مررت بليلة عصيبة منذ أيام لن تنسى بسهولة لأن ساعات العمر كادت ان تتوقف نهائياً لولا تدخل العناية الألهية وتنقذنى وزوجتى من حادث مروع بالسيارة على الطريق الدائرى تفاصيله أننا خرجنا من حطام عربيتى بعد اصطدامها أكثر من مرة بالحاجز الأسمنتى وطبعاً النتيجة كسر فى اليد وكدمات فى الضلوع وجروح وإصابات مختلفة فى الجسم ورغم كل ما مررت به أشكر ربنا على كرمه وعطفه علينا.. وبعد ساعات من الاندهاش حول ما حدث فى الموقف والنتائج والخسائر وما إلى ذلك بدأت أسترخى وأفكر بهدوء ودارت فى ذهنى أفكار كثيرة متضاربة معظمها يتمحور حول حكمة ربنا فى الحادث بشكل عام وأثناء ذلك سألت نفسى «هل هذة علامة أنى مقصر فى شىء؟» وفى نفس الوقت أقول «نجاتى مرتبطة بطيبتى» و«هذه دعوات من حولى؟ أم حزام الأمان سبب نجاتى» وذهبت بذهنى هنا وهناك حتى وصلت إلى عبارة «عمر الشقى بقى» لحقتها ابتسامة عريضة وبدأت فى أخذ الموضوع على محمل الهزار ونسيت وقتها قدرة ربنا فى خروجى حياً وبدون خسائر جسيمة من حادث مميت.
الحقيقة.. ان كل ما يقع من خير أو شر هو بقضاء الله وقدره وهناك آيات كثيرة تدل على ذلك فى قوله تعالى «إِنَّا كُلَّ شَىءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ» و«مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِى الْأَرْضِ وَلَا فِى أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِى كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا» وفى قوله «وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا» كما انى أدركت تماماً ليس «حزام الأمان» ولا «الدعوات» ولا «الفهلوة» فى السواقة قد تنجى فهى كلها أسباب وأنما الأمور تجرى بقدر الله فهو الحافظ لولاه ما كان الحزام ان يثبت ويمسكنى جيداً.. لولاه كنا تصادمنا مع سيارة أخرى وتفاقمت الكارثة.. لولاه ما جاء أحد لينقذنا من الطريق وجميع الأشياء كما نعلم بإرادة الله لا تبديلَ لِكلماتِه ولا راد لحكمه وكما نقول دائماً عندما نصاب من أى مكروه «الحمدلله على كل شىء» و«قدر الله وما شاء فعل».