وَتَبَسُّمُكَ صَدَقَةٌ
وهل ليَّ عليكَ سوى الابتسامة، ليعرفَ قلبى لديكَ مقامَه.
إذا كُنتَ لا تستطيعُ الابتسامةَ، فلا تفتحْ دُكاناً، حكمةٌ قالَها السابقون.
أنْ تشقَ طريقَك بابتسامتِك، خيرٌ من أنْ تشقَه بسيفِك.
الابتسامةُ تبعثُ على الارتياحِ، وتُبلسمُ الجراحَ.
لا تحْقِرَنَّ من المعرُوفِ شيْئًا، ولوْ أنْ تلْقَى أخاكَ بوجْهٍ طلْقٍ . هكذا قالَ النبيُ الأعظمُ «صلى الله عليه وسلم»، وقالَ كذلك: وَتَبَسُّمُكَ فِى وَجْهِ أَخِيكَ صَدَقَةٌ.
كان نبيُنا «صلى الله عليه وسلم»، رغمَ كثرةِ مسئولياته، أكثرَ الناس تبسُّمًا، حتى لم تَعُد الابتسامةُ تفارقُ مُحيّاه «صلى الله عليه وسلم»، وصارتْ عُنواناً له، وعلامةً عليه.
قالَ أحدُ أصحابِه: ما رأيتُ أحداً أكثرَ تبسّماً من رسولِ اللهِ، صلى اللهُ عليه وسلم، وقالَ آخرُ: ما رآنى رسولُ اللهِ «صلى الله عليه وسلم»، إلا ابتسمَ فى وجهي.
البشاشةُ مصيدةُ المودَّة، و البِرُّ شئٌّ هيِّنٌ، وجهٌ طليقٌ، وكلامٌ ليِّن.
كم كانتْ الابتسامةُ سبباً فى رأبِ صدعٍ، ووأدِ خلافٍ، كادَ يعصفُ بكُلِّ الأواصرِ والروابطِ والأعرافِ.
وكم كانتْ سبباً، فى لم شملٍ، وترسيخِ ودٍ.
هى العبادةُ الناعمةُ الرشيقةُ، هى منهاجُ الصالحين، وصدقَ «صلى الله عليه وسلم»، لما قالَ: حُرِمَ على النارِ كلُّ هيِّنٍ لينٍ سهلٍ قريبٍ من الناسِ .