احتضان الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية الثلاثاء الماضى اجتماع الوفدين الأمريكى والروسى بشأن إيقاف الحرب فى أوكرانيا خطوة مهمة تحسب للدول العربية.
ضم الوفد الأمريكى ماركو روبيو وزير الخارجية ومايكل والتر مستشار الأمن القومى وستيف وتكوف المبعوث الأمريكى للشرق الأوسط كما ضم الوفد الروسى سيرجى لافروف وزير الخارجية ويورى اشاكوف مساعد الرئيس الروسى وكيرلديمتريف رئيس صندوق الاستثمار المباشر وانتهى اللقاء إلى أربع نقاط هى إعادة تأسيس وظائف الدبلوماسية فى كل من موسكو وواشنطن.. تعيين فريق رفيع المستوى للمساعدة فى التفاوض.. والعمل على انهاء الصراع فى أوكرانيا بطريقة دائمة ومقبولة لجميع الأطراف.. البدء فى مناقشة ودراسة التعاون الجيوسياسى والاقتصادى الذى ينتج عن انهاء الصراع فى أوكرانيا.
هذا اللقاء ثمرة لتحركات أمريكية بدأت مع الحملة الانتخابية لترامب حين قال سأنهى الحرب الأوكرانية خلال ستة أشهر ولكن بعض التحركات كانت لإبعاد الأنظار عن تحركات ستيف ويتكوف وزيارته لروسيا قبل انعقاد اجتماع الأمن السنوى فى ميونخ وتم خلال هذه الزيارة الترتيب لاتصال هاتفى بين ترامب وبوتين استمر 90 دقيقة وتطرق الحديث لأوكرانيا والشرق الأوسط وإيران والطاقة والدولار والذكاء الاصطناعى اعقبهما تصريحات لوزير الدفاع الأمريكى عن الواقعية على الأرض فى حل الأزمة الأوكرانية .. كل التحركات والتصريحات واللقاءات والجولات لرجال أمريكا لأوروبا كانت بعيدة عن الترتيبات الحقيقية للقاء الرياض وما يليه مما أحدث ارباكا وصدمة للأوروبيين والأوكرانيين والبريطانيين لعدم علمهم بما يحدث.
الحديث حول أوكرانيا بهدف الوصول لحالة من السلام الدائم وبحث الجذور التى اضطرت روسيا للقيام بعملياتها العسكرية هذا يعنى ان الحوار الأمريكى الروسى بدأ والترتيبات لفرق التفاوض فى غياب أوكرانيا والاتحاد الأوروبى وبريطانيا وإبلاغهم بالنتائج فقط لحماية المفاوضات من محاولات التدمير والافشال كما فعل بوريس جونسون رئيس الوزراء البريطانى الأسبق.
ما يتم ترتيبه لوضعه على جدول أعمال التفاوض بالتعهد بعدم ضم أوكرانيا لحلف الناتو والتأكيد على عدم استعادة المناطق التى ضمتها روسيا لأراضيها والتوقف عن دعم أوكرانيا بالسلاح والقوات.. أمريكا منفتحة على مناقشة الأفكار لانهاء الحرب للتفرغ للصين والدولار والطاقة وإيران والشرق الأوسط هناك جهد أمريكى يبذل لمعرفة مصير الأموال التى قدمتها لأوكرانيا والمقدره بحوالى 350 مليار دولار لاستردادها بالحصول على المعادن وغيرها من موارد طبيعية وهنا يظهر الحديث الروسى عن إمكان المساعدة وإمكانية إحياء صفقة اكسيون وحقوق التنقيب فى القطب الشمالى ومساعدة أمريكا فى إعاده خط نورد ستريم والتأكيد على تقدم روسيا فى منظومة مصرفية لمجموعة بريكس لن يمنعها من استخدامها الدولار فى التعاملات البترولية فى حالة تخفيف العقوبات وهنا يأتى الدور السعودى كما سيوضع على جدول الأعمال لقاءات التفاوض للمناقشة الضمانات بشأن المقاطعات الأربع وجزيرة القرم ومشكلة اتباع بانديرا «النازيون» فى أوكرانيا والحكم فى كييف بحيث يكون صديقا لروسيا.. من المتوقع ان مبادرة الوصول لاتفاق ستواجه برفض أوروبى.
فى النهاية هل ما يحدث بداية انتهاء حرب أوكرانيا وبداية انشقاق بين أمريكا وأوروبا وهل سنرى توقفاً لكل الحروب بالاجهاز على الدولة العميقة التى ترى الإدارة الأمريكية الحالية إنها وراء كل الحروب فهل تنجح هذه التحركات فى دفع الحرب الأوكرانية لنهايتها.