العلاقات بين مصر والسعودية أخوية متجذرة
تعد العلاقات المصرية السعودية نموذجاً فريداً للشراكة الإستراتيجية بين دولتين عربيتين يجمعهما التاريخ والمصير المشترك.. وفى خطوة جديدة تعكس عمق هذه العلاقات، تم توقيع اتفاق بين مصر والسعودية لاطلاق برنامج وطنى يهدف إلى تحسين كفاءة استهلاك الطاقة فى مصر، مستفيداً من الخبرات السعودية والدعم الفنى المقدم من المملكة.
جاء هذا الاتفاق خلال افتتاح مؤتمر مصر الدولى للطاقة «إيجبس 5202»، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، والرئيس القبرصى نيكوس كريستودوليديس، وعدد من كبار المسئولين فى قطاع الطاقة.. ويعكس هذا الحدث الأهمية المتزايدة التى توليها الدولتان لتعزيز التعاون فى مجال الطاقة، باعتباره ركيزة أساسية للتنمية المستدامة.
تركز الاتفاقية على تبادل المعرفة وتطوير سياسات وخطط متكاملة لتحقيق الاستدامة، بما فى ذلك تطوير معايير فنية دقيقة وإعداد البنية التحتية المطلوبة لتحسين كفاءة الطاقة فى مصر.. ومن أبرز ما جاء فى الاتفاق دراسة إنشاء كيان مشترك لمشروعات الطاقة المتجددة داخل مصر، بالتعاون مع مؤسسة ترشيد السعودية، بهدف تحقيق طموحات مصر فى الوصول إلى نسبة 24٪ من الطاقة المتجددة بحلول عام 0302.
كما أعلن وزير الطاقة السعودى الأمير عبدالعزيز بن سلمان عن تشغيل خمسة مشروعات سعودية جديدة فى مصر تركز على الطاقة الشمسية والرياح، بالإضافة إلى خطط لإنشاء أكبر مشروع لطاقة الرياح فى مصر، ما يعزز قدرتها على إنتاج الكهرباء من مصادر نظيفة ومستدامة.. ومن المشاريع الواعدة أيضا مشروع الربط الكهربائى بين البلدين، الذى سيمكن من تبادل 3 جيجاوات من الطاقة الكهربائية عند اكتماله فى العام المقبل، ما يعزز استقرار الشبكة الكهربائية ويخفف الضغوط المتزايدة على قطاع الطاقة.
كلمة الأمير عبدالعزيز بن سلمان خلال المؤتمر لم تكن مجرد إعلان عن شراكة اقتصادية، بل كانت تعبيراً صادقاً عن عمق العلاقات الأخوية بين الشعبين الشقيقين.. عندما قال: «نحن نعتبر أنفسنا جزءا لا يتجزأ من الوطن فى مصر، مثلما نعتبركم جزءا لا يتجزأ من الوطن فى المملكة»، لم تكن مجرد عبارة بروتوكولية، بل تجسيد لحقيقة راسخة فى وجدان الشعبين.
لقد وصف الأمير عبدالعزيز مصر بأنها «كلها حاجة حلوة»، فى إشارة إلى غنى مصر بثقافتها وتاريخها وشعبها الطيب المضياف.. ولقيت كلماته تفاعلاً كبيراً من الحضور، مؤكدين أن العلاقات بين مصر والسعودية ليست مجرد علاقات سياسية أو اقتصادية، بل هى علاقات أخوية متجذرة.
هذا التعاون المتنامى بين مصر والسعودية فى مجال الطاقة ليس إلا امتداداً لعلاقات وثيقة شملت مجالات عديدة، من الاستثمار إلى الثقافة والسياحة.. ويعكس هذا الاتفاق إيمان الدولتين بضرورة التكامل والتعاون لتحقيق التنمية والازدهار لشعبيهما.
إن الشراكة بين مصر والسعودية ليست وليدة اللحظة، بل هى علاقة تاريخية راسخة تتجدد مع كل إنجاز جديد، مؤكدين أن ما يجمع ليس فقط المصالح المشتركة، بل الحب والاحترام المتبادل.. فكما قال الأمير عبدالعزيز بن سلمان: «مصر مش بس فيها حاجة حلوة، دى كلها حاجة حلوة».