لم يعد هناك ما يخفيه الأهلى أو الزمالك قبل مواجهة القمة المرتقبة السبت المقبل، وتضاءلت جدوى الإشارة إلى الخوف من مفاجآت كل طرف فى الكلاسيكو الأهم بالمنطقة، بعدما صارت أدق التفاصيل بالقطبين معروفة لدى الصغير والكبير فى وقت واحد، سواء مسجلة صوت وصورة أو رصدا على ألسنة أبطال الوقائع والأحداث، أو من خلال منشورات مختلفة لرواد منصات التواصل الاجتماعي.. المهم أن كل التفاصيل متاحة ومباحة ولا يمكن إعاقتها والتقليل منها، حتى باللجوء لبيانات النفى غير المفيدة أو المؤثرة من قريب أو بعيد .
رجل الشارع العادى صار خبيرا فنيا، قد يصل إلى حقائق ورؤى فنية يعجز المحلل الفنى أو المدرب فى الوصول إليها أو تحليلها، وهو ما خلق نوعا من التنافس والتصارع فى تقييم اللاعبين والخطط وطريقة التعامل مع المباريات.. أى أن الخطة والطريقة التى يفكر فيها الخبير أو المدرب الأجنبي، طرأت فى ذهن المشجع العادى وبادر هو الآخر بوضع تشكيل مناسب للمواجهة من وجهة نظره، حتى ان بعضهم لا يتررد مازحا فى مطالبة ناديه بتسريح الخواجة وتوفير ملايين الجنيهات والاعتماد عليه فى إدارة الفريق فنيا .
وصلنا لمرحلة أن حسم مواجهات القمة لم يعد فنيا فى المقام الأول، بل صار يعتمد على مدى قدرة كل طرف على ضبط النفس والتعامل مع المعطيات المادية والجماهيرية كما يجب، والصمود أمام التحديات والمطبات الصعبة فى اللقاء كإصابة أو طرد مفاجئ مثلا، وهى نقاط تعود إلى خبرة اللاعبين والأجهزة الإدارية فى كل الأحوال.. ومن هنا خرجت مقولات تشير إلى أنه ليس فرضا أن يفوز الأفضل فنيا بالقمة، وأن الأمر قد يخضع لمعايير وعوامل أخرى أبعد ما يكون عن الملعب وظروفه..
أما إعلاميا، أصبح هناك ما يزاحم لقاءات القمة فى الاهتمام، كالحوار المرتقب بين محمد صلاح وعمر مرموش بالدورى الإنجليزي، وما ستكون عليه المواجهة بين النجمين المصريين وهما يلعبان لليفربول والسيتي.. وموقف الشارع الكروى من اللقاء، وإلى أى نجم سيميل المشجع البسيط فى هذا الشأن.. وهناك ملفات وموضوعات لا حصر لها فى الرياضة المصرية عامة، مثل قضايا المراهنات والموت المفاجئ وبعض مظاهر العشوائية الإدارية فى علاج الأزمات.. كلها فروع نالت قسطا كبيرا من الاهتمام والرعاية الإعلامية.. وهى حالة إيجابية فى كل الأحوال وعلينا دعمها.