القمة العربية الطارئة التى دعت إليها القاهرة خلال الأسبوع القادم فرصة ينبغى استثمارها فى توحيد صفوفنا لمواجهة التطورات المستجدة والخطيرة للقضية الفلسطينية خاصة لمواجهة القذيفة التى أطلقها الرئيس الأمريكى وزعم فيها إمكانية إنشاء ريفيرا الشرق الأوسط بقطاع غزة وتهجير الفلسطينيين إلى كل من مصر والسعودية والأردن.
أعتقد أن هذه الدعوة ستكون سببا فى توحيد الأمة العربية فضلا عن القفز على القانون الدولى واتخاذ إجراءات من الخزانة الأمريكية لمصادرة أموال وممتلكات رئيس محكمة العدل الدولية ومحاكمته على تسرعه فى الحكم بالعدل على مجرمى الحرب فى إسرائيل الذين سفكوا دماء الآلاف من الشهداء الفلسطينيين.
وما ارتكبه جيش الاحتلال الإسرائيلى من مجازر بغزة يتوافق مع العقيدة الصهيونية العالمية ومخططها العنصرى فى قتل المدنيين العزل ونجده مدونا فى سفر التثنية عند اليهود.. والإبادة الجماعية للفلسطينيين ليست من أفكارهم ولكنها معتقد لديهم قبل ان تكون احتلالا لأراضيهم.. ومطالبتهم مع القوى العظمى فى العالم لمحاكمة محكمة العدل الدولية إنما يكشف عن زيف ديمقراطيتهم مما يستلزم من أبناء الأمة العربية المحافظة على أوطانهم وبلادهم وأن نجتمع خلف القرار السياسى لقادتنا ولا نتفرق.
وحب الوطن والتمسك بأرضه أوصت به كافة الأديان والشرائع السماوية ويعتبر من مقاصد الشريعة ومن القيم السامية التى ينبغى مراعاتها الدفاع عنه ضد من أراده أو حتى أراد السوء لأهله.
أتصور ان وحدة الصف ضرورة شرعية وطنية لحماية الدول العربية من الاطماع الخارجية كما أنها دعامة أساسية لبناء مجتمع قوى متكاتف يتمكن من مواجهة أى قوى فى حين أن التمزق والتشتت والذى تستهدفه الدول الاستعمارية لأوطاننا يحقق لهم ما يريدونه من أهداف دنيئة.
وينبغى إدراك أن وحدة أبناء الوطن الواحد بداخله يشكل حصنا منيعا لصد أى عدوان أو حتى مخاطر خارجية ويعد وحدة الصف درعا واقية لمواجهة مختلف وأشكال التحديات ويقودنا إلى عوامل القوة المؤثرة خاصة فى الوقت الراهن.
وعلينا إدراك أن تماسك الجبهة الداخلية يمثل أهم العناصر لحماية وطننا من المخاطر المحيطة به مما يستلزم من كل مواطن دعم مؤسساته الوطنية لتفادى المشكلات والعمل بروح الفريق لمواجهة أى تحديات والشعب المصرى أدرك ذلك من خلال تكاتفه لصد فكرة تهجير الفلسطينيين إلى السعودية والأردن وأرضنا لمنع تصفية القضية الفلسطينية.
وبالوحدة تذوب العصبيات وتنتهى المشكلات ونتخطى عقبات الاختلافات وتزداد الأمة العربية صلابة ويتحقق الاكتفاء الذاتى والوصول إلى ما نرجوه من النمو الاقتصادى لذلك احرص على متابعة ما سوف تسفر عنه قمة تنمية التجارة والصناعة وتعزيز التكامل الاقتصادى والتى تنطلق الثلاثاء بمشاركة العديد من ممثلى شركاء مصر فى التنمية من مختلف الدول العربية والاتحاد الأوروبى.. حيث سيتم بحث دور المؤسسات العربية والدولية فى تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الاقتصاد المحلى من خلال الشراكة والتكامل ودعم تشجيع الاستثمار المشترك فى تحسين البنية التحتية التجارية والصناعية خاصة بالمناطق الاقتصادية.
ومن الأهمية تركيز القمة على كيفية تشجيع الاستثمار فى التكنولوجيات الصناعية الحديثة لتعزيز كفاءة الإنتاج ودعم التحول الرقمى بالقطاع الصناعى وتطوير الصناعات الخضراء، ولا يمكن إغفال مناقشة تقديم برامج تسويقية لتعزيز مكانة منتجاتنا وتعزيز الشمول المالى بالقطاعين الصناعى والتجارى بهدف الوصول إلى التمويل الأمثل للمواطن والمطورين مع طرح رؤى وإستراتيجيات مبتكرة لتعزيز وتوفير حلول تمويلية للمستثمرين فى التجارة والصناعة.