أكد الأمير عبد العزيز بن سلمان وزير الطاقة بالمملكة العربية السعودية قوة العلاقات بين مصر والسعودية والحرص الدائم على دعم وتنمية التعاون والتكامل بين البلدين بما يسهم فى تحقيق المصالح المشتركة قائلا:»لا تمثل المشروعات والاتفاقيات رغم أهميتها إلا جانباً يسيراً من قوة العلاقة بين المملكة ومصر ،فمتانة واستدامة هذه العلاقة التاريخية تكمن فى الإيمان العميق من الشعبين والقيادتين بأن مصيرنا واحد واستقرارانا مشترك»
وأضاف خلال كلمته فى معرض ومؤتمر مصر الدولى للطاقة أن عام 2023 شهد ارتفاع فى حجم استثمارات القطاع الخاص السعودى فى مصر بما يقارب 500 ٪ قياسا على العام السابق موضحا أنه يوجد حوالى 7400 شركة سعودية تستثمر فى مصر وحوالى 6500 شركة مصرية تستثمر فى المملكة ،وأن حجم الصادرات المتبادلة بين البلدين بلغ حوالى 46 مليار ريال سعودى.
وتابع بن سلمان أن العلاقات بين المملكة العربية السعودية ومصر تستمد رسوخها من عمقها التاريخى ومن الأخوة والشراكة الإستراتجية التى تربط البلدين وشعبيهما وقد ترسخت هذه العلاقة فى السنوات القريبة الماضية عبر رؤية واضحة بأهمية التعاون المتكامل بين الشعبين الشقيقين فى العديد من المجالات وأيضا من خلال تشكيل المجلس الأعلى للتنسيق السعودي- المصري.
واستكمل أن قطاع الطاقة يشهد اليوم تحولات كبيرة وتطوراً متسارعاً فى تقنياته والحاجة إلى مختلف مصادر الطاقة قائلا: «وواجبنا كأشقاء أن نتكاتف لنكون رواداً فى هذه التحولات ،ليس فقط بالتكيف معها ولكن بقيادة الجهود الرامية لتحويلها لفرص مجزية والإسهام بفاعلية بصياغة مستقبلها من خلال رؤيتى السعودية ومصر 2030.
وأوضح أن مشروع الربط الكهربائى بين البلدين يعد الأكبر من نوعه فى المنطقة، ويهدف إلى تبادل ثلاثة جيجاوات من الطاقة الكهربائية عند اكتمال مراحله العام المقبل، مما يسهم فى دعم قدرات قطاع الطاقة فى البلدين فى مواجهة الطلب وضغوط الأحمال الكهربائية، بالاستفادة من فائض الإنتاج .
وأعرب وزير الطاقة السعودى فى كلمته عن صادق المشاعر تجاه مصر وقيادتها وشعبها، ومدى قوة وعمق العلاقات الأخوية الوطيدة بين المملكة ومصر على كافة المستويات، مشيداً بقيادة مصر وشعبها الحبيب، موجهاً التحية لهم، ومؤكداً: «نحن نعتبر أنفسنا جزءاً لا يتجزأ من الوطن فى مصر، مثلما نعتبركم جزءاً لا يتجزأ من الوطن فى المملكة».
قال الوزير السعودى.. إن إحدى الأغانى تقول.. ألف تحية للناس الحقيقية.. الناس العشرية.. أصحاب أحلى نفسية.. مضيفًا.. مين يكون كدا فى العالم غير مصر.. وقال «مصر مش بس فيها حاجة حلوة.. مصر كلها حلوة».
وأضاف أن المملكة ستكون دائمًا شريكًا داعمًا لمصر فى جهود التنمية الشاملة.وأوضح وزير الطاقة بالمملكة حجم التعاون الوثيق بين البلدين فى هذا المجال وتطوره بشكل متسارع، مشيراً إلى عدد من المشروعات المهمة خلال الفترة الأخيرة، حيث نشهد اليوم تعزيز الشراكة بين البلدين فى مجال كفاءة استخدام الطاقة، والتعاون مع وزارتى البترول والكهرباء فى مصر لوضع خطة تنفيذية لإنشاء برنامج وطنى شامل لكفاءة استخدام الطاقة فى جمهورية مصر العربية، لنقل تجربة المملكة الناجحة، ودعم نقل اللوائح، وبناء الكوادر، وتطوير هذا القطاع فى مصر، لافتاً إلى دراسة إنشاء كيان مشترك بين البلدين متخصص فى مشروعات إعادة تأهيل المبانى الوطنية الحكومية لتحقيق كفاءة استخدام الطاقة.
كما أشار إلى تشغيل خمسة مشروعات سعودية فى مصر فى مجالات الطاقة المتجددة، ممثلة فى الطاقة الشمسية والرياح، مضيفاً أنه ستتم إقامة أكبر مشروع لطاقة الرياح لتعزيز قدرات مصر من الطاقة المتجددة.
..و توقيع اتفاقيتين مع قبرص لتنمية اكتشافات الغاز
شهد أمس الرئيس عبدالفتاح السيسى، والقبرصى نيكوس كريستودوليديس، خلال فعاليات مؤتمر ومعرض مصر الدولى للطاقة «إيجبس 2025»، أمس، توقيع أول اتفاقيتين بين البلدين؛ لبدء تنمية الاكتشافات القبرصية للغاز الطبيعى، وذلك باستخدام البنية التحتية المصرية.
وقع الاتفاقية الأولى الوزير المهندس كريم بدوى، ووزير الطاقة والتجارة والصناعة القبرصى جورج باباناستاسيو، ورئيس شركة إينى الإيطالية المهندس كلاوديو ديسكالزى. كما وقع الاتفاقية الثانية المهندس كريم بدوى، وجورج باباناستاسيو، ورئيس شركة شيفرون العالمية لأنشطة الاستكشاف والإنتاج كلاى نيف.
وأوضحت وزارة البترول ـ فى بيان، أمس ـ أن الاتفاقيتين تعدان خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون بين مصر وقبرص فى مجال الطاقة، وتمثلان بداية لتطوير الاكتشافات القبرصية باستخدام التسهيلات المصرية، فى حين تستمر المفاوضات لجلب المزيد من الغازات القبرصية إلى مصر.