حل ينهى الاجتماع المرتقب
بين الرئيسين الأمريكى والروسى الحرب فى أوكرانيا؟
هل الاجتماع المرتقب بين الرئيس الروسى فلاديمير بوتين والرئيس الأمريكى دونالد ترامب قبل نهاية الشهر الجارى بالرياض سيؤدى إلى إنهاء الحرب فى أوكرانيا؟ سؤال مطروح بقوة.. كان ترامب قد أجرى فى 12 فبرايرالجارى مكالمة هاتفية مع بوتين، ثم نشر على منصته «تروث سوشيال» أنهما اتفقا على العمل سويًا لوضع حد لما وصفه بـ»ملايين الوفيات» الناجمة عن الحرب بين أوكرانيا وروسيا ثم أُعلن عن قمة محتملة لهما فى السعودية وفى الأيام القليلة الماضية عقد كبار المسئولين الأمريكيين والروس، محادثات فى الرياض تمهيدا لهذه القمة ولخص وزير الخارجية الأمريكى ماركو روبيو نتائج هذه المباحثات بعودة الدبلوماسية مع روسيا وتبادل فتح السفارات فى البلدين، والبدء بدراسة التعاون الجيوسياسى والاقتصادى ومن جانبه تحدث وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف عن الدور الأمريكى لإنهاء الحرب، وقال أن المحادثات كانت مفيدة للغاية.
أما أوكرانيا فلم تكن مدعوة لهذه المباحثات وقال زيلينسكى انها كانت مفاجأةً له ولا يمكن اتخاذ قرار لإنهاء الحرب دون أوكرانيا.
الذى نستطيع فهمه من كل ما سبق أن هناك إرادة حقيقية من قبل الرئيس ترامب لإنهاء الحرب فى أوكرانيا لأسباب عدة:
> أولها أن ترامب يدرك جيدا أنه لا يمكن الانتصار على الروس وفق المعطيات على الأرض فروسيا، قوة نووية كبري، تمتلك دائمًا الكلمة الأخيرة فى أى حرب إقليمية، كما لا يمكن حلحلة روسيا داخليا بمساندة الصين.
> السبب الثاني: ثبت أنه لايمكن انهيار الاقتصاد الروسى أو سقوط النظام تحت ضغط الحرب، فتمكنت روسيا من الصمود، وازدهر اقتصادها بفضل الإنفاق الدفاعى الضخم وعلى عكس الأوكرانيين، لم يتأثر المواطن الروسى العادى بالحرب لدرجة تجعلها عاملًا رئيسيًا فى حياته اليومية.
> السبب الثالث: أن إدارة ترامب بدأت تصرح فعليا بأن هناك مسئولية كبيرة تقع على الرئيس الأوكرانى فى نشوب هذه الحرب ووصفها ترامب بأنها لم يكن من الضرورى أن تبدأ ، ولن يتمكن زيلينسكى من تسويتها أبدا بدون واشنطن مشيرا إلى أنه يتفاوض بنجاح مع روسيا لإنهاء الحرب متفاخرا بأن لا أحد يمكنه القيام به إلا هو و فى سياق متصل أعلن ترامب أن استمرار الدعم الأمريكى لكييف يجب أن يكون بمقابل مشيرا إلى المساعدات العسكرية وغيرها مما قدمته بلاده لأوكرانيا وصلت إلى مبالغ ضخمة، وإن إدارته تريد فى المقابل معادن نادرة من كييف فعقلية رجل الأعمال التى يعمل بها ترامب كانت عاجلًا أم آجلاً، ستتخذ قرارًا بخفض الدعم لأوكرانيا، لأن استمراره لم يكن مستدامًا.. فكتب ترامب فى تدوينة إن زيلينسكى أقنع واشنطن بإنفاق 350 مليار دولار للدخول فى حرب لا يمكن كسبها، ثم شن ترامب هجوما عنيفا على زيلينسكى واصفا إياه بأنه ديكتاتور بدون انتخابات قام بعمل فظيع، وبلده محطم، ومات الملايين دون داعٍ، ومن الأفضل له أن يتحرك بسرعة وإلا فلن يتبقى له بلد.
واضح جدا أن إدارة ترامب أسقطت فعليًا ميثاق شراكتها الإستراتيجية مع أوكرانيا، والواضح أيضا أن الخطة الأمريكية لإنهاء هذه الحرب قد بدأت بالفعل ففى 13 فبراير الجارى تحدث وزير الدفاع الأمريكى فى مقر الناتو ببروكسل، كاشفًا بعض تفاصيل هذه الخطة ومصرحا بأن أوكرانيا لا يمكنها استعادة سيادتها على كامل أراضيها، ولن تنضم للناتو.
بينما غابت أوروبا عن لقاء الرياض، اجتمعت رئيسة مفوضيتها أورسولا فون دير لاين بالمبعوثَ الأمريكى الخاص لأوكرانيا كيث كيلوج، وأكدت أن الاتحاد الأوروبى يريد التعاون مع الولايات المتحدة من أجل سلام عادل ودائم فى أوكرانيا.. والحقيقة أن موقف أوروبا ضعيف وليس أمامهم سوى الانصياع لأوامر ترامب حتى وإن كانت التصريحات الأوروبية لا تعكس ذلك مثل ما قاله المستشار الألمانى أولاف شولتس أن وصف زيلنسكى بالديكتاتور أمر خاطئ وخطير لكن فى الأخير سيتماشى الشركاء الأوروبيون لأوكرانيا مع الموقف الأمريكى الجديد بدليل أنه فى 14 فبراير صرح الأمين العام للناتو، مارك روته بأنه لم يكن هناك يومًا ضمان بأن أوكرانيا ستنضم إلى الحلف! وهو نفسه قال فى ديسمبر 2024 فى مؤتمر صحفى مع زيلينيسكى إن مسار أوكرانيا نحو عضوية الناتو لا رجعة فيه، وإنها أقرب إلى الحلف من أى وقت مضى!!
أخيرا يبدو أنه سيفعلها ترامب وينهى هذه الحرب.