ست حناجر فى قوة جبال سوريا، لستة أشقاء احتضنهم النيل فزاد أصواتهم عذوبةً على عذوبتها المتوارثة عن والدهم.. يمنحون الألحان ترياقها، ولا يحرمون الكلمة شرفها.. وأى شرف أعظم من مديح رسول الله صلى الله عليه وسلم وآل بيته الكرام!
طافوا الأرض من أدناها إلى أقصاها منشدين مبتهلين مادحين، لكنهم رأوا فى مصر البيت الكبير الذى يسعهم وكل الفنانين من كل أنحاء العالم العربي.. رأوا فيها البراح لأصواتهم الذهبية.. والاحتفاء بأعمالهم الجادة الراقية فى حب الله ورسوله.. أحبوا مصر وعشقوا شعبها فبادلهم حبًا لهم وعشقًا لأصواتهم، ووجدوا فيها «مصر» الدار والأهل والبلد الأمين.
إنها فرقة الإخوة أبو شعر السورية للإنشاد الديني.. تلك الفرقة شديدة التميز، فلكل منهم صوته المتفرد المختلف عن غيره منهم.. لكنهم جميعا يتفقون على حب مصر ويقرون بفضلها، حيث يؤكد مدير الفرقة عبد الرحمن أبو شعر ـ أن مصر هى التى علمت الدنيا كلها حب سيدنا النبى وآل بيته مع الاعتدال، ومنها خرج الإنشاد الدينى والمبتهلون للعالم كله، ففى مصر المناخ المناسب للإنشاد الديني، ومصر تعتبر هوليوود الشرق فى فن الإنشاد الدينى كغيره من الفنون.
أما محمد خير أبو شعر -أحد منشدى الفرقة- فيتحدث عن المودة التى وجدوها لدى الشعب المصرى فور دخولهم مصر، فيذكر أنه خاطب شقيقه مبديًا تخوفه من الشعور من عدم معرفة الناس فى مصر بهم وأن الأمر سيحتاج إلى وقت حتى يعرفهم المصريون، لكنه فى أحد المواقف جاءه طفل يسأله «ألست من الإخوة أبو شعر»، ثم تبعه والده مرحبًا فى مودة شديدة.. ويستطرد: ومنذ ذلك الحين أدركت أننا فى بلدنا الثانى وأننا بين أهلنا وأحبابنا، كما أدركت أن الشعب المصرى محب لرسول الله وآل بيته وبالتالى يرحب بمن يمدحهم، فتوسمت خيرًا بوجودنا بمصر.
بينما لفتت خفة ظل المصريين انتباه المنشد بهجت أبو شعر الذى يرى أن المصريين يمتازون بقدرتهم على إضفاء روح الكوميديا على كل المواقف، كما أشار إلى إعجابه بالأكلات المصرية، مثل الكوارع والكشرى والطعمية، وغيرها.
فرقة الإخوة أبو شعر فرقة سورية مكونة من عشرة منشدين بينهم ستة إخوة، بدأوا الإنشاد فى سوريا وقدموا عددا من الحفلات فى العديد من دول العالم، قبل أن يستقروا فى مصر منذ عدة سنوات.