اجتماع الرياض الذى تم بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى والذى جاء فى ظل التشاور والتنسيق بين عدد من القادة العرب لبحث ملف القضية الفلسطينية ووضع خريطة عربية للخروج من الوضع الراهن فى ظل اتفاق تبادل الأسرى ووقف اطلاق النار فى غزة بمراحله المختلفة والذى يسبق القمة المقترحة بالقاهرة.. خطوة مهمة لوضع خطة عربية واضحة فى قمة القاهرة المرتقبة لمواجهة الطروحات المختلفة ومنها الطرح الأمريكى الداعى لتهجير الفلسطينيين وتحويل غزة إلى منتجع سياحي.
ان اللقاء الأخوى فى الرياض الذى دعا إليه الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولى العهد رئيس الوزراء السعودى والذى يضم إلى جانب مصر دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والمملكة الأردنية الهاشمية لتعزيز التعاون العربى المشترك ورسم خريطة المرحلة المقبلة التى تقدم فيها مصر رؤيتها الكاملة بشأن الوضع فى قطاع غزة ونفاذ المساعدات والاعمار واكمال بنود ومراحل وقف اطلاق النار وتبادل الأسرى والمصابين.. وتتكامل هذه القمة التى هى فى الأساس تشاورية تنسيقية تسبق اجتماع وزراء خارجية الدول الاسلامية الذى يصب فى نفس الهدف.. وهذا الاجتماع الأخوى فى الرياض يمهد لعقد قمة «مواقف» ناجحة فى القاهرة وسط الأحداث والتحديات الحادة التى تمر بها القضية الفلسطينية.. وما حدث فى الرياض ولقاءات القادة العرب يشكل خطوة مهمة وما تسرب عنه يؤكد اتفاق الرؤى العربية مع الرؤية المصرية المتمسكة بثوابت القضية الفلسطينية والتى تسعى بكل الجهد للعمل على محاور ثلاث تثبيت وقف اطلاق النار.. ونفاذ المساعدات وتبادل الأسرى من الطرفين والتمهيد لمسار السلام واعمار غزة دون «تهجير الفلسطينيين».. وهذا ما أكده الرئيس عبدالفتاح السيسى فى القمة المصرية – الإسبانية بمدريد والتى توجه منها إلى الرياض مباشرة فى جهود رئاسية مكثفة من أجل تشكيل اجماع عربى موحد لصالح القضية الفلسطينية يرتكز على ان حل الدولتين بحدود 4 يونيو 67 الطريق الوحيد للاستقرار فى المنطقة.
.. المؤكد ان قمة الرياض الأخوية عكست بناء توحد عربى لمواجهة كل السيناريوهات المطروحة حول القضية الفلسطينية والتصدى لكل ما لا يتفق والرؤية العربية التى تستند بشكل رئيسى على الرؤية المصرية بثوابتها المعروفة والتى تعتبر القضية الفلسطينية قضيتها المركزية.. وأهم ما تم التشاور حوله فى الرياض هو ماذا بعد وقف اطلاق النار وانطلاق الاعمار ومستقبل غزة واقناع الولايات المتحدة بأن الحل هو الدولتين واعمار غزة.. وقد بلور لقاء الرياض التنسيق الاخوى التشاورى بين القادة الثمانية أمس موقفا عربيا واضحا تجاه التحديات الخطيرة التى تواجه المنطقة والقضية بعد عملية طوفان الأقصى التى اندلعت قبل أكثر من 500 يوم فى ٧ أكتوبر 2023.
إن لقاء الرياض يمهد لقمة 4 مارس الطارئة برؤية عربية تحدد مواقفنا تجاه القضية الفلسطينية وتسويق الرؤية العربية «مهم» أمام خطط الاعمار والتهجير وان الاعمار يجب أن يتم والفلسطينيون فوق أرضهم.. والتى قد تستغرق 18 شهرا.
وزير الطاقة السعودى.. شكراً
لم أستغرب الكلمات الراقية والرائعة التى تحدث بها الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الطاقة السعودى فى افتتاح مؤتمر الطاقة بالقاهرة «ايجبس 2025» فى مركز المنارة بمشاركة قادة الطاقة فى العالم فى نسخته الثامنة التى تعكس عاما بعد عام قدرة مصر كمركز اقليمى للطاقة.. ما قاله الأمير عبدالعزيز الذى أعرفه عن قرب عندما كنت ألتقيه فى الرياض أو جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بشرق السعودية عندما كان طالبا قبل تخرجه وحضور والده الملك سلمان حفل التخرج فى ثمانينيات القرن الماضى دائما يتحدث عن مصر بالخير والحب.. وله ابتسامة شافية جميلة عندما يتحدث عن أم الدنيا.. وحديثه عن العلاقات التاريخية والاستراتيجية بين البلدين الشقيقين الراسخة من القدم حديث يعكس رؤية جده المؤسس المغفور له الملك عبدالعزيز عند زيارته لمصر فى أربعينيات القرن الماضى وعلى ما أعتقد هى الزيارة الوحيدة له إلى خارج السعودية كانت إلى مصر لمكانتها عند الاخوة السعوديين وكذلك مكانة السعودية عند المصريين جميعا التى نرتبط معها بالتاريخ والجغرافيا والعلاقات الروحية كمهبط للوحى وبلد الحرمين الشريفين «قبلة المسلمين».. ما قاله الأمير عبدالعزيز بن سلمان عندما تحدث بالعامية المصرية التى عندما كنت التقيه فى مكتبه مع زميلى السودانى السر سيد أحمد خبير الاقتصاد والنفط كان حديثه المحبب بالعامية المصرية.. ولذلك عندما استمعت وشاهدت كلمته عدت إلى الوراء عدة عقود عندما التقيته فى وزارة البترول عندما كان وكيلا لها أيام الوزير هشام ناظر وأيضاً عندما قابلته فى القمة العربية بالرياض أيام الملك عبدالله ومعى الصديق د. ابراهيم البهى والزميل الأستاذ سليمان نمر كان حديثه دائما بالابتسامة السعودية – المصرية.. كلامه عن مصر دائما حاجة حلوة.. شكرا للأمير المثقف الواعى بتحديات التنمية العربية.. وربما هو الشخصية الوزارية فى العالم التى يبحث عنها مراسلو الوكالات كونه مثقفا واعيا بشئون النفط والطاقة وابن الدولة التى تتصدر قائمة دول أوبك وأوابك بأعلى إنتاج عالمى.. شكرا سمو الأمير عبدالعزيز بن سلمان.