يعد واحدًا من الذين وهبهم الله خالق الكون العلم والمواهب.. فهو شعلة علم وأدب ونبوغ متصل.. عبقريته فاقت كل شيء وشهد بها الأعداء قبل الأصدقاء.. واخترقت شهرته جدران مؤسسات العلم الدولية وكان أحد أفذاذ العلم الذين وقفوا على أسرار الذرة فهو أحد 10 علماء فى القرن العشرين استطاعوا فهم نظرية النسبية بشهادة أينشتاين نفسه الذى ناقشه نقاشًا أذهل العالم فى حينه.
لم يكن فقط أول مصرى يعطى الغرب أكثر مما أخذ منه بل كان أول مصرى عميدًا لكلية العلوم بجامعة القاهرة التى حفظت ذكراه على صدر أكبر مدرجاتها خلف قاعة الجامعة وأمام ساعتها الشهيرة بجوار كلية الاقتصاد والعلوم السياسية لم يكن عالمًا فقط بل كان أديبًا ومفكرًا وفيلسوفًا.. لفت انتباه العالم عندما دعى ليكون أستاذًا زائرًا فى جامعة برنستون التى تخرج فيها أوبنهايمر العالم الفذ وكان أينشتاين أحد أساتذتها.. هذا العالم الكبير قبل تأثره بعلماء الذرة تأثر بأبى العلاء المعرى والمنفلوطى وأمير الشعراء أحمد شوقى ومحمود سامى البارودى رئيس وزراء مصر فى عهد الخديو توفيق والملقب بـ»رب السيف والقلم».. فقد كان عضوًا فى 27 جمعية وهيئة علمية ومؤسسية وأيضًا بالخارج.
إن العالم الفيلسوف الأديب الشاعر د. على مصطفى مشرفة الأول دائمًا فهو أول عالم مصرى يتولى عمادة كلية العلوم بجامعة القاهرة.. وأول عالم عربى يقيم معرضاً للطاقة الذرية وتاريخ العلوم عند العرب عام 1949 وأول عالم عربى تدعوه أمريكا لإلقاء محاضرات عن الذرة فى أحد أشهر جامعاتها «برنستون».. وأول عالم عربى ينال درجة الدكتوراه فى الذرة وعمره أقل من 26 عامًا وأول عالم عربى يحصل على الدكتوراه فى الفلسفة وعمره «25 عامًا»..
الدكتور على مصطفى مشرفة كان الأول على الدوام فهو أيضًا أول أستاذ مساعد يرقى إلى أستاذ بعد عام واحد وعمره 28 عامًا.. ليس هذا فقط فهو أول عالم عربى يعد 25 بحثًا علميًا فى الرياضيات ويعد 12 كتابًا علميًا فى مختلف فنون الحياة.. وتفوقه قاده إلى الحصول على المركز الأول فى امتحانات آداب اللغة الإنجليزية على زملائه من بريطانيا العظمى بجامعة لندن.. وأول عربى قدم أكثر من 8 محاضرات ومقالات فى مختلف العالم والآداب علميًا واجتماعيًا.. وقام بتنسيق العلوم وتعريبها عن طريق الصحف والإذاعة ويكتب فى سياحة الفضاء، وأول من حذر من استغلال العلم والمخترعات فى الدمار والتدمير ونادى بالسلام.. ونادى باستخدام اللغة العربية كأداة علمية.. وتحدث عن الجسيمات التى اكتشفت حديثًا فى علم الطبيعة ونادى بتطوير المجتمع بالبحث العلمي..
.. هذا العالم الفريد المصرى النابغة المولود فى دمياط فى 11 يوليو عام 1898 بعد الاحتلال الإنجليزى لمصر بنحو 17 عامًا وقبل حادث دنشواى بـ 8 سنوات.. ووسط أسرة ثرية تعيش فى دمياط وكان والده من أباطرة تجار القطن قبل انهيار ثروته.
تذكر السجلات الرسمية لكلية العلوم جامعة القاهرة انه عين بالكلية وكان أول أستاذ مصرى بها وعمره 26 عامًا وذلك عام 1926 وشغل عميدًا للكلية لمدة 14 عامًا من 36 – 1950 كما شغل وكيل الجامعة من 46 حتى 1948.. وقد وضعه نبوغه كأول عالم مصرى – عربى يشترك فى الموسوعة العالمية للشخصيات العلمية.
عندما أُعلن عن رحيله اهتزت منصات العلم العالمية واعتبرت وفاته خسارة كبيرة ليس فقط لبلده مصر بل للعلم والعلماء.. ويكفى هنا أن نستذكر ما قاله أينشتاين عندما بلغه نبأ وفاته «لا تقولوا إن مشرفة مات.. لا.. إنه حى بأبحاثه نحن محتاجون إليه لقد كان عالمًا رائعًا وأتابع أبحاثه فى الذرة فهو من أعظم علماء الطبيعة».
والحقيقة أن هذا العالم المصرى لايزال بعد 75 عامًا على وفاته تذكره الأكاديميات العالمية بما تركه من أبحاث ونظريات علمية كأحد رواد علم الذرة والفلك.. فقد وقف العالم فى ذهول عندما أعلن فى الثلاثينيات نظريته حول الذرة ودعوته للوقاية من القنبلة الذرية قبل أن تقوم أمريكا بضرب هيروشيما ونجازاكى فى اليابان إبان الحرب العالمية الثانية وهو العالم الذى دعا للاستفادة من حرارة الشمس الأمر الذى نسمعه اليوم بشكل واضح عن الطاقة الجديدة والمتجددة وهو أول من طالب بالطاقة الجديدة كمصدر بدلاً من الطاقة التقليدية كالفحم والبترول وها هى تصدق رؤاه فى التغير المناخى الذى تنبأ به قبل أكثر من 90 عامًا وتفوق برؤياه على أستاذ الذرة والطاقة أينشتاين ويعد كتابه محمد والعلم أبرز مؤلفاته كما تعد سميرة موسى أبرز تلاميذه ويكفى أن الإنجليز اختاروه رئيسًا لجمعية المناقشات فى الكلية الملكية بلندن.
كما أسهم بمشاركته الفعالة فى تأسيس الأكاديمية المصرية للعلوم.. وحمله نبوغه العلمى ليلقى التقدير العلمى والأدبى فى الأكاديميات العالمية لأبحاثه واكتشافاته لأسرار الذرة والكون..
النشأة
ولد على مصطفى مشرفة فى أسرة ثرية بحى المظلوم بدمياط اهتمت بالعلم والتقوى والتجارة.. وكان والده مصطفى عطية أحمد جعفر مشرفة من المتمكنين فى علوم الدين ومتأثر بالمفكر الإسلامى جمال الدين الأفغانى والشيخ محمد عبده وعاش مع أشقائه مصطفى وعطية ونفيسة وحسن.. وكان والده التاجر للقطن قد دب خلاف أسرى مع والدته أدى إلى انفصالهما وتعقد الأمر بزواج الأم من آخر.. وكان إفلاس والده أزمة هى الأخرى خيمت على حياة الأسرة بسبب خسارة محصول القطن.. حيث كان والده يمتلك 200 فدان وبسببها ترك المحاماة ليتفرغ لأملاكه مرتديًا عمامة كبيرة أشبه بعمامة الأفغانى وبينما على مصطفى مشرفة فى سن العاشرة عام 1907 يصاب الوالد فى أزمة القطن بالموت المعنوى ومات عام 1910 وعلى فى الشهادة الابتدائية وترتيبه الأول على القطر المصرى وذلك بعد وفاة والده بثلاثة أشهر ووالدته السيدة رئيفة بنت أواجا بك منفصلة عن الأسرة وكان النابغة يعيش مع جدته فاطمة الحزبية.. ويجد على نفسه مسئولاً عن أسرة بلا أب والأم مع زوجها وتركت الأسرة ودمياط لتعيش بـ 4 جنيهات من أملاك صغيرة للأم ويعيش الصغار فى حارة محوبك بعابدين ومعهم الجدة ترعاهم.
وما لبثت الأم أن انفصلت هى الأخرى من زوجها الثانى وتعود لأبنائها.. لكن الصدمة كانت بينما على فى البكالوريا وتموت الأم فيخون على حزنه على أمه ويحصل على المركز الثانى على القطر المصري.. فوسط أحزان عائلية أب يخسر تجارته وهو فى الابتدائية وأم حنون على صغارها لكنها تتزوج غيره.. هذه الأحداث الجسام هزت عقل العبقرى الصغير وحزن وحل ثانيًا فى «البكالوريا» عام 1914.. وكان فى هذه السن إذا عاد إلى دمياط يهرب إلى الشاطئ كأنه يرى صورته فى الماء فيغسل همومه وعذابات اللحظة على نفسه واخوانه وهو الطفل الصامت ذو العيون الثاقبة شاب متقد بالحماسة مفعم بالذكاء مع إرادة صلبة.. ونال عام 1917 وسط ارهاصات وعد بلفلور المشئوم على اجازة المعلمين العليا وكان ترتيبه الأول فابتعث إلى بعثة لإنجلترا.. وفضل فى البداية قبل البعثة أن يلتحق وهو أصغر من حصل على البكالوريا فى مصر 16 عامًا أن يلتحق بالمعلمين العليا.
البعثة إلى إنجلترا
ومع اختياره للبعثة تفرغ قبل السفر لتزويد اخوته بالنصائح وحضهم على اتباع المثل العليا وسافر ولم تنقطع رسائله لأشقائه ويروى لهم بعض مظاهر الحياة فى بريطانيا العظمى التى تستعمر مصر وممرها إلى مستعمراتها فى الهند وآسيا وفى جامعة لندن 1920 – 1923 درس الرياضيات وحصل منها على الدرجة العلمية مع مرتبة الشرف.. بعدها كتب خطابًا لأساتذته فى مصر يبدى فيه الرغبة للنقل من نوتنجهام إلى لندن لدراسة الفلسفة.. وكان الإنجليز قد تنبهوا إلى نبوغه وعرضوا عليه أن يعود إلى القاهرة وهنا خاطب وزير المعارف مبديًا استعداده للبحث العلمى وموافقة عدد من الأساتذة بالجامعة على رسالته وخالف الوزير التقليد.. ووقتها أبلغ صديق والده عبدالرحمن رضوان عن وضعه فى لندن وأبلغه أنه سيواصل التعليم فى إنجلترا.
الزواج
وبرغم دراسته فى الخارج ومعرفته لسيدات الجامعة لكن لم يرتبط بإحداهن والتقى فى نهاية عام 1931 بالآنسة دولت حسن باشا زايد التى لا تخرج من منزلها إلا بصحبة والدتها وتقدم إليها ووافقت الأسرة وعقد قرانه فى 3 يناير 1932 ومعها انطلقا لشهر العسل وتصادف أن السفر بالباخرة وعلم أيام العسل أن مؤتمرًا عن الرياضيات بزيوريخ وقطع النابغة الشغوف بالعلم على مشرفة.. العسل والعواطف ليحضرا المؤتمر.. وقال لها كلمته الشهيرة وهى شاردة لا معاتبة كما روت لشقيقه عطية «المزاحم الوحيد لحياتى معك هو العلم».. رغم أنه وقت فراغه كان يذهب معها إلى السينما وزيارة الأصدقاء والأقرباء «اما انكبابه الحقيقى كان على العلم والتعليم».. وكان قليل النوم ربما 3 أو أربع ساعات يوميًا ويصحو مبكرًا.. وكان صباحًا قبل التوجه للعمل يذهب للبيانو ليعزف مقطوعة موسيقية يحبها ويهيم مع «بيتهوفن» وفاجزوثوبرت ومندلسون.. والألحان الشرقية.
لقاء الشهر
كان يلتقى شهريًا مع تلاميذه فى منزله ويوصى زوجته دولت هانم بالاهتمام بهم وغالبًا ما يقوم بنفسه لخدمتهم.. وتقول لا أنسى فرصة يوم أن قبلت الجامعة طلبة وطالبات من البلاد الغربية والشرقية وكان يغضب من سكرتيره إذا منع طالب من الدخول كليته.. ويقول سكرتيره الخاص 1936 – 1950 رئيس معامل الفلك ومعهد الأرصاد بعلوم القاهرة إنه كان حريصًا على الاستماع لطلابه فى شكواه مهما كلفه من وقت.
ولعه بالموسيقى
تقول كنا نحضر إحدى حفلات الموسيقى فى لندن والسكون سائد فى المسرح وإذا بصرخة مدوية تصدر منه وهو بجوارى ودهش الحضور لهذا التصرف من المصرى الأسمر «مشرفة» وما ان انتهت المقطوعة حتى نزل من المسرح العازف ليتأسف للدكتور على مشرفة لأن هناك خطأ حدث من العازف وهنا انتهت دهشة الحضور أن المصرى كان ينبه العازف على الخطأ وسط دهشة الحضور وهذا الخطأ دفع د. مشرفة «ليصرخ» منبهًا..
حبه لأولاده
تقول دولت هانم إن حبه لأولاده كان يفوق الوصف وكان يقوم بنفسه على إعداد حمام ابنه مصطفى وإعداد ملابسه رغم وجود الخادمة.. وبكى شديدًا عندما توفى ابنه منير وعمره تسعة أشهر وكان يقول إنها وديعة ردت لصاحبها.. وفى يوم ذهب لأخته بنفسه يعتذر لها عندما كانت تبكى بشدة على وفاة ابنها عندما مات واعتذر لها بعد وفاة ابنه منير وإحساسه بالفراق.. كما كان يدلل ابنته نادية ويراقبها أثناء رسم لوحاتها..
أما سلوى ابنته آخر العنقود وعندما أنجبتها أمها عقب عودته من سويسرا كان يردد على مسامع زوجته هذه البنت «مش هلحق أربيها» وذلك فى 24 يوليو 1947 وكان مغرمًا بها جدًا ويصطحبها معه فى كل مكان ولا يتناول طعامه إلا وهى أمامه وبالفعل مات عام 50 بعد فترة قصيرة من ولادتها.. والدكتورة سلوى مشرفة أستاذ بالمركز القومى للبحوث فى تخصص الكيمياء عبرت عن سعادتها بالمسلسل التليفزيونى عن والدها وتقول كنت أتمنى أن تكون والدتى على قيد الحياة وتشاهد هذا العمل الدرامى المميز.
وتشير سلوى فى حديثها إلى إنها تملك بعض مقتنيات والدها واطلعت على مذكرات كتبها وعمره 19 عامًا بخط يده فى إنجلترا وهى عبارة عن يوميات مكتوبة ووجهت الشكر للمؤلف محمد السيد عيد على عقده جلسات عمل عن الأعمال الدرامية الخاصة بالعالم الكبير.
علاقته بثورة 19
هناك ربط بين على مصطفى مشرفة وثورة 1919 بقيادة سعد باشا زغلول والحقيقة توضح أن هناك خلطاً والتباساً بينه وبين أخيه مصطفى الذى كان له نشاط سياسى واعتقل إبان ثورة 19 وكان الدكتور على قد التحق بالبعثة 1917 – 1920 بكلية نوتنجهام بإنجلترا وكتب وقتها إلى محمود باشا فهمى النقراشى للعودة والمشاركة فى الثورة فقال له «نحن نحتاج إلى علمك أكثر ما نحتاج إليك ثائرا.. أكمل دراستك».
خلافه مع الملك فاروق
كان الملك فاروق قد أعلن عن منحه الباشاوية ولكن رفض أن يتعاون معه – بحسب حديث ابنته – ولم يذهب إلى القصر حسب البروتوكول مما أثار حفيظة الملك ولم يتم تعيينه رئيسًا للجامعة.. كما منع سفره إلى أمريكا بعد موافقة مجلس الوزراء على سفره أستاذًا زائرًا للسفر إلى الجامعة التى كان يدرس بها ألبرت أينشتاين وهو أول عالم فى العالم يدعو لاستخدام الذرة سلميًا وأن صناعة القنبلة هو التوازن القوى فى المنطقة.
وكان مشرفة قد منح البكوية فى 11 فبراير 1946.. وكان عليه أن يقابل الملك نيابة عن مديرها على باشا إبراهيم فمنحته السراى مرتبة الباشوية، وكان مشرفة منتخبًا وكيلاً للجامعة 3 مرات تنتهى فى 1948 وكان مشرفة يرى أنه أحق بمنصب مدير الجامعة وكان مشرفًا على مشروع القرش مع أحمد حسين مؤسس حزب مصر الفتاة واتهم مشرفة بأنه ضد الملك ويطالب بالنظام الجمهورى وكثرت الروايات حول ظروف وفاته.. وفى الوفاة لم يرسل الملك فاروق مندوبًا للتعزية – بحسب حديث لابنته للمصرى اليوم فى 16 سبتمبر 2011.
عبقرى الذرة محطات فى حياته
محطات كثيرة فى حياة العالم العبقرى الذى كان يقطن فى 3 شارع معبد الشمس بمصر الجديدة.. التحق بجامعة نوتنجهام عام 1917 – 1920.. حاصل على دكتوراه فى الفلسفة 1923.. حاصل على دكتوراه العلوم 1924.. مدرس بمدرسة المعلمين 1923 – 1925 – أستاذ مساعد بكلية العلوم 1925 – 1926.. أستاذ الرياضة بجامعة القاهرة 1926- 1950.. عميد كلية العلوم 1936- 1950.. وكيل جامعة القاهرة 1946 – 1948.. رئيس المعهد المصرى لتقدم العلوم 1942.. عضو الجمعية الملكية للفلك بلندن 1924-1930.. عضو اللجنة الأهلية للرياضة البدنية 1933.
من تلاميذه
د. محمد مرسى أحمد وزير التعليم الحاصل على الدكتوراه من ادنبره 1931 ورئيس جامعتى القاهرة وعين شمس وعميد علوم القاهرة.
د. سميرة موسى أول عالم ذرة مصرية الأولى على دفعتها والمعيدة بجامعة القاهرة والباحثة بجامعة سان لويس بولاية ميسور بأمريكا، وتوفت قبل عودتها لمصر بأيام فى حادث سيارة.
توفى العالم العبقرى بعد رحلة عطاء علمى نادرة لا تزال خالدة بين تلاميذه فى جامعتنا المصرية الحكومية والأهلية والخاصة وبوفاته فى هذه السن المبكرة خسارة علمية كبيرة لمصر والعرب والعلم والعلماء.. فهو من اكتشف اليورانيوم فى مصر واكتشف بعد وفاته فى مدينة القصير.. وعند وفاته نعته إذاعات العالم كعالم ذرة فريد ووصفوا وفاته بالخسارة الكبرى وبرغم الـ 75 عامًا التى تفصلنا عن وفاته إلا أن ما توصل إليه يظل خالدًا.
وفاة مشرفة
وفاة مشرفة فى سن الـ 52 كان موضوع جدل وهل هناك أيدى صهيونية وراء وفاته إيدٍ صهيونية خشيت أن يتوصل لصنع القنبلة الذرية وذلك ربطا على وفاة تلميذته سميرة موسى بالغربة فى أمريكا بعد وفاته بثلاث سنوات وفتحت ملفاً للنقاش حول وفاة علماء مصر.. خاصة أن الدكتور مشرفة لم يكن يشكو من مرض عضال.. وتقول د. سلوى فى هذا الشأن لقد مات والدى بينما كان يستعد لحضور حفل افتتاح البرلمان وفجأة سقط فى غيبوبة النهاية..
صحيح كان عمر إسرائيل عامين لكن الأصابع الصهيونية ربما تتحرك تجاه عالم صيته ملأ العالم. فقد مات مشرفة مع مصحفه الذى لا يفارقه ودفن فى مقبرة بالقاهرة وأثناء إنشاء طريق الأوتستراد سارع الدكتور عبدالعزيز كامل وزير الأوقاف بنقل الرفات إلى حديقة مقبرة الخديو توفيق ووافق الأمير محمد عبدالمنعم رحمه الله أن يدفن بجوار جده واعتذر وقتها عن الحضور بنفسه إلى مقبرة جده الخديو توفيق.