المواقف المصرية الشجاعة ليست بجديدة على أم الدنيا التى دافعت عن قضية العرب الأولى
أحسن القادة العرب صنعا بتنفيذ مقترح القمة التمهيديـــة التشـــاورية التــــى عقـــدت بالعاصـــمة الســعودية والتى ضمـــت إلى جانب الرئيس عبدالفتاح السيسى قادة دول مجلس التعاون الخليجى والملك عبدالله الثانى ملك الأردن.. حيث تعد هذه القمة بمثابة التحضير المهم لقمة القاهرة المقبلة.. وذلك لبلورة موقف عربى قوى وموحد فى ظل التحديات التى تشهدها الساحة العربية منذ السابع من أكتوبر 2023 وما نتج عنه من تدمير شبه كامل للبنية التحتية فى غزة ناهيك على آلة القتل التى أودت بحياة الآلاف من الأهالى علاوة على إصابة آلاف آخرين.. ناهيك عن بعض المواقف الامريكية الأوروبية التى كانت مؤيدة لهذا العدوان مادياً ومعنوياً عن طريق مد العدو المتغطرس بالسلاح والمال اضافة إلى الوقوف بجانبه فى المحافل الدولية عن طريق استخدام حق الاعتراض «الفيتو» من اجل استمرار العدوان حينما كانت تتقدم المجموعة بمقترحات إلى مجلس الأمن الدولى لوقف العدوان.
ايضا جاءت هذه القمة لتطرح البدائل المنطقية لإعادة إعمار غزة دونما فرض الأمر الواقع وتهجير أهلها منها «قسرياً» كما صرح بذلك الرئيس الامريكى دونالد ترامب.. بحيث تتم عمليات الاعمار وأهالى غزة فوق أراضيهم لا يغادرونها طبقاً للرؤية المصرية بحيث يتم تأهيل البنية التحتية واعادة البناء بعد إخلاء المساحات بحيث يتواجد الفلسطينيون من أهل غزة فى أماكن آمنة فوق أرضهم إلى أن يتم الاعمار ثم يعودون آمنين مطمئنين.
ــ المواقف المصرية الشجاعة ليست بجديدة على أم الدنيا التى دافعت عن قضية العرب الأولى دفاعاً سطرته كتب التاريخ بالمزيد من الفخر والاعتزاز.. فقد خاض جيش مصر الحروب من أجل تحرير الأرض وصيانة العرض وكان السادس من أكتوبر ملحمة عظيمة لخير أجناد الأرض الذين لقنوا العدو المتغطرس درساً موجعاً فى فنون القتال والمواجهات الشريفة فى الحروب وليس فى الانتصارات «آلمزيفة» التى حققها الصهاينة فى غفلة من الزمن.. كانت حرب رمضان ــ أكتوبر واحدة من أيام العرب التى سوف يخلدها التاريخ فى سجلاته بأحرف من «نور» لأنها اعادت عزة العرب وقضت فى ذات الوقت على اسطورة الجيش الذى لا يقهر بل كانت سبباً مباشراً فى أن تثمر شجرة السلام فى المنطقة العربية والتى بدأت مصر بغرسها بعد اتفاقية السلام مع إسرائيل عام 79 وتبعتها اتفاقات عربية مشابهة فيما بعد..
إذن «القاهرة» دوما هى من تقود وتنصح وترشد ومن عندها يبدأ الترابط العربى وبدونها نرى التفرق وفك عرى الاتحاد والاعتصام.. فالعرب بمصر هم القوة التى يعمل لها المجتمع الدولى ألف حساب لأنها الشقيقة الكبرى التى تعمل لصالح الجميع وهو الأمر الذى يجعلها مسموعة الكلمة بين العالمين.. عاشت أم الدنيا رمزاً لوحدة أمتها العربية.