تحقيق النتائج الإيجابية لأى مدير فنى فى بداية توليه للمهمة أصبح مهماً جداً فى بداية المشوار لتحقيق الاستقرار وإيقاف سيل النقد السلبى لأى شيء وبخاصة على السوشيال ميديا، ومن هنا أرى أن أداء منتخب مصر أمام نيوزيلندا فى افتتاح بطولة عاصمة مصر كان أداء تجاريا فى المقام الأول وأهم أهدافه هو الفوز والتأهل لنهائى البطولة المصرية أمام منافس أقوى وفى اختبار سيكون حقيقيا للجهاز الفنى واللاعبين.
والحقيقة أن إدارة منتخب مصر، فى أعقاب الفشل الذريع لروى فيتوريا فى كأس الأمم الأفريقية الأخيرة، يعتبر امرا صعبا جدا لأن الجماهير ما زالت ثائرة على أحوال الكرة المصرية سواء محليا أو دوليا وتحتاج لمشاهدة تغيير كامل فى منظومة كرة القدم من مسابقات محلية غير منضبطة بالمرة ومنتخبات لا تملك أى استراتيجية طويلة الأمد تصنع آمالا للمستقبل، وهو ما لا تراه الجماهير واقعيا او موجودا على الأرض الآن، ومن هنا فإن إرضاء الجماهير صار أمرا صعبا للغاية.
ولكنى أرى أن حسام وجهازه لا يمكن أن يختبروا من مباراة أو اثنان أو حتى «5» لأن الأمر يحتاج لجهود كبيرة كى نرى شيئا إيجابيا فى الملعب من المنتخب.
أهم عنصر أرى أن حسام حسن يتحرك فيه إيجابيا هو إعادة الانضباط وحب المنتخب لكل لاعبى مصر واعتبار ان الانضمام للمنتخب شرف كبير يؤدى إلى بذل اللاعب لقصارى جهده من أجل المنتخب الذى يلعب باسم البلد. ولولا عدم انضمام محمد صلاح وإعفائه من هذا التجمع لقلنا أن هذه النقطة مكتملة وتنبيء عن فترة جديدة ينخرط فيها الجميع من أجل الأهداف القادمة.
وفنيا أرى أن حسام ينوى اللعب بطريقة «٤–٣–٣» التقليدية التى قاد بها من قبل كارلوس كيروش وفيتوريا الفريق مع اختلاف فى طرق التنفيذ بين كيروش الذى كان يعتمد على ثلاثى وسط من أصحاب الأداء الدفاعى الصلب مثلما كان يشرك السولية وحمدى فتحى والننى معا، وبين فيتوريا الذى كان يعتمد على لاعب ارتكاز واحد الننى أو مروان عطية، ولاعبين على الأطراف خلف الأجنحة مثل زيزو فى اليمين وإمام عاشور أو محمود حمادة فى اليسار.
أما حسام فيبدو أنه سيواصل اللعب بارتكاز وحيد هو مروان عطية وبدأ بأفشة وإمام على الأطراف ولكننى أرى أن هذه الطريقة بها قصور شديد فى قلب خط الوسط الذى تفوق فيه منتخب نيوزيلندا أغلب فترات المباراة لآن عطية كان وحيداً أمام ثلاثة على الأقل من منتخب نيوزيلندا وبالتالى انسحب البساط من منتخب مصر فى الشوط الأول كاملا.
النقطة الثانية عدلها حسام فى الشوط الثانى وهى التغطية الدفاعية للأجنحة وأعنى قيام الثنائى مرموش وتريزيجيه بأدوار دفاعية أمام الظهيرين وهو الأمر الذى لم يكن موجودا فى البداية فأدى إلى تواجد ثغرة كبرى خلف الظهيرين وبخاصة الجبهة اليمنى للمنتخب التى يشغلها محمد هانى مما أدى إلى اختراق منتخب نيوزيلندا من هذه الناحية باستمرار عن طريق الظهير الأيسر ليبراتوكاكاسى الذى كان مصدر الخطورة الأساسي.
واستطاع حسام حسن أن يغلق هذه الثغرة عن طريق الأدوار الدفاعية للجناحين ولاعبى الوسط ويذكر هنا أن مجدى افشة الذى كانت أدواره الدفاعية بها قصور شديد أدى فى تلك المباراة أفضل أداء دفاعى ربما شاهدته من اللاعب فى تاريخه.
أما التطور الذى أحدثه حسام أيضا فهو فى مروان عطية الذى سدد أفضل كرة فى المباراة وارتدت من القائم الأيمن وهو اللاعب الذى قضى الموسم الماضى بأكمله دون تسديد حقيقى على المرمى ولكن تلك الصفة تحسنت كثيرا الآن وأعتقد انها يمكن أن تتحسن أكثر فى المستقبل إذا سجل اللاعب منها.
وأخيرا على حسام أن يعد بديلا حقيقيا لمصطفى محمد بشرط أن يؤدى نفس مواصفاته الدفاعية والهجومية التى أصبحت أساسية لأى رأس حربة حقيقى الآن.
ومرة أخرى لا يمكن الحكم سريعا على جهاز المنتخب من الآن!!