الحرب الروسية – الأوكرانية التى تدخل عامها الثالث إلا ان واقع الأمر، وكما تشير التقارير والتسريبات التى ظهرت حول هذا اللقاء الى انها محاولة من قبل زعيمى الدولتين لاعادة رسم خريطة العالم، والمنطقة -ان جاز التعبير – لأن كلا من بوتين وترامب يريدان إعادة نفوذ الدولتين الذى تأثر بشكل مباشر وغير مباشر نتيجة الحرب الروسية -الاوكرانية وكذلك نتيجة الحرب فى غزة وانهيار حكم بشار الاسد فى سوريا وتداعياته على دول المنطقة العربية،وما يحدث فى لبنان بتمسك اسرائيل بعدم الانسحاب من نقاط استراتيجية على حدودها مع لبنان.
ان التحرك الروسى خلال الفترة الماضية ونجاحه فى بناء تحالفات قوية «الصين، وكوريا الشمالية، وادخال دول كأعضاء جدد فى تحالف البريكس»، وكذلك التحركات الروسية لمواجهة العقوبات الغربية نتيجة الحرب الاوكرانية المستمرة حتى الآن.
وكما يشير المراقبون إلى أن صعود روسيا من جديد وبروز قوة اقتصادية كالصين يظهر تساؤلاً حول هل هناك علاقة وتأثير لما حدث ويحدث بين القوى العظمى ودول منطقة الشرق الأوسط؟ الإجابة ببساطة انه لا يمكن الفصل بين ما يحدث دوليا، وتداعياته على الدول العربية والمنطقة.
ولهذا كان قرار الرئيس السيسى منذ اللحظة الأولى من حرب غزة بإعلان مصر لرفضها المطلق للتهجير القسرى لأبناء الشعب الفلسطينى، ووضع خطوط حمراء، وقيامها بتحركات دبلوماسية ناعمة، والخشنة احياناً على الصعيدين الإقليمى والدولى، لدعم وجهة نظرها، و رؤيتها لمستقبل المنطقة العربية،لما تملكه من قدرات يعلمها القاصى والدانى، وهو ما اسفر عنه ظهور الرئيس السيسى والدولة المصرية كلاعب رئيسى وأساسى للحفاظ على امن واستقرار دول المنطقة، وكذلك الحفاظ على الأمن القومى المصرى.
لذلك كانت هناك ضرورة سياسية واستراتيجية مصرية – عربية لوضع خريطة عربية لإعادة إعمار غزة ومن ملامحها ضرورة دخول الكم الكافى من البضائع إلى غزة مثلما كان قبل الحرب، مع الوقود وآليات إعادة الإعمار، وأن يجرى الإعمار بتمويل عربى ودولى، بمشاركة 50 شركة متعددة الجنسيات متخصصة فى مجالات التشييد والبناء والتخطيط لبناء وحدات سكنية آمنة خلال عام ونصف العام فى مناطق القطاع الثلاث.» لم يستبعد بعض المسئولين العرب فى تصريحات لرويترز إنشاء صندوق قد يطلق عليه اسم «صندوق ترامب لإعادة إعمار»غزة».
وهذه الخطة سيتم اعتمادها خلال القمة العربية لتكون أساسا لقطع الطريق على محاولات التهجير، وأيضا رفض أى سيطرة إسرائيلية على قطاع غزة»،خاصة مع إعلان الدولة المصرية بأن الخطة ستكون بالتعاون مع الإدارة الأمريكية من أجل التوصل لتسوية عادلة للقضية الفلسطينية تراعى حقوق شعوب المنطقة، وكذلك وجود دور للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبى، ووفقا للخطة التى يتم بلورتها سوف تدعم السلطة الفلسطينية بكل ما يلزم لتدريب أفرادها بالتعاون مع الاتحاد الأوروبى.
وفى اعتقادى الشخصى انها يمكن ان تمثل خطوة رئيسية وهامة نحو الحل الشامل للقضية الفلسطينية، مع اجماع الدول العربية بشكل حاسم وقاطع خلال الفترة الماضية ومع ظهور فكرة التهجير القسرى لأبناء غزة بأنه لا تهجير للفلسطينيين ولا تطبيع مع اسرائيل « الإ فى إطار حل الدولتين، وهو ما اصبح ملزمًا تجاه الطرف الآخر إذا كان يريد استقرارا بالمنطقة،والحفاظ على مصالحه الاستراتيجية بها.
كلمه أخيرة.. يرى العديد من الخبراء ان تعامل العرب بندية مع خطة ترامب من خلال إعلانهم إدانتها قبل مجرد رفضهم تهجير الفلسطينيين من غزة، سوف تؤدى الى نتائج إيجابية للموافقة على من قبل ترامب الذى يستخدم منطق القوة فى قراراته، بالتالى فإنهم يتوقعون لها النجاح لانه فى حاله اصرار ترامب على ما أعلنه فان ذلك سوف ينعكس على ضرورة ان تفتح الدول العربية باب تواصل اقتصادى مع الصين وروسيا والاتحاد الأوروبى وأفريقيا وأمريكا الجنوبية.
خارج النص:
اعتقد انه لابد من التحية لقادة الدول العربية وعلى رأسهم مصر والسعودية الذين عملوا على تحقيق اجماع عربى، ووجود موقف عربى جامع وموحد امام العالم تجاه القضية الفلسطينية.