فى مشهد من المشاهد التى لا تنسى فى السينما المصرية الإبداعية وفى فيلم «وا إسلاماه» فإن مبعوث هولاكو قائد التتار وقف يتحدث باستعلاء وتهكم عن عدم وجود قيادة يستطيع أن يسلمها انذارًا بتسليم مصر إلى التتار وإلا فالموت والدمار، ونظر المبعوث التتارى إلى جموع الحاضرين من ممثلى الشعب المصرى وقياداته قائلاً: و»أكلم مين لما أعوز أخاطب شعب مصر»..!
كان المبعوث التتارى يعتقد أنه يواجه دولة ممزقة تسودها الخلافات.. كان فى ذهنه قصص وحكايات وتخيلات مؤداها أن الخوف سوف يجبر مصر على الخضوع والتسليم لطلبات هولاكو الذى كانت قواته تدخل الدول التى تستسلم فتبيدها وتقتل رجالاتها وتغتصب نسائها وتستولى على كل ثرواتها.
وفوجئ المبعوث التتارى بسيف الدين قطز يخرج من بين الصفوف قائد ولد من رحم الأزمة ليقول خاطبنى أنا.. وبكل الثقة فى شعب مصر وجند مصر وقدرات أهل مصر رفض قطز الانذار التتاري.. ومزق بسيفه رسالة الانذار.. ووجد شعب مصر معه فى لحظات ملتفًا حوله يهتف باسمه ويعاهده على القتال.. وكان ما كان وانتصر سيف الدين قطز وشعب مصر فى معركة عين جالوت الخالدة التى كانت درسًا فى كسر غرور الغزاة والتى استعادت معها الدول الإسلامية فى ذاك الوقت روح المقاومة والإرادة لتبدأ مرحلة اندحار وهزيمة التتار.
> > >
واكتب يا تاريخ.. اليوم هناك من يتحدث باسم مصر.. هناك من يتحدث باسم العرب.. هناك من يحمى ويدافع عن أرض العرب.. هناك من يتصدى لتتار العصر الجديد.. هناك عبدالفتاح السيسى رئيس مصر الذى وضعته الأقدار فى أصعب وأهم اختبار لتلتف حوله كل الجموع فى مشهد أعاد إلى الأذهان وللذاكرة أمجاد شعب مصر عندما يتجلى معدنهم النفيس فى الأزمات والأخطار.. وعندما يقولون ويعاهدون ويقدمون أرواحهم فداء للوطن ولكرامته وكبريائه.
وعندما تقف مصر فى اصطفاف وطنى على هذا النحو فإنها توقف أى مؤامرات وتفسد أى مخططات وما حدث فى الفترة القليلة الماضية كان ترجمة وانعكاسًا للموقف المصرى القوى رئيسًا وحكومة وشعبًا.. مصر قالت «لا».
> > >
وأعود.. أعود إلى بعض خطب وتصريحات العقيد معمر القذافى الذى تآمروا عليه وقتلوه فى الأيام التى تلت فوضى الربيع الزائف فى عام 2011.
فالقذافى كان على حق.. القذافى كان يتحدث عن الاجتياح القادم للأراضى العربية، القذافى كان يتحدث عن المؤامرة الصهيونية من النيل إلى الفرات.. القذافى كان يحذر الدول العربية من الانصياع والانسياق وراء أوهام السلام المزعوم قبل الوصول لحل عادل للقضية الفلسطينية.. القذافى كان من العقبات التى تعترض طريقهم.. لذلك حرضوا عليه وقتلوه ومثلوا بجثته.. كانوا يريدون لكل الدول العربية الفوضي.. كانت الفوضى والصراع على الحكم وتفجير الفتن الداخلية هى وسيلتهم لاسقاط كل الدول العربية.. أرادوها دمارًا علينا من الداخل.. ولن يتوقفوا عن محاولاتهم.
> > >
ونعود لحواراتنا الداخلية ونتحدث عن قرار لجنة السياسات النقدية بالبنك المركزى بتثبيت أسعار الفائدة رغم كل التوقعات السابقة التى كانت تشير إلى امكانية تخفيض أسعار الفائدة مع تراجع التضخم.
وقرار البنك المركزى بتثبيت أسعار الفائدة لم يكن قرارًا اقتصاديًا ماليًا بحتًا.. كان قرارًا يأخذ أبعادًا أخرى أكثر أهمية.. فالاستقرار فى الأسواق حاليًا.. والاستقرار فى المعاملات المالية وسعر الدولار مقابل الجنيه المصرى قد يكون له الأولوية حاليًا.. ولو كان البنك المركزى قد اتخذ قرارًا بالتخفيض لكن الدولار الأمريكى اليوم يطير بلا نوقف..!
> > >
ونعيش فى أجواء شهر رمضان.. وبدأت تنتابنا روح رمضان.. رمضان الطمأنينة.. والسكينة والهدوء.. رمضان الاحتفالات التى لا تتوقف.. فرحة وسعادة وصفاء.. وشوارع مصر وبيوتها.. بدأت تتزين ابتهاجًا بالشهر الفضيل.. والمدن والتجمعات العمرانية الجديدة اصبحت منافسًا قويًا للأحياء الشعبية فى مظاهر الاحتفالات برمضان.. و»ايجيبت» قد تتفوق على مصر فى حجم الاضاءة والزينة و»فوانيس» الشوارع.. رمضان حلو.. وكل ما فيه حلو.. وفاطر أو صايم.. كله حلو.
> > >
ولقاء القمة المصرى الكروى فى بريطانيا غدا.. محمد صلاح «ليفربول» فى مواجهة عمر مرموش «مانشستر سيتي»..!! وسوف تتأرجح عواطفنا ما بين صلاح ومرموش.. وان كان صلاح هو الابن البكر والذى له دائمًا معزة خاصة.. كلنا أبومحمد.
> > >
ويرحم ضعفك فلا تيأس.
ويتكفل برزقك فلا تقلق.
ويكبت عدوك فلا تخاف.
ويكتب أجرك فلا تخشي.
ويعوضك خيرًا مما فقدت فلا تحزن.
ويضمن لك الجزاء الأوفى فلا ترتاب.
ويقضى حاجاتك فلا تكتئب.
فلا تحزن وربك الله.
> > >
وأخيرًا:
كل الأيام بك.. آمنة.
> > >
وكأنك نور يضيء مساحات القلوب الواهنة فيبعث فيها الحياة.. والرجاء.
> > >
وقلوب الأحبة.. أوسع الأوطان.
> > >
ومعجب الوردة قاطفها، أما المحب فهو ساقيها.