خصلة شعر وأربعة خطابات ومجموعة صور كانت موجودة فى مظروف كبير مكتوب عليه من الخارج «كروانة الكراوين»، عثرت عليه السيدة هدى التابعى زوجة أميرنا وأمير الصحافة العربية محمد التابعى فى مكتبه بعد رحيله، كشفت هذه الخطابات قصة الحب المجهولة بين محمد التابعى وأم كلثوم.. الخطاب الأول كتبه التابعى بعد سفره إلى ميلانو بأسبوعين، تحديداً يوم ٩ يونيو 1936، وجاء فى هذا الخطاب الغرامي:
لست أطمع فى أن يبعث مرأى هذا الخطاب الدم إلى خديك، أو يزيد من سرعة دقات قلبك، أو أن يعقد لسانك لحظة أو لحظتين، أو أن تقرأيه وراء أبواب مغلقة وأنت غارقة فى بحر الذكريات.. لكنى أطمع فقط، وليس هذا بالشيء الكثير، فى أن تصدقى كل حرف سوف أخطه.
وبعد مرور أسبوع، تحديداً فى 18 يونيو 1936، أرسل التابعى إلى أم كلثوم رسالته الثانية، رغم عدم ردها على رسالته الأولي، فكتب يقول:
فى ذمتى لك كلمة، يوجب أداؤها عهدى لك بأن أكون دائماً صريحاً معك، لقد اكتمل اليوم أسبوعان منذ سمعت صوتك آخر مرة، أسبوعان كنت دائماً فيهما فى خاطري.
ولعلى ألمحت إلى شيء من هذا فى صدر خطابى الأول إليك، لأننى أخرج كسير النفس مغلوباً على أمري، جريحاً فى أدق مشاعري، لأننى لم أستطع أن أكون لك أو أكون منك فى المنزلة التى تريدين. وكانت النتيجة أننى هممت أو على الأصح شرعت فعلاً فى أن أحاول نسيانك، لأنى إذا لم يكن فى استطاعتى أن أحظى بحبك كما أريد، فعلى الأقل أن أحظى بكرامتي.
ثم جاءت الرسالة الثالثة والأخيرة من التابعى إلى أم كلثوم:
أنا لم أتورط معك، وكل كلمة قلتها لك كانت من كل قلبى وكل عاطفة أو خلجة كانت صادقة خالصة لا أثر فيها لإحراج أو تورط.. أرجو منك أن تؤمنى معى بأننى لا أريد ولا أقصد. ليست هناك ساعة واحدة أستطيع القول إنها ملكي، أو أننى فيها ملك نفسي، لأنك دائماً معي، تطلين عليّ وتهمسين فى أذني.. بكل ما كان بيننا فى كل ساعة من ساعات الشهور الستة التى اتصلنا فيها، وعرفت معنى القرب ومعنى الخصام.. وفى محفظتى صورتك الصغيرة. وخصلة من شعرك.. أشمها.. إننى أمام صورتك الصغيرة أحس أننى تلميذ يشم معبودته الأولي، التى حرق أمامها أول بخور اشتراه، بأول قطرة من دم قلبه الشاب»!
وأخيراً جاء رد أم كلثوم على التابعى جامداً خالياً من المشاعر:
«عزيزى محمد التابعى أشكرك على برقيتك، ثم أشكرك أكثر على رسالتك، وإنى سعيدة بأن أسمع أنك بأحسن حال، ومقالاتك الأسبوعية الممتعة فى أخبار اليوم وآخر ساعة تحمل لى كل أسبوع خير الأنباء عنك. تقبل خالص تحياتى وشكري.. أم كلثوم.