– د.ريهام نوير: اترك الموبايل فالاهتمام والتقدير أجمل هدية
– السوشيال ميديا ضرة الأم وفيديو الذكريات يسعدها
” الأم ” كلمة عظيمة تحمل بين حروفها كل المعاني الحقيقية للحنان والعطاء والتضحية بلا حدود بلا مقابل، كل هذه الصفات تجتمع في كائن واحد فريد متفرد بها يقوم بدوره النابع من القلب، فالأم تلعب دورا عظيما في حياة أسرتها ودورا اكبر للدولة، إذ يقع على عاتقها الدور الأكبر في تربية أبنائها وتقديمهم للمجتمع أبناء اسوياء قادرين على تحمل المسؤلية، فكل انسان ناجح في الحياة نافع لنفسه ولوطنه رجل كان أو امرأة في أي مجال من المجالات تقف خلفه سيدة عظيمة سهرت وتعبت وتفانت في دورها بكل اخلاص وحب وجدية، فكان من حقها على أبنائها والدولة الاهتمام بها وتقدير دورها العظيم، من هنا جاءت فكرة تحديد يوم في العام للاحتفال بها. والحقيقة أن فكرة الاحتفال بعيد الأم موجودة منذ العصور القديمة، الفكرة بدأت فرعونية ثم إغريقية ثم أميريكية وأخيراً مصرية..
وفى عيد الأم يحتار الأبناء فى شراء هدية قيمة وهل نختار هدية مادية بالشئ الفلانى أم يمكن تقديم هدية قيمة معنوية تسعدها .. لو سألت أمك عن الهدية التى تريدها فى عيدها دائما ما يكون الرد “أنا عايزاك طيب وكويس ومبسوط وتفضل جنبى”..فكيف تختار هدية تسعد ست الحبايب..
تقول دكتورة ريهام نوير مدرس الاتصال والإعلام إن الأم لا تنتظرهدية مادية من أبنائها ولكنها تنتظر الاهتمام، فكل ما تكبر الأم فى العمر، وتمر السنوات تشعر بأن أبنائها يبعدوا عنها سواء فى فى أعمالهم الخاصة أو عائلتهم الصغيرة، فتشعر بعدم الاهتمام والتقدير،حتى التجمعات العائلية سواء الأسبوعية أو فى رمضان كل فرد من العائلة يمسك موبايلة ولايهتم بمن حولة..ويتحول التجمع لوجود أفراد العائلة بلا روح، هى تحتاج من أولادها يتحدثون معها ويذكرون الذكريات سويا ويتسامرون ويضحكون سويا، لذا ندعو لجعل يوم الأم يوما للاهتمام، دون موبايل أو تواصل على السوشيال ميديا.. وتقترح د. نوير نجهز فيديو نضع فيه كل الصور لها ولأولادها وأحفادها والذكريات التى تحبها الأم.. أو كلمة من أولادها لو منهم مغتربين..
ويعرض هذا الفيديو وسط العائلة ..هو أمر غير مكلف وفى نفس الوقت ستشعربالفرحة والسعادة الغامرة أكثر من أى هدية ماديةغالية..
ويجب مراعاة أن الأم تعتبر أن السوشيال ميديا كأنها ضرتها ، خاصة ان الابناء يردون عليها وهو ينظرون للموبايل دون تركيز، ويجب أن تعلم كأبن أنك قد تكون مصدر معلوماتهم الوحيد للعالم الخارجى، لقلة احتكاكهم بالناس بسبب كبر العمر فتحتاج الام هنا مزيدا من الانتباه والاحتضان و دفء المشاعر.
وتقترح د. نوير بعمل نشاط بين الأحفاد وجدتهم فى هذا اليوم .. فالصور العائلية يمكن تحويلها لبازل خشب ويجلسون سويا لتجميعها ثم تعليقها.
والجدير بالذكر أن بداية فكرة عيد الأم، تناقلتها الأجيال وانتقلت من الحضارة المصرية القديمة إلى الحضارات الأخرى، وظلت تتناقل وتتعاقب حتى ظهرت بصورتها الحالية ، وكان اول عيد أم رسمي في مصر ” 21 مارس سنة 1956، فقد بدأت فكرة الاحتفال بـ عيد الأم في مصر على يد التوأم مصطفى وعلى أمين، مؤسسى صحيفة أخبار اليوم، فقد كتب مصطفى أمين في عموده الشهير «فكرة» اقتراح بتخصيص يوم للأم وكذلك على أمين، ووافق أغلبية القراء على الفكرة وشاركوا في اختيار يوم 21 مارس الذي يوافق أول أيام عيد الربيع ليكون عيدا للأم يحتفل به كل عام ، ومن مصر خرجت الفكرة إلى البلاد العربية، ومن حينها والبيوت المصرية بأكملها تحتفل بهذا اليوم احتفالا خاصا يختلف من بيت للآخر كلا على طريقته يقدمون فيه الهدايا للام سواء هدايا رمزية أو عينيه..
كما تحرص الدولة على الاحتفال بهذا اليوم احتفالا خاصا، حيث تقوم بتكريم الأمهات المثاليات صاحبة التضحيات العظيمة والمؤثرة في حياة أبنائها والدولة بعد رحلة عطاء طويلة، وتمنح الكثير منهن رحلات حج وعمرة، تقديرا لرحلة كفاحهن في الحياة، وفي عهد السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي يتم تكريم امهات وزوجات الشهداء في احتفالية عيد الام التي تقيمها الدولة كل عام،، تقديرا لصبرهن الجميل على فقد فلذات أكبادهم فداءا للوطن.