جمعتنى حوارات معمقة مع الدكتور أحمد زايد عالم الاجتماع ومدير مكتبة الإسكندرية، وكان محور تلك النقاشات «الجهاز الإدارى للدولة» وما يعتريه من أمراض مزمنة ومسببات تلك الأمراض، كان الدكتور زايد قد كتب عدة مقالات بجريدة الأهرام عن فكرة «القبلية» الممتدة من المجتمع إلى الجهاز الإدارى وتأثيرات تلك السلوكيات على الأداء، مناقشة هذا الموضوع فتحت موضوعات أخرى مرتبطة بنفس الفكرة حيث أمدتنا علوم الإدارة بالعديد من النظريات التى يمكن تطبيقها فى الدواوين الحكومية ومنظمات الأعمال ، فهناك نظريات «الإدارة بالأهداف» و»والإدارة بالنتائج» و»الإدارة بالمشاركة».. وغيرها من نظم الإدارة، لكن هناك حزمة من النظريات محلية الصنع والانتشار والتداول تحكم إطارنا الإدارى منذ عقود طويلة حتى رسخت فى ضميرنا الجمعى بأنها
«سلو بلدنا» فمثلا لدينا نظم «الإدارة بالواسطة وبالعشم» و «الإدارة بالاستلطاف وخفة الظل» و»الادارة بالأهواء والمصالح» و»الإدارة بالتساهيل والتواكل» و»الإدارة بالاختباء والمراوغة» و»الإدارة بالتأجيل والخروج الآمن» والقاسم المشترك بين كل هذه الأنماط والنظريات هو الاعتماد على الادوات التقليدية البالية فى ممارسة تلك الافعال التى يسمونها كذباً «إدارة».. وأهم هذه الأدوات هى «سياسة تمرير اللقطة» فالمدير الذى يعتمد على هذه السياسة لا يشغل تفكيره بأهداف أو نتائج تخص الشركة أو الجهة التى يديرها، فقط ينظر إلى شكله وصوره وأخباره من دون المؤسسة، هذا النموذج لا يسمع ولا يرى إلا صوت ذاته فى كل حركة أو تحرك أو قرار، هذا المدير لا يهتم بالحسابات الختامية أو تقارير النتائج الحقيقية لأداء مؤسسته أو منظمته أو شركته فقط هو يحتفظ بـ «ألبوم الإنجازات» حيث تجد بداخله مجموعة من الصور الباهتة لعدد من الفعاليات والاجتماعات الصورية مع كثير من الابتسامات المزيفة لشخصه، هذا النموذج موجود فى أماكن عديدة بطول البلاد وعرضها ويمثل بوجوده جلطة فى شرايين الجمهورية الجديدة التى دشنها فخامة الرئيس والذين معه من المخلصين، الرئيس يقدم لنا نموذجاً فريداً فى علوم الإدارة وهو مزيج من الإدارة بالأهداف والنتائج والمشاركة والمصارحة والمحاسبة والمتابعة والمراقبة الرئيس يدير ويتحمل المسئولية بنبل وإخلاص وشرف ودائماً ما كان التواضع الحقيقى والإيمان الراسخ لسيادته هو جسر العبور إلى قلوب الملايين، من هنا أدعو كل مسئول فى مصر من أعلى المستويات الوظيفية إلى أدناها أن يتخلى عن سياسات اللقطة والمنظرة ويتعلم من الرئيس حفظه الله.