مصر فى المراتب الأولى عالمياً فى مؤشر الأمن والاستقرار
النسيان طبع فى البشر، ولا يشعر الإنسان بالنعمة إلا إذا فقدها، أو إذا تحوَّلت من نقمة إلى نعمة حتى هذا عرضة للنسيان، وأديبنا العالمى رحمة الله عليه نجيب محفوظ له رواية بعنوان «آفة حارتنا النسيان» وفى بلادى عاش الناس قبل 11 عاماً حالة شديدة الوطأة والقسوة من المعاناة والأزمات والخوف وعدم الأمان والاستقرار، ومشاكل متراكمة حتى وصل بهم الحال إلى أننا لا نريد أى شىء فى الدنيا حتى يعود إلينا الأمن والأمان، نعيش بلا خوف نتحرك بأمان، نطمئن على أبنائنا، وزوجاتنا وبناتنا وأولادنا، كانت أيام قاسية، مزج من الفوضى والإرهاب والبلطجة، بعد أن تعرضت الدولة لهزة ومؤامرة فى يناير 2011 وصولاً لحكم الإخوان الفاشي، وإرهابهم الذى تلاه ثورة 30 يونيو العظيمة، التى أخرجت الجماعة الإرهابية، من مصر بعد أن عزلهم الشعب.
عندما تحدث الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال حضور الاحتفال بعيد الشرطة ليشرح التحديات والأزمات التى واجهت مصر، قال عبارة مهمة للغاية، «بس الناس نسيت» والحقيقة أن الناس نسيت الكثير، خاصة المشهد فى هذا البلد، وكيف كانت حالتها وأوضاعها وظروفها وتراكم مشاكلها وأزماتها، والحقيقة أن ما تحقق خاصة أنه لم يتوقع الصديق والشقيق أن تنجو مصر وتخرج من براثن الفوضى والإرهاب والأزمات، وقد تحقق ذلك بفضل الله وإرادة هذا الشعب، ووجود قيادة وطنية لديها من الرؤية والطموح والإرادة والأفكار الخلاقة.
«بس الناس نسيت»، عبارة ذهبية يجب أن تنقش فى أوراق المحن والشدائد، والأيام الصعبة، حتى لا ننسى ما كنا فيه، ونضع أمام أعيننا ما نحن عليه الآن من قوة وقدرة شاملة، ووطن وضع قدميه على الطريق الصحيح، حيث المستقبل الواعد والفرص الغزيرة، وامتلاك مقومات وأسباب حملة المشروع الوطنى لتحقيق التقدم، والجدارة فى صون الأرض والحدود، والسيادة تلك الأمانة التى تركها الأجداد والأحفاد على مدار آلاف السنين وضحوا بالغالى والنفيس.
عبارة الرئيس السيسى، مفتاح عظيم لبناء الوعى الحقيقى، فمن المهم أن نتذكر أن مصر كانت على شفا الضياع والانهيار فى 2011، بفضل الفوضى والمؤامرات وغياب الوعى، وأن نتذكر ذلك هو أمر حيوى حتى لا نسمح بتكرار ما حدث وأن نمسك بتلالبيب البناء والوعى والحفاظ على الوطن.
يجب ألا ننسى على الإطلاق أن عودة الأمن والأمان والاستقرار كانت حلماً نتوق إليه، لكنه تحقق وباتت مصر فى المراتب الأولى عالمياً فى مؤشر الأمن والاستقرار، كانت الأزمات تحاصرنا من كل صوب وحدب، بسبب قلة ذات اليد، والموارد المحدودة، والخسائر الفادحة بفضل الفوضى وغياب رؤية الإصلاح والخوف من اتخاذ قراره تحت شعارات الحفاظ على استقرار هش، تراجعت الخدمات الصحية والتعليمية وانتشرت العشوائيات وتراكمت الأزمات، أزمة فى الكهرباء باتت مزمنة، طوابير ممتدة للحصول على السلع والخدمات، تراها فى البنزين والسولار والبوتاجاز، تهميش ونسيان لمناطق حيوية مثل سيناء والصعيد، تفاقمت أزمة الزيادة السكانية مع غياب رؤية التوسع والتمدد العمرانى وانتشرت طوابير شديدة الخطورة مثل العشوائيات، والتعدى على أجود الأراضى الزراعية، وغابت رؤى البحث عن حلول وأفكار خلاقة لزيادة موارد البلاد، وخلق فرص لجذب الاستثمارات، وتهالكت البنية التحتية، وشاخت منظومة النقل والمواصلات والسكة الحديد فى البلاد، حتى وصفها البعض بأنها نعوش تمشى على القضبان، وطرق لم تعد تصلح، ولم يقترب أحد قبل الرئيس السيسى من الاستفادة والاستثمار فى موقع مصر الإستراتيجى الذى يربط قارات العالم، لذلك ظلت الموانئ المصرية، بعيدة عن التطوير، والتحديث.
«بس الناس نسيت»، عبارة تحتاج عملاً كبيراً من كافة المؤسسات، خاصة الحكومة والإعلام، ليكشفوا لنا كيف كان حال البلاد والعباد، وماذا أصبحت عليه الآن، هنا أتحدث بالحقيقة والواقع ولا أجامل، وليس الهدف أن أحدد مئات الإنجازات، ولكن الهدف «الذكرى» فإنها تنفع المصريين حتى يدركوا ولا ينسوا كيف كانت ومازالت رعاية الله وحفظه لهذا البلد الأمين، وكيف تحققت المعجزة وتكون مصر هى الدولة الوحيدة التى نجت من المؤامرة والمخطط، وخاضت أكبر معركتين فى تاريخها هما البقاء والبناء، وتجاوزت تحديات وتهديدات، بفضل تماسكها واصطفافها الوطنى من الفوضى والإرهاب وحملات مسعورة من الأكاذيب والشائعات والتضليل والتشويه وكيف صمدت أمام حصار اقتصادى ممنهج، وصناعة أزمات بهدف تركيعها وابتزازها ومساومتها على ثوابتها وخطوطها الحمراء، لكن لم ولن تركع إلا لربها، لك أن تتخيل أن دولة تتجاوز كل هذه العقبات والتحديات والتهديدات الخطيرة من خراب ودمار وضياع، بسبب الفوضى والإرهاب وأزمات متراكمة، ومشاكل متلاحقة وحدود مشتعلة، ومخططات يجاهرون بها، لذلك عناية الله وقدرته حاضرة دائماً مع مصر، لذلك نرى الرئيس السيسى دائماً يتوجه بالشكر والامتنان للمولى عز وجل.
تحوَّلت المحن والشدائد والتحديات التى واجهت مصر إلى منح وإنجازات ونجاحات، فقد تم القضاء على العشوائيات، وفيروس سى فى وقت متزامن مع القضاء على الإرهاب والفوضى واستعادة قوة وهيبة الدولة لصالح شعبها فى دولة القانون والمؤسسات اختفت الطوابير، كل شىء يتوافر بكثرة لمدة لا تقل عن ٦ أشهر، فائض من إنتاج الكهرباء يكفى المصريين، وهناك ربط كهربائى للتصدير، ومستقبل واعد فى مجال الطاقة الجديدة والمتجددة وإنتاج الهيدروجين الأخضر، بنية تحتية عصرية، توفر أفضل مقومات جذب الاستثمارات، 22 مدينة من مدن الجيل الرابع، وهناك المزيد فى القادم، وموانئ عصرية تجسد عبقرية الاستثمار فى الموقع الجغرافى، وتتحول إلى موانئ عالمية، لتشكل مع قناة السويس والطرق الحديثة، والقطار السريع، وشبكة النقل والمواصلات الإستراتيجية، منظومة مصر غير قابلة للمنافسة، تبرز أهمية مصر فى مجال التجارة العالمية، ثم نهضة زراعية غير مسبوقة حيث إضافة أكثر من ٤ ملايين فدان للرقعة الزراعية المصرية وإيقاف نزيف أجود الأراضى والتصدير ما يصل إلى 11 مليار دولار تقريباً خلال العام الماضى حاصلات ومنتجات طازجة أو مصنعة، وهناك طفرات فى الصادرات ونهضة صناعية قادمة، واستثمارات واعدة، وفرص تتعاظم، هناك الكثير والكثير الذى لا يجب أن ننساه أبداً، فقد كنا نتحدث قبل الرئيس السيسى ونسأل أنفسنا هل يعود الأمن والاستقرار، متى تختفى الأزمات، نحن الآن نتحدث ونتناقش فى رفاهية موضوعات لا علاقة لها بالجوهر، وهى المعجزة التى حدثت والتى نتفق عليها جميعاً أن ما حدث فاق جميع التوقعات، يبقى الإنجاز الأعظم، هو بناء القوة والقدرة، ومنظومة الردع المصرية التى تمثل هذا الوطن الذى يقف على أرض صلبة يحمى مواقفه وثوابته وقراره الوطنى المستقل، وحدوده وأرضه وسيادته، كل ذلك بفضل الله ثم رؤية الرئيس السيسى فى تطوير وتحديث جيش مصر العظيم، ثم الفضل للدور المصرى فى المنطقة، والمكانة بين دول العالم التى تبدى الاحترام والتقدير والرغبة فى التعاون والشراكة.