توقفت الأسبوع الماضى فى رحلة البحث عن حلم لزيارة الفضاء الى الذهاب لمؤتمر صحفى لمن اختاره ترامب لرئاسة وكالة الفضاء ناسا وهو الملياردير الأمريكى جاريد إسحاقمان الذى دفع 200 مليون دولار فى رحلة له بالفضاء منذ سنوات وسألته فى واقعة تخيلية طبعا عن كيفية قضاء وقته فى الفضاء وهل أنشغل بالسوشيال ميديا والتقاط الصور السيلفى وكان رده ساخرا: اسأل زملاء مهنتك الصحفيين. . اقترب منى زميل صحفى أسود البشرة، فرحت ظنا منى أنه ينتمى إلى أفريقيتى ولكنه تكلم بإنجليزية أمريكية موحيا له أن ظنى ليس فى محله، هو أمريكى أيضا، تعودت على ذلك!!، كل شيء أصبح أمريكياً.
– قال لى الصحفى الامريكى فاتحا لى موبايله:
هذه صورة إسحاقمان وهو يسير فى الفضاء ويظهر ظله والكرة الأرضية عند قدميه رمزاً للمستقبل.. وقال ساخرا: ليس إسحاقمان مثل رجال الأعمال عندكم!
> قلت: ماذا تقصد يا زميل المهنة؟
– قال بجدية مغلفة بابتسامة خبيثة: الصور والجهد يقولان إنه لم يكن مليارديراً «زير نساء» يدفع مقابل تمثيل دور فى ستار تريك، بل كان شخصاً يصل إلى أقصى ما يمكن للإنسان الوصول إليه باستخدام التكنولوجيا الحالية.
– شعر الزميل الصحفى ذو البشرة السوداء أننى فقدت توازنى فأجهز على ما تبقى منى قائلا: أثار هذا الإنجاز الانتباه بشكل لم يتوقعه أحد، بلغ حد ترشيحه لرئاسة وكالة ناسا الأمريكية للفضاء من جانب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى ديسمبر الماضى وقبل دخوله البيت الأبيض فى 20 يناير الماضي.
وكان السؤال الملح الذى يطرح نفسه، لماذا اختاره ترامب وهو رجل أعمال وليس عالما؟ وماذا طلب منه أن يفعل؟- خاصة فى سياق تعيين ترامب مالك شركة سبيس إكس إيلون ماسك، ليكون مسئولاً حكومياً لتخفيض 2 تريليون دولار من الميزانية الفيدرالية.
لكن ما يهم أمثالى الحالمين بالسفر للفضاء يكون الأمل فى تحقق الحلم.. ماهو؟ نسيتم… السفر للفضاء ..تعالوا لصوت الرجل القادم من بعيد:
يشغلنى مستقبل البشرية فى الفضاء، لرغبتى فى إتاحة الرحلات الفضائية للجماهير، هذا ما يهمك.
> قلت لكن ترامب رجل أعمال ولأعتقد ان سفر الجماهير للفضاء من اهتماماته، الا اذا كان وراء ذلك أرباح، وطبعا رجال الأعمال مثله.
قال: نعم هى المعضلة التى تواجه وكالة الفضاء الإمريكية ناسا التى تعودت على الإنفاق ببذخ وبدون حساب للأرباح باعتبارها لاتهدف للربح لذلك عليها ان تتقبل رؤيتى لاستخدام ناسا بشكل أكبر للقطاع الخاص.
> قلت: طبعا ترامب لم يترك «ناسا» وأدخلها فى عباءة البيزنس، وأنت نموذج؟!
قال : نشكل كرجال أعمال (إسحاقمان وإيلون ماسك وجيف بيزوس) موجة جديدة من المليارديرات تتحدى النظام القديم فى الفضاء.. ونعمل على تسريع وتيرة الابتكار وخفض تكلفة سفر البشر إلى الفضاء بشكل كبير.
> قلت: يعنى ايه؟
– قال: باختيار ترامب لى لرئاسة وكالة ناسا أقول: «دخلت البشرية هذا العصر الفضائى الثانى للتو».. وسيكون هناك حتماً اقتصاد فضائى مزدهر، اقتصاد سيخلق فرصاً لعدد لا يحصى من الناس للعيش والعمل فى الفضاء.. فى ناسا، سنبدأ عصراً تصبح فيه البشرية حضارة فضائية حقيقية».
ويضيف بحماس الواثق من صفقته بلغة التجار: تحدث العديد من رؤساء الولايات المتحدة عن إرسال رواد فضاء إلى القمر منذ إنتهاء رحلات هبوط أبولو على القمر فى الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، لكن ترامب كان أول من حول الأقوال إلى فعل، حيث سمح لبرنامج أرتميس التابع لناسا بإعادة البشر إلى القمر خلال ولايته الأولي… ويشير سجله إلى أنه من كبار المعجبين بناسا.
> قلت لكن مسئولى ناسا قلقون من هذه الرؤية على المستقبل العلمى للوكالة؟
– قال: نعم لأن ترامب تغير تفكيره تجاه الوكالة بسبب تأخر إطلاق صاروخ ناسا، نظام الإطلاق الفضائى (SLS)، وارتفاع التكاليف بشكل كبير؛ وفى الوقت نفسه، يعمل القطاع الخاص مثل شركة سبيس إكس التابعة لماسك وشركة بلو أوريجين التابعة لبيزوس على تطوير صواريخ قمرية قابلة لإعادة الاستخدام ومنخفضة التكلفة.
> فقدت الأمل فى تحقيق حلم زيارة الفضاء بعد اختيار ترامب لأكبر مليارير أمريكى لرئاسة وكالة ناسا، فرجال الأعمال لا يعطون منحا أو معونات لأمثالى لتحقيق حلمه.. تركت مكانى والصراع بين رجال الأعمال على 25 مليار دولار هى ميزانية ناسا، والأبحاث العلمية التى لا تهدف الى الربح كما يفكر رجال الأعمال.
> تركت مكانى وقول نائبة رئيس ناسا السابقة لورى جارفر: «ناسا حقا جوهرة التاج، ونحن لا نفعل ما يجب علينا فعله نيابة عن الشعب الأمريكي. هذا محبط لنا جميعاً».