المستقبل يحمل المزيد من التعاون والتكامل بين البلدين فى ظل رؤية مصر 2030
فى مشهد يعكس عمق العلاقات الأخوية بين مصر والمملكة العربية السعودية، أطلق الأمير عبدالعزيز بن سلمان، وزير الطاقة السعودى، خلال مؤتمر مصر الدولى للطاقة (إيجبس 2025) تصريحًا لقى صدى واسعًا بين الحضور، قائلاً: «مصر مش بس فيها حاجة حلوة، دى كلها حاجة حلوة».. لم تكن هذه مجرد عبارة عابرة، بل تعبير صادق عن الروابط الوثيقة التى تجمع بين الشعبين الشقيقين، والتى تعززت بشكل غير مسبوق فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى وولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان.
لطالما كانت مصر والسعودية حجر الزاوية فى استقرار المنطقة، لكن السنوات الأخيرة شهدت طفرة نوعية فى مستوى التعاون بين البلدين سواء على الصعيد السياسى أو الاقتصادى أو الشعبى.. فقد تحولت العلاقات من كونها مجرد تحالف تقليدى إلى شراكة استراتيجية متكاملة، قائمة على المصالح المشتركة والرؤى الموحدة تجاه قضايا الإقليم.
وتجلّى هذا التقارب فى عدة محطات بارزة بدءًا من الدعم السعودى اللامحدود لمصر فى فترات التحديات الاقتصادية، مرورًا بالاستثمارات الضخمة التى ضختها المملكة فى مختلف القطاعات المصرية، وصولاً إلى التنسيق المتواصل بين القيادتين فى الملفات الإقليمية والدولية.
وبلا شك لم يكن الحضور السعودى فى مؤتمر إيجبس 2025 مجرد مشاركة بروتوكولية، بل جاء تأكيدًا على حجم الثقة السعودية فى الاقتصاد المصرى، إذ تُعد المملكة من أكبر المستثمرين العرب فى مصر، حيث بلغ إجمالى الاستثمارات السعودية المباشرة أكثر من 15 مليار دولار، مع خطط لزيادة هذا الرقم فى السنوات القادمة، تشمل مشروعات فى مجالات الطاقة، والسياحة، والبنية التحتية، والتطوير العقارى.
وفى مجال الطاقة تحديدًا، يشهد التعاون بين البلدين تطورًا ملحوظًا، إذ تعمل الشركات السعودية على تنفيذ مشاريع الطاقة المتجددة فى مصر، إضافة إلى مشروع الربط الكهربائى المصرى السعودى، الذى سيتيح تبادل نحو 3 جيجاوات من الطاقة بين البلدين عند اكتماله.
وإلى جانب الشراكة الاقتصادية، تبرز العلاقة الشعبية الوثيقة بين المصريين والسعوديين، حيث تجمعهما روابط تاريخية وثقافية وروحية متينة، فالملايين من المصريين يعيشون ويعملون فى المملكة، كما تُعد مصر الوجهة الأولى للسياح السعوديين، مما يعكس تمازجًا وتفاعلاً شعبيًا لا يقل قوة عن العلاقات الرسمية.
وقد جاء تصريح الأمير عبدالعزيز بن سلمان فى إيجبس 2025 ليؤكد هذه الحقيقة، كان انعكاس لرؤية المملكة تجاه مصر كدولة تمثل قوة محورية فى المنطقة، وشريكًا استراتيجيًا لا غنى عنه.
لا شك أن المستقبل يحمل المزيد من التعاون والتكامل بين البلدين، فى ظل رؤية مصر 2030 ورؤية السعودية 2030، اللتين تتكاملان فى أهدافهما نحو التنمية الاقتصادية المستدامة وجذب الاستثمارات وتعزيز الصناعات الوطنية.