سوف أروى لكم حكاية تعكس كل الحكاية.. حكاية شعوب فى قلبها الرحمة بالحيوان وكل المخلوقات والرفق بها والبكاء من أجلها أيضاً.. ولكنها نفس الشعوب التى لا تذرف دمعة واحدة عندما يموت العرب، عندما يجوع الأطفال وينامون فى العراء.. عندما يتم إبادة مدنهم وقراهم ويطردون خارج أراضيهم إلى المجهول..!
والحكاية فى بريطانيا التى كانت يوماً ما فى التاريخ بريطانيا العظمى والامبراطورية التى لا تغيب عنها الشمس لكثرة الدول التى كانت تحتلها بريطانيا وتستنزف خيراتها، ففى إحدى المصالح الحكومية ظهر أحد الفئران يمرح ويلهو بين المكاتب وتبعه آخرون شاركوا الموظفين تواجدهم اليومى للعمل.
واقترح أحد الموظفين من أصول غير بريطانية أن تتم الاستعانة بمصيدة فئران للتخلص منهم، مؤكداً أنه سيأتى بمصيدة من نوع جيد لأداء المهمة، ومتوقعاً أن يوافق الجميع على ذلك، إلا أنه واجه انتقاداً حاداً وثورة غضب عارمة تبدى تعاطفاً مع الفئران ومع حقهم فى الحياة، وقرروا بناء على ذلك شراء جهاز خاص تكون مهمته إرسال ذبابات تبعد الفئران فقط عن المكان..!!
والذين فعلوا ذلك من البريطانيين هم أنفسهم أحفاد الدولة التى لم تتردد فى ارتكاب المذابح ضد الاحتلال البريطانى لدول العالم، وهم أنفسهم الذين يشاهدون يومياً صوراً لمذابح ترتكب فى حق الأطفال والمدنيين فى قطاع غزة.. وهم أنفسهم الذين لم يسارعوا إلى نجدة الإنسانية وحق الإنسان فى الحياة بالضغط على حكوماتهم لإنقاذ أرواح الأبرياء فى غزة.. هم أنفسهم الذين يحترمون حق الفئران فى الحياة فى بلادهم.. أما حق الإنسان فى الحياة فى العالم العربى فأمر لا يشعرون بالاهتمام نحوه.. هم يفسرون لنا قصة الخداع الذى يسيطرون به على العالم باسم حقوق الإنسان والديمقراطية والشفافية أدوات الاستعمار الجديدة فى الهيمنة على العالم وإقناع السذج بعالمية هذه المبادئ..!!
>>>
وفى مجلس الأمن كان هناك نوع آخر من الخداع، كان هناك قرار قدمته الولايات المتحدة الأمريكية من أجل تهيئة الأوضاع إلى هدنة فى الحرب الدائرة فى غزة، كان ظاهر القرار هو التهدئة بينما الحقيقة هى أنه قرار يمهد الطريق لاجتياح مدينة رفح.. فهو قرار يبرر كل ما تفعله إسرائيل التى تعرضت لاعتداء السابع من يوليو الماضي.. وقرار إدانة للذين ارتكبوا هذا العمل.. وقرار دعم لنتنياهو فى عملياته الانتقامية، لذلك رفضته المجموعة العربية.. واستخدمت روسيا والصين حق الفيتو لرفض القرار الذى اتسم بالغموض ولم يكن واضحاً فى الدعوة إلى وقف نهائى وفورى للقتال!! ونعيد التأكيد والتذكير أمريكا هى إسرائيل وإسرائيل هى أمريكا.. ونتنياهو يعلم جيداً أنه صاحب القرار فى واشنطن فى عام الانتخابات الرئاسية الأمريكية.. وستدعم أمريكا إسرائيل دائماً وأبداً وفى كل الأحوال.
>>>
وماذا عن الهجوم الإرهابى الذى استهدف مجمعاً تجارياً فى روسيا وأوقع بعشرات القتلى ومئات الجرحى ونفذته مجموعة مسلحة لا يعرف هويتها حتى الآن حتى لو كانت «داعش» قد اعترفت بمسئوليتها عن الهجوم من خلال بيان لا يعرف له مصدر؟!
إن الهجوم على أحد المجمعات التجارية من خلال ثلاثة من الملثمين استخدموا الرشاشات فى حصد أكبر عدد من الأرواح هو تطور بالغ الخطر فى أسلوب الإرهاب فى نقل الخلافات السياسية وتصفية الحسابات إلى المدنيين والتنكيل بهم.. فالناس فى المجمع التجارى مثلهم مثل كل البشر فى أى مجمع تجارى فى العالم كانوا بعيدين عن الأحداث، وبعيداً عن توقع الغدر والجبن والإرهاب وكان نصيبهم هو القتل فى مشاهد دموية ترسل برسالة واحدة إلى العالم كله بأن الإرهاب لا دين له ولا وطن له.
ومكافحة الإرهاب قضية عالمية، ولا أحد فى منأى عن خطر التطرف والإرهاب.. والعمل الإرهابى فى موسكو ليس إسلامياً حتى وإن تبنت «داعش» الهجوم لأن داعش لا تمثل الإسلام ولا علاقة لها به.. وإقحام «داعش» فى هذه القضية هدفه واضح وواحد وهو الإيقاع بين روسيا والمسلمين.. وابحثوا عن أيادى «الموساد» المستفيد الوحيد من هذه العملية الإرهابية التى تزامنت مع رفض روسيا للمشروع الأمريكى فى مجلس الأمن..!
>>>
ونعود لأيام وليالى رمضان.. وشكوى جديدة ضد سلوك أحد سائقى الشركات الخاصة لنقل الركاب.. والشكوى الجديدة تعدت الحدود الإقليمية ووصلت إلى وسائل إعلام غربية ودعوى قضائية ضد الشركة الأم لاعتمادها على سائقين غير مؤهلين نفسياً وذهنياً لهذا العمل..وإذا ما استمرت الشكاوي.. وإذا ما تكررت السلوكيات الخاطئة من بعض السائقين فإنهم سيكونون أول من يدفع الثمن.. وسيتراجع التعامل معهم وقد يصبح مستحيلاً.. ومن يريد الحفاظ على رزقه وجهاده فى سبيل لقمة العيش فعليه أن يكون أكثر احتراماً لنفسه ولغيره.. وأن يفهم حدود وقواعد مهنته وأن يكون إنساناً قبل كل شيء! وعلموهم قبل أن تتعاقدوا معهم للعمل..!
>>>
وأخونا الفنان سخر فى أحد البرامج من شقيقه العالم الذى لم يمتهن الفن ولا الغناء واتجه للدراسة والعلم قائلاً «هو الوحيد الذى ضاع فينا، لو كان طلع فنان كان زمانه كسب أكتر..»..!
والدكتور جمال شعبان عميد معهد القلب السابق علق قائلاً: «فعلاً صبى العالمة يتفوق على العالم»..!
والدكتور شعبان قالها بكل الصراحة والقسوة والسخرية.. ولكن الحقيقة هى أنه لا يجب الخلط فى الأمور والمقارنة الظالمة.. والأمور نسبية فالفنان أو المطرب تعامل مع القضية من منظور مادي.. والعالم ينظر إليها من منظور أدبى وعلمى وإنساني.. وكل واحد وهدفه فى الحياة.. والراقصة تكسب الجميع..!
>>>
وناس هاصت فى رمضان ونجوم عادت للحياة فى إعلانات رمضان.. والشلة تجيب الشلة!!
>>>
ويارب.. أنت السلام ومنك السلام، سلم قلبى من أذى الدنيا وحزن الأيام، يارب إن كان فى نفسى انكساراً فلا جابر له سواك، وان لامس قلبى شيء من أنين فإنه لا يعلم بحاله إلا أنت، فاجعل لى من كل ضيق مخرجاً، يارب معجزة من عندك تغير الأقدار وتحقق الأمانى وتسعدني.